الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصيد الجائر يهدد باختفاء الأسماك من المياه الأفريقية

الصيد الجائر يهدد باختفاء الأسماك من المياه الأفريقية
21 فبراير 2008 23:42
يتفق العديد من المحللين على أن الأعداد الكبيرة من الزوارق والسفن الصناعية القادمة من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وأماكن أخرى بالإضافة إلى الوفرة الهائلة في المراكب المحلية التي تجوب السواحل الشمالية الغربية الأفريقية للمحيط الأطلنطي تنذر بانهيار في أعداد الأسماك في سواحل أفريقيا الغربية· وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إلحاق الشلل بالاقتصادات الساحلية ويشعل المزيد من موجات المهاجرين غير الشرعيين الذين درجوا على تجشم مخاطر الإبحار في الزوارق الخشبية المتهالكة سعياً للوصول إلى أوروبا· وفي الوقت الذي تتباين فيه الأسباب الداعية إلى الهجرة تماماً كما تختلف أنواع الأسماك المهددة فإن إغراء الحلم الأوروبي يكتسب المزيد من الجاذبية في نفس الوقت الذي ينخفض فيه تعداد الأسماك في غرب أفريقيا· وحاول ما يقارب 31 ألف مواطن أفريقي الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية في العام الماضي -نقطة الترانزيت الرئيسية إلى أوروبا- في أكثر من 90 زورقاً قبل أن يلاقي 6 آلاف شخص حتفهم أو اعتبروا في عداد المفقودين وفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة· ويلقي المحللون بمعظم اللوم على عاتق الحكومات في المنطقة فيما يختص بالتراجع في المخزون السمكي، حيث سمحت لقاء دراهم معدودات للأساطيل الأجنبية بتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بالعافية الطويلة المدى لأنواعها ومخزوناتها السمكية· لذا فقد أضحت أعمال الصيد الجائر هي العادة بينما بات الاستثناء يتمثل في الجهود الرامية للمراقبة والتحكم في صيد الأسماك· ولكن من وجهة نظر صيادي الأسماك في غرب أفريقيا فإن أوروبا قد حصلت أصلاً على معظم أسماكها وانتهت من تناولها على الموائد، وبعد أن قاربت الأسماك في مياهها الإقليمية على النضوب شرعت في تحريك أساطيلها باتجاه المياه الأفريقية· وكما يقول ستيف ترينت المدير التنفيذي للمؤسسة الأوروبية للعدالة: ''في الوقت الذي تعمد فيه أوروبا إلى تنظيم مخزونها عبر فرض المزيد من الحظر على عمليات الصيد في مياهها الإقليمية، فإن كل ما تفعله أصبح يكمن في تصدير مشكلة الإفراط في صيد الأسماك إلى أماكن أخرى وبخاصة إلى السواحل الأفريقية''· بيد أن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي يصرون على أن معسكرهم والذي دخل في العديد من المفاوضات بشأن إبرام صفقات مع الدول الأفريقية منذ العام 1979 إنما وقع ضحية لفشل الإدارة الأفريقية والممارسات الفاسدة التي ظلت تنتهجها الأساطيل الأجنبية الأخرى في المنطقة· ويدعي هؤلاء بأن المسؤولين الأفارقة درجوا على بيع حقوق الصيد والسماح لسفن القراصنة والزوارق المحلية بحرية ارتياد حتى المناطق المخصصة لتناسل الأسماك· إلى ذلك فإن الإفراط في صيد الأسماك لم يعد أمراً يقتصر على المياه الأفريقية، إذ تقدر منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة أن 75 في المئة من المخزون السمكي في جميع أنحاء العالم شهد إفراطاً في عمليات الصيد أو تم صيده إلى الحد الأقصى حتى الآن· إلا أن النتائج تصبح مأساوية في المناطق الفقيرة مثل شمال غرب القارة الأفريقية، فالأسماك تعتبر المصدر الرئيسي للبروتين بالنسبة لمعظم السكان في المنطقة كما أن بعض الأنواع أصبحت نادرة الآن بحيث لم يعد الفقراء يتحملون كلفة الحصول عليها· وفي موريتانيا مثلاً اختفى جراد البحر منذ عام كما ارتفعت وتيرة صيد الإخطبوط البحري إلى أربعة أخماس الكميات المحددة، وكانت دراسة قد خلصت في عام 2002 إلى أن معظم أنواع السمك التي تباع في الأسواق بالقرب من سواحل السنغال قد شارفت على الانقراض· وفي منطقة يعتمد فيها أكثر من 200 ألف مواطن على البحر في كسب عيشهم فإن الاستثمارات في صناعات الأسماك ما زالت تعاني من الضعف والجفاف، وكانت الأمم المتحدة قد توصلت إلى اتفاقية بشأن البحار في عام 1994 بحيث تسمح للحكومات الوطنية ببيع حقوق صيد الأسماك للأجانب ولكن فيما يختص فقط بالفائض في الثروة السمكية· ولكن القانون بات يتم انتهاكه بصورة متكررة على طول الساحل الشمالي الغربي للقارة الأفريقية البالغ طوله 3200 كيلومتر (ألفي ميل) والذي أصبح يعتبر أحد أكثر المواقع في العالم إفراطاً وتجاوزاً في عمليات صيد الأسماك· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©