الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة لتزويد منازل باريس بشبكة الألياف البصرية

29 نوفمبر 2006 23:52
إعداد ـ محمد عبدالرحيم: يبدو أن باريس عاصمة النور التي طالما ألهمت الأدباء والفنانين قد أصبحت الآن على مشارف ثورة تكنولوجية هائلة حيث عمد بيرتراند دالوني عمدة المدينة إلى منح شركات الاتصالات الهاتفية اعفاءات من الرسوم بشأن استخدام البنية التحتية للمدينة لتمديد كوابل الألياف البصرية عبر نظام الصرف الصحي الذي يمتد بطول 1800 كيلو متر· وكما ورد في صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مؤخراً فإن شركة الياد اعلنت مؤخراً عن خطط لشبكات توفر الخدمة التي تبلغ سرعتها ضعف تلك التي تعتزم شركة دوتش تيليكوم الألمانية تنفيذها في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع شركة فيريزون للاتصالات· وقد اطلقت شركة فرانس تيليكوم أيضا برنامجاً طموحاً في باريس يهدف لاستكشاف امكانية إنشاء شبكة الياف من المرجح أن تتسم بسرعة مماثلة لسرعة شبكة الياد· إلا أن المحللين أعربوا عن دهشتهم من أن الشركات الفرنسية دخلت في سباق لتمديد الشبكات حتى قبل ظهور سوق لهذه الخدمات· ويذكر أن شبكات الألياف البصرية أسرع بكثير من وصلات الإنترنت التقليدية لما تسمح به للمستهلكين بمشاهدة تلفزة عالية الوضوح والدقة وتحميل الأفلام في دقائق معدودة بدلاً من ساعات· وهو أمر بالغ الحيوية للتنافس مع شركات الكيبل التي ترغب أيضا في أن تصبح أول من يجذب الزبائن على عروضها في الانترنت وفي التلفزيون· لذا فإن استخدام نظام الصرف الصحي تحت الأرض أصبح من الأهمية بمكان حيث سيقلل من الحاجة إلى حفر الأرصفة كما أن شبكة الصرف الصحي في باريس مترابطة مع بعضها البعض، ويسهل الدخول إليها بشكل يقلل تكلفة بناء الشبكة بمعدل يتراوح ما بين 30 و50 في المائة وفقا للمحللين· ولكن تكلفة توصيل شبكة الألياف إلى كامل فرنسا ربما تصل إلى 7 مليارات يورو حسب تقديرات محافظة في الوقت الذي أدت فيه حدة المنافسة إلى خفض الأسعار التي يدفعها المستهلكون الفرنسيون مقابل الخدمات إلى مستوياتها الأدنى في أوروبا· إلا أن الألياف البصرية بدأت تشق طريقها إلى جميع أنحاء العالم بقيادة اليابان وكوريا الجنوبية وفقاً لمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي· وفي الولايات المتحدة الأميركية انهمكت شركة فيريزون في تمديد شبكة للألياف البصرية في الولايات الشمالية الشرقية مثل نيويورك ونيوجيرسي وكونيكتيكت إلى 18 مليون منزل بتكلفة تبلغ 18 مليار دولار، أما خطط شركة دوتش تيليكوم فتغطي 12 مدينة وضاحية ألمانية بحلول نهاية العام وبتكلفة 500 مليون يورو، وفي حال أن منح المنظمون الألمان شركة دوتش تيليكوم كامل السيطرة على شبكتها فإن الشركة سوف تجتذب عدداً يصل إلى 12 مليون شخص في 50 مدينة، وتخطط شركتا دوتش تيليكوم وفيريزون لتمديد شبكات تبلغ سعتها 50 ميجابايت في الثانية بينما تمنح الشركات الفرنسية للمستهلكين خيار الوصول إلى شبكات تتسم بضعف هذه السرعة، ولكن بتكلفة أكبر بمقدار الثلث· وعلى سبيل المثال فإن شركة الياد سوف توفر حزمة معيارية بمقدار 50 ميجابايت مع امكانية ترقيتها إلى 100 ميجابايت · وفي سبتمبر الماضي أعرب المستثمرون عن مخاوفهم بشأن المخاطر التي تتضمنها استثمارات شركة فرانس تليكوم بشكل أدى إلى تراجع سعر سهمها بمعدل 12 في المائة في اليوم نفسه الذي تم الاعلان فيه عن نشر شبكة الألياف قبل أن يعاون سعر السهم انتعاشه ويستمر في الارتفاع، وتتوقع شركة الياد أن تسترد كامل استثماراتها بمليار دولار في فترة لا تتعدى الأربعة أو الستة أعوام إلا أنها قد تستردها بأسرع من ذلك بكثير إذا ما عمدت إلى إنشاء شبكة تشق طريقها إلى منازل المواطنين، وتقدم شركة ايرنيس الفرنسية المخصصة في أعمال الألياف البصرية خدمة بسعة 60 ميجابات وعادة ما تسترد الشركة استثماراتها في فترة ثلاث سنوات لكل مبنى يتم تمديد الأسلاك له نظراً لأن نسبة لا تقل عن 20 في المائة من السكان في كل مبنى مشتركة في الخدمة· ويشير المسؤولون في شركتي فرانس تيليكوم وإلياد إلى أن الألياف المصنوعة من الزجاج المعزول أرخص بكثير في أعمال الصيانة من كوابل توصيل الإنترنت التقليدية المصنوعة من النحاس لأنها لا تحتوي بشكل أساسي على أجزاء اليكترونية، وفي حال أن تم لاحقاً توصيل خط التلفزيون العالي الدقة والوضح في كل منزل وإلى كل جهاز كمبيوتر شخصي فإن الشركتين ستصبحان في وضع فريد بحيث لن تحتاجا الى تطوير ترقية شبكاتهم في المستقبل· ومن جهته فإن عمدة باريس أخذ يشجع الشركات على استخدام نظام الصرف الصحي عبر تخفيض رسوم الدخول بمعدل 25 في المائة لآخر 400 متر في الاتجاه الى المنزل وهي المسافة الأكثر تكلفة عادة في المشروع· ويهدف المشروع الى اجتذاب 80 في المائة من أهالي باريس الى خط الألياف البصرية العالي السرعة بحلول عام ·2010 ويعتقد العديد من التنفيذيين احتدام المنافسة بين المستهلكين الذين سيتقاسمون خدمات الفيديو وأعمال التدوين والموسيقى والصور الرقمية سوف يصل الى أوجه أثناء فترة الخمس أو العشرة أعوام المقبلة ما يتطلب بالتالي المزيد من الحزمة العريضة، إلا أن الخبراء في صناعة الاتصالات الهاتفية أشاروا الى أن خدمة بسعة ترراوح ما بين 30 الى 35 ميجا بايت تعتبر كافية لمعظم المنازل في المستقبل المنظور· وفي فرنسا استمر تطوير برامج التليفزيون العالي الوضوح متخلفاً بسبب تخوف الشركات الإعلامية من الاستثمار فيها قبل وجود أنظمة جيدة للتوصيل· وكما يقول أوليفر روزنفيلد المدير المالي الشركة الياد ''لقد بات السؤال ينصب فقط على ما إذا كانت الألياف في المنازل سوف تصبح التكنولوجيا المقبلة خلال فترة الثلاثين أو الخمسين عاماً المقبلة''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©