الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحماة "صداع مزمن" علاجه الصبر والتفاهم

الحماة "صداع مزمن" علاجه الصبر والتفاهم
12 سبتمبر 2011 12:18
تظل الحماة في مجتمعنا العربي مصدر "صداع" في رأس كل زوجة، فما إن تبدأ الحياة الزوجية، حتى تبدأ معها سلسلة من المشكلات بين الطرفين كعلاقة القط والفأر، وما يترتب على ذلك من عوائق لحياة الزوجين قد تنتهي بهما أحياناً إلى الانفصال. وتؤكد نسرين، متزوجة منذ 5 سنوات، أنه لا ينبغي أن تنسى الزوجة أنها ستصير يوماً من الأيام حماة ومن ثم يجب معاملة الحماة بنفس الطريقة التي ترتضى الزوجة لنفسها أن تعامل بها عندما تكبر في السن إعمالاً للمثل القائل "كما تدين تدان". وتشير نسرين إلى أن علاقتها بحماتها ظلت طيبة حتى وفاتها قبل عام واحد. وتقول أم عمر إنها تقيم مع أم زوجها في نفس المنزل، نظراً لظروف زوجها المادية، وأنها تعاني كثيراً بسبب تدخل حماتها في كل كبيرة وصغيرة في حياتها. وتؤكد أنها مهما فعلت لن ترضى حماتها التي تفنن في اختراع المشاكل لكنها مضطرة للعيش معها في المنزل حتى تتحسن الظروف. ونفس الأمر تؤكده أمينة، موظفة في الثلاثينيات من عمرها، حيث تشير إلى أن علاقتها بحماتها ليست على ما يرام بسبب تدخلها في كل شؤون حياتهما وتعلق زوجها الشديد بأمه، حيث إنه الابن الذكر الوحيد. وتضيف أنها رغم ذلك تحاول استرضاء حماتها بشتى السبل كما أمرنا الله سبحان وتعالى. وتقول أمينة: "أعاني نفس المشكلة مع شقيقات زوجي، حيث إنهن ثلاث ولم يتزوجن حتى الآن حتى أنني أشعر أن لي 4 حموات وليست واحدة ككل الزوجات". بعد آخر للمشكلة تطرحه هدى، وهو التعامل السيئ لبعض الزوجات مع حمواتهم وعدم مراعاة ظروف السن بالنسبة لبعضهن، كما أن فكرة الاستحواذ من وجهة نظرها والتي تسيطر على الكثير من الزوجات تثير غيرة الحماة أو الأم على ابنها. وتشير هدى إلى أن كثيراً ما تكون الزوجة هي سبب المشكلة لكن العرف جرى على أن الحماة هي مصدر الشرور دائماً. أما وعد فتشير إلى أن أهم شيء في الحفاظ على العلاقة بين الزوج والزوجة، دون تدخل الحماة، هو أن يستقلا بحياتهما بعيداً عن الأسرة وأن تظل العلاقة في إطار اجتماعي محدد وواضح منذ البداية وأن تتعامل الزوجة مع حماتها باعتبار أنها أمها من الممكن أن تخطيء أو أن تصيب لكن تصيد الأخطاء من كلا الجانبين يحول الحياة إلى جحيم لا يطاق. بشير، شاب في أواخر العشرينيات، يروي تجربة أحد أصدقائه مع حماته، حيث إنه تزوج وطلق زوجته قبل مرور عام على زواجهما بسبب تدخل حماته في كل شيء واستجابة الابنة لكل تعليمات أمها بداع وبدون داع حتى أفسدت حياتهما واضطر في نهاية الأمر إلى اللجوء إلى الطلاق كبديل عن وجود حماته فى حياته بشكل مباشر. ويقول بشير إن تجربة صديقه جعلته يفكر ألف مرة قبل الإقدام على الزواج. حيث يشير إلى ان وصاية الأمهات قد تفسد حياتهن إلى الأبد. وتشير د. نوارة مسعد، استشاري علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية المصري، إلى أن فكرة الحماة لا تزال قاصرة على المجتمعات الشرقية بسبب عدم نضوج الأبناء حتى سن متأخرة، وهو الأمر الذي يتطلب وصاية الأهل بشكل دائم وبخاصة الأم، رغم أنه في المجتمعات الغربية لا نكاد نلحظ هذه المشكلة بسس استقلالية حياة الأبناء في سن مبكرة واعتمادهم على أنفسهم بشكل جاد. وتقول نوارة إن المجتمعات العربية تعانى الكثير من الموروثات الاجتماعية الخاطئة التي قد تفسد حياة الزوجين ومنا فكرة الحماة حتى أن التراث الشعبي يحتوى على الكثير من الأمثال بشأن الحموات بشكل سلبي، الأمر الذي يجعل كلا الطرفين سواء الزوج أو الزوج متربص لحماته منذ بداية العلاقة وكأنها حربة شرسة الغلبة فيها للقوى. وعن الغيرة، تؤكد د. نوارة أنها احد أهم أسباب المشاكل بين الحماة وزوجة ابنها، حيث إن بعض الأمهات يغرن على أبنائهن ويتعاملن من منطلق السيدة التي قامت بالتربية وسهر الليالي، ثم جاءت الزوجة الشابة تخطفه منها، وهذا النوع من الحموات يحتاج إلى حكمة وصبر في المعاملة من قبل زوجة إبنها، إلى جانب الحماة الفضولية الي تريد أن تعرف تفاصيل حياة ابنها خاصة أن هناك نسبة كبيرة من الأزواج والزوجات يقيمون مع أهلهم فى نفس المنزل إما لأسباب عائلية تتعلق بكون الإبن مثلاً هو عائل الأسرة أو لأسباب مادية تتعلق بعدم قدرة الزوج على توفير مسكن مستقل لزوجته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©