الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مباراة لقهر المستحيل

24 سبتمبر 2014 23:10
ما المطلوب تحديداً من لاعبي العين عندما يواجهون الثلاثاء القادم الهلال السعودي في استاد الشيخ هزاع بن زايد عن إياب الدور قبل النهائي للمسابقة الأغلى بآسيا، عصبة الأبطال؟ حسابياً، ومن دون لعب بالكلمات، يحتاج لاعبو العين إلى الفوز بأربعة أهداف ليعبروا إلى النهائي التاريخي المطل من شرفة جميلة على مونديال الأندية بالمغرب، وعلى مجد تسير به الركبان. لو كان هذا هو الخيار الأوحد لإعطاء حلم المونديال أوكسجين الحياة، فالسؤال هو: هل نطلب مستحيلاً من لاعبي «البنفسج»، عندما نضعهم أمام خيار الفوز بهذه الحصة الهلامية على منافس من طينة ومعدن وبأس الهلال السعودي؟ ألا نجرهم إلى انتحار جماعي؟ ألا نضحك على أنفسنا عندما نتصور، مجرد التصور أن للعين قدرة على أن تحجب بلمع الأحداق وفولاذية الإرادة وهلامية الأداء الهلال من سماء النهائي الآسيوي؟ هل فعلاً يوجد في العين أداء ومخزون ومهارات جماعية، ما يقول بإمكانية الثأر من هزيمة الرياض بالثلاثية الصادمة؟ لو نحن انطلقنا من مباراة الذهاب بالرياض، وتعمقنا في قراءة المضمون التكتيكي، ووقفنا على ما جعل الخاتمة تكون بهذا الفوز «الأنطولوجي» للهلال، وهذا الانكسار المفاجئ للعين، سنقول أن للعين فعلاً فرصة لكي يرد الدين، ويكسب جولة الإياب وسط جماهيره، لو أحسن التعامل مع ما يكون بالمطلق هو سيد مثل هذه النزالات، التفاصيل الدقيقة والجزئيات الصغيرة. فما تدلنا عليه مباراة الذهاب بالرياض إن نحن أعدنا مشاهدتها بعيداً عن الزخم العاطفي، هو أن الهلال نجح بشكل قياسي في استثمار العطالة التي أصابت لاعبي العين في توقيتات معينة من زمن المباراة على مستوى التركيز الجماعي، والتي كانت لها لغاية الأسف أخطاء مكلفة. ساعة كاملة كان فيها العين يقف على نفس الخط مع الهلال، من حيث حضور البديهة، والتحكم في الإيقاع ومقارعة الحجة التكتيكية بالحجة التي تزيد عليها، بل إن لاعبي العين بدوا متحررين من الضغط النفسي إلى درجة الاسترخاء الكامل الذي أورث في اعتقادي ثقة زائدة بالنفس، دمرت المشهد بالكامل عندما مررنا إلى النصف ساعة الأخير من المباراة، والذي برز فيه ما كان فاصلاً بين الهلال والعين، اللياقة التنافسية التي تستطيع لوحدها أن تحجم تداعيات سقوط التركيز، فالعين جاء للنصف الآسيوي محمولاً على ما جناه من نزالات ودية لا تستطيع أن تعطي كامل العتاد، والهلال لعب النصف النهائي متفوقاً على العين في درجة التنافسية لأنه لعب بالفعل مباريات رسمية عن الدوري السعودي. باستحضار هذه الجزئية الصغيرة والحاسمة التي وجهت مباراة الرياض، يصبح ممكنا القول، إن العين فيما لو فرض على مباراة العودة الإيقاع الذي يناسب لاعبيه، وإذا ما أوجد بالإرادة النسق التكتيكي الذي يمكن أن يصيب لاعبي الهلال بالتيه ويضرب في العمق أسلوب لعبهم، وإذا ما نجح في هندسة بداية مثالية للمباراة، فإنه سيكون بكل تأكيد قد أحكم القبضة على التأهل الذي يراه الكثيرون بحكم الخسارة بالثلاثية في جولة الذهاب مستحيلاً. لو آمن لاعبو العين الإيمان العميق بألا «مستحيل» في كرة القدم، فإنهم سيكونون قد قطعوا نصف الطريق نحو كتابة ملحمة العبور إلى النهائي الحالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©