تظاهر مئات الأشخاص في مدينة بنغازي، مطالبين بتغييرات في القيادة الليبية الجديدة، في الوقت الذي تحدت فيه جماعات سياسية ناشئة حكام ليبيا المؤقتين في مذكرة، قائلة إن خطتهم للحكم لا تفي بمطالب الشعب.
وخرج المئات من سكان بنغازي في تظاهرة أمس الأول وهم يرددون “أول الشهداء كانوا من بنغازي”. وانتقدوا من وصفوههم بـ”المتسلقين” و”الانتهازيين” في القيادة الجديدة. وقال أحد المتظاهرين ويدعى شكري، مراجع حسابات في منتصف العمر، إن “بعضا من أعضاء اللجنة التنفيذية مصاصو دماء ولصوص وما زلنا نراهم في التلفزيون. كانوا لا بد أن يحاكموا”. وأشار إلى أن مجلس الوزراء تم حله رسميا، لكن عمليا.. لا يزال يحكم.
وتسلط المذكرة التي وقع عليها 56 تنظيما سياسيا معظمها من المناطق الشرقية في ليبيا الضوء على الانقسامات السياسية التي ظهرت بشأن مستقبل ليبيا بعد أسبوعين فقط من إسقاط القذافي.
وتقول المذكرة، إن خطة المجلس الانتقالي الليبي تحتوي على تناقضات ويجب ألا تستخدم خريطة طريق للحكم في فترة ما بعد القذافي.
وبموجب الخطة الحالية، سيقدم المجلس الانتقالي استقالته ويترك البلاد لحكومتين مؤقتتين أخريين لفترتين متعاقبتين، خلال الفترة الانتقالية التي يتوقع أن تستمر 18 شهرا من تحرير ليبيا رسميا. وبدلا من ذلك، أيد الموقعون على المذكرة استمرار العملية السياسية مع حكومة مؤقتة تحكم إلى حين إجراء أول انتخابات. وقالت المذكرة، إن هذا الإعلان الدستوري لا يعبر عن رغبات الشارع ولا عن أماني الشعب المحرر.
ومن جانبه، أكد عبد الحفيظ جوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي تسلم الحكومة للوثيقة. وقال إنه ليس بإمكان المجلس دراستها إلا بعد سيطرته على آخر المعاقل المؤيدة للقذافي.
وتكتسب الوثيقة المعارضة لخطة “الانتقالي” ثقلاً لأنها جاءت من بنغازي التي يعزى لها فضل قيادة الحملة العسكرية ضد القذافي. كما أنها تحت سيطرة القوات المناهضة للقذافي منذ أشهر.
وحمل محتجو بنغازي لافتات تعرب عن السخط إزاء سلسلة قضايا ابتداء من المركزية في طرابلس على حساب بنغازي إلى البروز السياسي لأعضاء النظام القديم، مثيرين المسألة الشائكة المتعلقة بكيفية دمج الأعضاء السابقين في حكومة القذافي. وقالت فتاة اسمها نوفرا “أقول لا للمتسلقين.. إنهم يتسلقون على ظهور ثوارنا. نحتاج لوجوه جديدة”.
وأشارت إلى لافتة مكتوب بخط اليد تقول إن كلماتها تستهدف محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي الذي كان يدير في الماضي معهد بحثي اقتصادي في ظل القذافي.
عدد اليوم
