السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد: المنطقة تواجه طيفاً كاملاً من التحديات والأزمات

عبدالله بن زايد: المنطقة تواجه طيفاً كاملاً من التحديات والأزمات
4 ديسمبر 2010 23:59
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن المنطقة تواجه في وقتنا الحاضر طيفا كاملا من التحديات والأزمات تمتد من باكستان وأفغانستان في الشرق إلى الصومال واليمن في الغرب. لافتا الى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة الوسيلة الأمثل لضمان الأمن. وقال نتطلع إلى قمة مجلس دول التعاون التي تستضيفها أبوظبي غدا ونثق بأن دول المجلس ستواصل العمل على دفع عجلة التغيير الإيجابي، مؤكدا العزم على مواصلة السعي بجد لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه أمس خلال أعمال المؤتمر السابع لـ”حوار المنامة” الذي انطلق أمس الأول بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بحضور مسؤولين من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية لـ 30 دولة بهدف تبادل الأفكار حول التحديات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة. تهنئة قطر وبدأ سموه كلمته قائلا “اسمحوا لي بداية أن أعرب عن مدى سعادتي للتواجد هنا اليوم لا سيمّا أن “حوار المنامة” بات بالفعل منتدىً هاماً لمناقشة المسائل الأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط ونقطة التقاء بارزة على الأجندة الإقليمية، وحري بي أن أقول أن موضوع هذه الجلسة يتسم بخصوصية عالية بيد أنني اليوم أرغب بالتطرق إلى جانب مختلف من الحوار الأمني يتسم أيضاً بأهمية موازية أثناء بحثنا لمنطقة تسودها التحديات، وأود بداية أن أتوجه بالتهاني والتبريكات لدولة قطر على فوزها بشرف استضافة بطولة كأس العالم 2022 ما يشكل بحق إنجازاً متميزاً وشرفا لنا جميعاً في المنطقة، فهذا النجاح لا يقتصر ببساطة على الفوز بشرف استضافة هذه البطولة الكبرى في عالم كرة القدم رغم جميع الصعوبات أو حقيقة أن هذه المرة ستكون الأولى في التاريخ التي يتم فيها تنظيم بطولة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط” . وأكد سموه ان المنطقة تواجه في وقتنا الحاضر طيفاً كاملاً من التحديات والأزمات تمتد من باكستان وأفغانستان في الشرق إلى الصومال واليمن في الغرب، ولكننا اليوم لا نواجه أزمة أمنية حقيقية فحسب بل اننا نواجه خطراً أكبر من ذلك بكثير يتجلى في صراع أيديولوجي يهدد مستقبل المنطقة ككل، فما الذي يمكن أن نتعلمه من فوز دولة قطر وسط هذه التحديات التي تواجه المنطقة. وقال سموه “برأيي يوفر هذا الفوز رؤية إيجابية بديلة لمكانة منطقة الخليج في العالم واعترافاً بأن الأمن الحقيقي لا يوفره تشييد الأسوار أو الجدران بل إنه يأتي من مصدر مختلف كليا”. وأضاف سموه “وانطلاقا من قناعتي الراسخة أرى بأن الوسيلة الأمثل لضمان الأمن تتمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة إذ أن التطرف يستمد قوته من ضعف الأمل والفرص لاسيّما بين جيل الشباب ومن شأن الانفتاح وتعزيز المشاركة مع المجتمع الدولي أن يعود بالفائدة على أمن الجميع وسواء عبر الرياضة أو التجارة والحوار الثقافي أو السياسي يمنح التبادل والمشاركة الدولية جميع الأفراد مصلحة مشتركة في مستقبل إيجابي ينعم بالسلام”. وأوضح سموه “من هنا تأتي أهمية فوز قطر الذي يبيّن للجميع أن المستحيل يصبح أمراً ممكناً حين تتحلى الدولة بنظرة مستقبلية تركز على التطور والتنمية، ومن شأن توفير فرص أوسع للمواطنين إلى جانب الفهم الأعمق والتبادل الحضاري بين جميع الدول على مستوى العالم أن يشكل الطريق الأمثل نحو الأمن”. وأكد سموه “بالتالي ليس بإمكاننا الفوز في حرب إيديولوجية سوى عبر تغيير العقليات، ومن أجل تغيير العقليات في المنطقة يتعين علينا أن نوضح للناس وجود أسباب متعددة تدعوهم إلى التفاؤل حيال المستقبل”.. مشيرا سموه الى أهمية توفير الفرص الإيجابية للشباب وتمكين المرأة في المجتمع ليصبحوا بأنفسهم أفراداً طموحين وملهمين يشاركون بدور رئيسي في مجتمعاتهم. وقال سموه “وتشكل هذه الرؤية التي تحملها دولة الإمارات كمنهجية إيجابية بديلة لتعزيز الأمن والتي ننتهجها لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة”. عملية السلام وحول عملية السلام في الشرق الأوسط قال سموه “لطالما أثرّت العديد من الأجندات المختلفة في مسألة الصراع العربي- الإسرائيلي لعقود طويلة لاسيّما الأصوات الداعية إلى عدم الاستقرار وعدم التسامح والعنف في المنطقة، ينبغي أن تبقى مسألة إيجاد حل لهذا الصراع أولوية قصوى لدى المجتمع الدولي فدولة الإمارات تؤمن بقوة بأن حلّ هذا الصراع سيبقى العامل الأبرز للتغيير وينطوي على فيض من الآثار الإيجابية”. وأضاف سموه “ الى جانب عملية السلام ينبغي مساندة الفلسطينيين لتطوير وتنمية مؤسساتهم ومجتمعهم وبناء اقتصاد مزدهر يمكن للأفراد تحقيق النجاح والازدهار فيه ولا يشكل ذلك بديلا عن العملية السياسية بل إنه يعد مساراً موازياً بالغ الأهمية”. وحول أفغانستان أكد سموه على ضرورة مواصلة المشاركة بدور إيجابي في دعم ومساندة أفغانستان.. مشيرا سموه الى ان دولة الإمارات كانت من أوائل البلدان الإسلامية التي توفر الدعم المالي والفني والعسكري لأفغانستان، وقال سموه “لكننا ندرك أيضاً أهمية تعزيز الاستقرار الأمني بدعائم الرخاء والنمو الاقتصادي ولذلك استضفنا الأسبوع الماضي “المؤتمر الدولي للاستثمار في أفغانستان” في إمارة دبي والذي حضره أكثر من 700 شركة أفغانية ودولية”. دعم اليمن وعن اليمن أكد سموه ان دول مجلس التعاون الخليجي حرصت باستمرار على دعم أشقائنا اليمنيين في جهودهم الرامية إلى تعزيز الأمن والرخاء في البلاد.. ونقوم بتوفير هذا الدعم من خلال المشاركة عبر “مجموعة أصدقاء اليمن” انطلاقاً من إدراكنا لأهمية قهر التحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، وقال سموه “ستحرص دولة الإمارات على إيلاء اليمن أولوية عليا خلال فترة رئاستها المقبلة لمجلس التعاون الخليجي”. وأكد سموه ان هذا النمط من الخطوات الإيجابية يشكل بديلاً حقيقياً للمجريات السلبية التي تبرز بعض الأوقات في منطقتنا وفي حين لعب مجلس التعاون الخليجي دوراً محورياً في تطبيق رؤية إيجابية للمسألة الأمنية إلا أنه قادر بالتأكيد على القيام بدور أكبر بل ينبغي عليه القيام بذلك بالفعل. التغيير الإيجابي وقال سموه “وبناء على ما تقدم يتعين علينا العمل في إطار مجلس التعاون الخليجي بهدف تعزيز اتساق رؤيتنا وأولوياتنا الإستراتيجية آخذين بعين الاعتبار التحديات الإقليمية المحيطة بنا، وعليه نتطلع قدماً إلى قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستستضيفها أبوظبي غدا مع تولي دولة الإمارات لرئاسة المجلس كما أننا على ثقة بأن دول المجلس ستواصل العمل على دفع عجلة هذا التغيير الإيجابي في المنطقة”. وأكد سموه انه في حين تبقى التحديات ماثلة أمامنا إلا أننا عازمون على مواصلة السعي بجد واجتهاد نحو أهدافنا المتمثلة في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. فوز قطر والتفاؤل الكبير تجاه مستقبل منطقة الخليج قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: تشكل هذه الرؤية البديلة التي طرحتُها مصدر التفاؤل الكبير الذي أحمله تجاه المستقبل الأمني لمنطقة الخليج فتفاؤلي ينبع من رؤيتي لقوة هذه الرسالة والتي تتجلى في العديد من الأمثلة المحيطة بنا “الأعداد الكبيرة من سكان المنطقة ممن يتنقلون بين الحدود بحثا عن فرص العمل أو التعليم وملايين العمال الأجانب الذين اختاروا أن يكون مصدر رزقهم في دول مجلس التعاون الخليجي، والطريقة التي تلعب فيها المرأة دوراً محورياً في مجتمعاتنا، وقطاع الأعمال والقطاع الحكومي وبالتأكيد فوز قطر بشرف استضافة بطولة كأس العالم 2022”. وقال سموه ان قصص النجاح المتميزة هذه تشكل أثمن وأغلى الأصول بالنسبة لأمننا، مؤكدا سموه ان هذه هي الرؤية التي تبقى على الدوام حجر الأساس لمستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
المصدر: المنامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©