الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العويس: المهرجان منصة لرؤى المبدعين الهواةوطريقهم إلى الابتكار والنجومية

العويس: المهرجان منصة لرؤى المبدعين الهواةوطريقهم إلى الابتكار والنجومية
25 سبتمبر 2014 00:28
انطلقت مساء أمس الأول في المركز الثقافي لمدينة كلباء، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة الذي ينظم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتشرف عليه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الإمارة، وذلك في حضور الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة في مدينة خورفكان، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام فيها، وهلال النقبي رئيس المجلس البلدي في المدينة، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة ومدير المهرجان، إلى جانب العديد من المسرحيين المحليين والعرب. تكريم الشالوبي وشهد حفل الافتتاح عرضاً فلكورياً شاركت فيه جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، وقدم في الفضاء الواسع أمام مسرح المركز الثقافي في كلباء، حيث انتشرت مجسمات ومكعبات إعلانية تعكس فعاليات المهرجان، إضافة إلى عدد كبير من أضواء الزينة التي أضفت على المكان المطل على البحر جمالية لافتة. وفي كلمته في المناسبة قال العويس: «إن مهرجان الشارقة للمسرحيات مثّل منذ انطلاقته قبل ثلاث سنوات منصة لرؤى هواة المسرح، من الشباب والكبار»، مشيراً إلى أنه أتاح لهم الفرصة لإظهار وتأكيد ما لديهم من مهارات في الإخراج والتشخيص وفنيات المسرح الأخرى، ونجح في أن يكون مناسبة مثلى لمناقشة واختبار المعارف المعاصرة في فن المسرح وللتواصل مع الآخرين. وأضاف: «إن هذا المهرجان باستيعابه هذه الطاقات الإبداعيّة الشابة يضيء على مرتكز مهم في استراتيجية الشارقة الثقافية التي يرعاها صاحب السمو حاكم الشارقة»، مبيناً أن العمل في هذا المجال «لا يقتصر على إنشاء صالات العروض وبناء المسارح وتنظيم المهرجانات على ما يمثله كل ذلك من أهمية، بل لا بد من إيجاد برامج ثقافية ومسرحية مبدعة، تحض على الابتكار والتجديد، وفي هذا السبيل جاء مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، مختلفاً ومغايراً، سواء في أشكال وموضوعات عروضه أو في تحضيراته التقنية والمادية». وشهد الافتتاح صعود الشيخ سعيد بن صقر القاسمي إلى المنصة ليكرم الفنان الرائد علي الشالوبي، شخصية المهرجان، تقديرا لما قدمه من عطاء جزيل في المسرح والتلفزيون والحياة الاجتماعية في المنطقة الشرقية. وشاهد حضور الحفل فيلماً قصيراً عن تجربة الفنان المكرم، عرض لجانب من سيرته المهنية. كما عرف حفل الافتتاح تدشين معرض السينوغرافيا الذي ضم الأعمال المنجزة من متدربي ورشة السينوغرافيا التي كانت نظمت في وقت سابق لتأهيل المشاركين في المهرجان، وأشرف عليها الفنان البحريني ياسر سيف. محاكمة جان دارك أما عرض الافتتاح، فجاء تحت عنوان «محاكمة جان دارك» للكاتب برتولد بريخت، وإخراج رامي مجدي وهو من ضمن العروض المتنافسة على جوائز المهرجان، علماً بأن مخرجه ظفر بالجائزة الكبرى في الدورة السابقة. في العرض الجديد له، قارب المخرج المصري الشاب قصة البطلة الشعبية الفرنسية جان دارك، التي عاشت بين 1412 ـ 1431، واعتبرت بطلة قومية في فرنسا، وهي كانت تحسب أن أصوات قدسية تدفعها في مغالبتها الإنجليز وقيادتها الجيش الفرنسي في حرب المئة عام (حرب بين فرنسا وانجلترا من 1337 إلى 1453). وبحسب المصادر، فإن جان دارك اُخضعت لمحاكمة صورية من طرف بعض الفرنسيين نظير بعض الجنيهات التي دفعت من قِبل الإنجليز، وحوكمت بتهمة «العصيان والزندقة» ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة قبل أن تبلغ العشرين من عمرها. وقوربت القصة فنياً في السينما والتلفزيون والمسرح، طيلة عقود عدة. وفي النص الذي اختاره مجدي، تظهر جان دارك (قامت بالدور دينا بدر) في المحكمة وهي تدفع التهم الموجهة، مثل كونها ساحرة وتلبس زيّاً رجالياً وزنديقة إلخ. . ثم نراها وهي تتلقى محاولات الأسقف فون بوفيه (قام بالدور بركات أحمد) والمراقب الانجليزي (حيدر أبو العباس) لإخضاعها وإجبارها على التراجع والإقرار بالذنب. ويستثمر مجدي مشهدية المحاكمة، استناداً إلى رؤيته القائمة على مقطع حواري في المسرحية ينص على أن «الجاهل لا يدرك للحرية معنى، والجائع لا يجد في العبودية ذلاً»، ويمضي في كل لحظات عرضه التالية إلى تأكيد تخذيل الأسقف والمراقب لجان دارك وإرهابهما لها بأن لا أحد من الشعب ينصت لها أو يستجيب لدعوتها أو يؤمن بها، وذلك عبر عدد من اللوحات التي تبين أن الشعب، إما أنه خاضع ومغلوب على أمره يرتهن لمن يدفع له ثمن الغذاء والدواء، فيصوّت له في الانتخابات، أو أنه بائس وسطحي ومستهلك بتقليعات عصر الاستهلاك. وحاول مجدي أن يمد، بأكثر من طريقة، زمن جان دارك الفرنسية، بوصفها رمزاً للصمود والمقاومة، بزمن الشعب العربي الراهن، لكن بالتركيز على نقط الضعف والهزال، لدى هذا الأخير. آراء ومواقف وعلى هامش حفل الافتتاح، التقت «الاتحاد» عدداً من المسرحيين الإماراتيين، وسألتهم عن نظرتهم لمساره، فقال الممثل والمخرج مرعي الحليان، وهو من ضمن أعضاء لجنة التحكيم: «إنه مسرور بتجربة المهرجان، مشيراً إلى أنه ظل يتابعه منذ انطلاقته لأنه يمثل مناسبة للتعرف إلى المواهب الجديدة في مجالات الإخراج والتمثيل، كما أن اختيار المنطقة الشرقية كمقر لفعاليات المهرجان يمثل لفتة ذكية، لما تتميز به هذه المنطقة من ثراء ثقافي واجتماعي». وقال الممثل والمخرج عبدالله راشد: «إن استمرارية المهرجان تدل على فعاليته وتأثيره المهم»، مشيراً إلى أن المهرجان عرف طريقه الصائب منذ أن اختار أن يختص في ضرب محدد من المسرحيات، وهو المسرحيات القصيرة التي تنطوي على جمالية خاصة. وأعرب المخرج محمد العامري عن سعادته بالمشاركة كعضو في لجنة تحكيم الدورة الثالثة من المهرجان، لافتاً إلى أن تجربة المهرجان تستحق الدعم لكونها ترفد المجال بالحيوية والحراك، وتجسر المسافة بين أجيال المسرح الإماراتي. ويشهد المهرجان اليوم انطلاق ملتقى الشارقة الثاني للبحث المسرحي بثلاث جلسات. وفوق الخشبة يشاهد الجمهور عرضاً لمسرحية «من منا؟» للمخرج الإماراتي محمد جمعة علي، ومسرحية «الصرير» للمخرج الإماراتي حسين الجاسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©