الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«بيمكس» المكسيكية تنقب عن النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة

«بيمكس» المكسيكية تنقب عن النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة
6 سبتمبر 2013 21:27
تعتزم بتروليوس مكسيكانوس (بيمكس) شركة النفط الاحتكارية التابعة للحكومة المكسيكية تأسيس شركة لاستكشاف وإنتاج الغاز الصخري ونفط المياه العميقة في الولايات المتحدة ضمن خطة طموحة وضعها رئيسها التنفيذي الجديد ترمي إلى زيادة إنتاج الشركة بعد سنوات من انخفاضه. من شأن هذا المشروع المقترح الذي أوضحه الرئيس التنفيذي إميليو لوزويا في مقابلة عقدت معه مؤخراً انخراط شركة بيمكس في تقنيات حفر معقدة لا خبرة لها فيها. وهي تعد خطوة جسورة خارج حدود المكسيك. وقال لوزويا المصرفي الاستثماري السابق البالغ من العمر 38 عاماً الذي عينه الرئيس المكسيكي إنريك بينا نينو العام الماضي لإدارة الشركة العملاقة: «ستبدأ بيمكس تأسيس شركة جديدة ستعمل في حقول الغاز والنفط الصخرية بالولايات المتحدة وفي جانب المياه العميقة الأميركية». وأضاف لوزويا:«جيولوجيا المناطق المستهدفة مشابهة لمناطق مكسيكية وفي مقدورنا الاستفادة من مجالات تعاون عديدة مع شركات نفط دولية». تتزامن هذه المبادرة مع مشروع تعديل قانون الطاقة الذي اقترحه بينا نينو في منتصف أغسطس يتيح للشركات الخاصة المشاركة في الاستفادة من موارد النفط المحلية للمرة الأولى في 75 عاماً. ويهدف القانون المقترح إلى زيادة إنتاج المكسيك للطاقة بدلاًَ من تناقصه الراهن. وقال محللون إن لوزويا يواجه تحدياً صعباً في إعادة هيكلة شركة بيمكس التي يعتبرها بعض الخبراء مفتقرة للكفاءة، وأنه ليس لها سوى مشروع واحد فقط خارج المكسيك يقتصر على مصفاة في هيئة شركة ائتلاف بينها وبين شل أويل في تكساس بالولايات المتحدة. ويتساءل جورج جرايسون الخبير في شؤون المكسيك في كلية ويليم آند ماري في فرجينيا: «هل تذكرون أسطورة سيسيف؟ إن بيميكس هي الحجر الكبير الذي ينشغل مديرو الشركة في دفعه أعلى الهضبة». ومع ذلك، من المفيد لشركة بيمكس البدء في مشروع مشترك مبتكر مع شريك دولي، خصوصاً في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز في المياه العميقة الذي لا خبرة لبيمكس فيه، حسب جرايسون. وقال لوزويا إنه من المنتظر تأسيس الشركة الجديدة بحلول آخر هذا العام وستعتبر هذه أولى خطوات بيمكس في سعيها إلى أن تصبح مستقبلاً شركة نفط دولية. وأضاف أن الشركة تدرس حالياً بالفعل العديد من المشاريع. كما تعكف بيمكس على إنشاء قطاع أسمدة من المخطط بدء عملياته بحلول آخر العام المقبل واستغلال إمدادات الغاز الطبيعي الرخيص، حسب لوزويا. يذكر أن الحكومة الأميركية والعديد من الخبراء يضعون موارد المكسيك المحتملة من النفط والغاز الصخري في الترتيب الرابع عالمياً. تعتبر شركة بيمكس رمزاً لتوجه المكسيك نحو تأميم موارد الدولة منذ أن قامت بتأميم شركات النفط الخاصة عام 1938. غير أن الشركة تعاني لسنوات مما لحق بها من قضايا فساد وحوادث صناعية مميتة وتراجع الإنتاج وازدياد الإنفاق. ولعبت نقابتها التي يهيمن عليها عدد من كبار الأثرياء، دوراً رئيسياً في السياسة المكسيكية من خلال تمويل الحملات السياسية خصوصاً لحساب الحزب الثوري المؤسسي الذي حكم المكسيك، 71 عاماً، في الأعوام الثلاثة والثمانين الماضية والذي يرأسه حالياً بينا نيتو. تراجع إنتاج نفط المكسيك في العقد الماضي من ذروته البالغة 3?4 مليون برميل يومياً إلى 2?5 مليون برميل يومياً رغم قيام المكسيك بزيادة إنفاقها الاستثماري إلى خمسة أمثاله ليبلغ 20 مليار دولار. ورغم تراجع الإنتاج ارتفع عدد العاملين في بيمكس ارتفاعاً حاداً إلى 160000 موظف وعامل من نحو 110000 شخص، وهو ما ينطوي على تناقض واضح حسبما يقر به لوزويا. يذكر أن لوزويا ليس لديه سابق خبرة في مجال الطاقة فهو يحمل درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية من جامعة هارفارد. وقبل تعيينه رئيساً لشركة بيمكس، كان لوزويا يدير صناديق استثمار في نيويورك. وقبل ذلك كان الرئيس الإقليمي لقطاع أميركا اللاتينية في المنتدى الاقتصادي العالمي. تجنب لوزويا التطرق إلى تورط بيمكس في إجراءات سيئة السمعة الهدف منها دعم الحزب الحاكم منها تعيين أعداد زائدة عن الحاجة من العاملين في الشركة. وقال لوزويا: «نعتقد أن صناعة الطاقة وبيمكس أيضاً في السنوات المقبلة ستشهد نمواً كبيراً وسنحتاج إلى أعداد كبيرة من أفضل الموارد البشرية». وحصل العاملون في بيمكس مؤخراً على علاوة في الأجور. ورئيس نقابة بيمكس كارلوس روميرو ديشامب الذي كان استعراض ثروات أسرته موضوعاً جاذباً في وسائل الإعلام المكسيكية، هو أيضاً أحد كبار أعضاء الحزب الحاكم. ويرى جرايسون أن أحد أسباب المعاملة الكريمة التي تقدمها الحكومة لنقابة عاملي بيمكس يتمثل في خشيتها من أن التذمر في مجال النفط ربما يستغله زعيم الحزب اليساري أندريه مانويل لوبيز أوبرادور وقد يسبب مشاكل لبرنامج الإصلاح. ويرى لوزويا أن عدم كفاءة بيمكس يمكن أن تتقلّص بالنظر إلى أنها توفر فرصاً كثيرة لمشاريع أكثر كفاءة من شأنها تعزيز ماليات الشركة وأعمالها مستقبلاً. وضرب لوزويا مثالاً بأن هناك مطاراً واحداً في المكسيك هو مطار مدينة مكسيك الدولي يحصل على وقود الطائرات عبر خط أنابيب. أما باقي المطارات الأخرى بالدولة فإنها تحصل على الوقود عن طريق الشاحنات في عملية قال لوزويا أنها تتكلف 13 مثل ما يتكلفه وقود الأنابيب. بالإضافة إلى توفير التكاليف، هناك أيضاً فرص أعمال. إذ إن إنشاء خط أنابيب غاز من خليج المكسيك إلى المحيط الهادي سيتيح للمكسيك مجال بيع الغاز الطبيعي لآسيا بربح كبير وتوفير طاقة رخيصة للصناعة المكسيكية في منطقة جنوب غربي المكسيك المتأخرة اقتصادياً. تعتبر المكسيك حالياً مستورداً خالصاً للغاز الطبيعي، وعانت بيمكس من نقص خطير في خطوط أنابيب الغاز. وهذا هو أحد أسباب ما يقوله محللون من أن المكسيك إما أن تنجح في تنفيذ إصلاحات على صناعة النفط تجذب كبريات شركات النفط أو أن تصبح مستورداً خالصاً للنفط والغاز في السنوات المقبلة. وقال لوزويا: «لم تعد إصلاحات قطاع الطاقة مجرد إنتاج نفط رخيص وبيعه بأسعار مرتفعة، بل إنها تكفل لدولتنا فرصة فريدة لإنتاج طاقة وفيرة وتنافسية». كما قال لوزويا إنه عازم على تحويل بيمكس إلى شركة أكثر قدرة على التنافس وأكثر شفافية وهي عملية من شأنها أن تزيد إنتاج المكسيك من النفط والغاز زيادة كبرى. عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©