الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخط العربي.. لا يجدّده إلا العارفون

الخط العربي.. لا يجدّده إلا العارفون
5 سبتمبر 2015 00:12
هيفاء مصباح (دبي) فن الخط العربي من أكثر الفنون الجمالية المقترنة بالحضارة العربية عامة والاسلامية خاصة، ويعود عمر هذا الفن إلى ما يقارب 1400 سنة. ويتميز الحرف العربي بالمرونة وبطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوِيَة والتشابك والتداخل، ناهيك عن اللين والانسيابية، مما يكسبه القدرة على مسايرة التطورات والخامات الجديدة. ومن بين التقنيات الجديدة تقنية الكتابة بالضوء، التي يشدد الخطاط الفنان محمد النوري على ضرورة التفريق بينها وبين فن الخط العربي وتقنياته المعاصرة، حفاظاً على أهمية هذا الفن الأصيل المتجذّر في الحضارة العربية الإسلامية وما يزال يجذب انتباه العالم ويأسره إلى اليوم. ويوضح النوري أنه ليس ضد هذه التقنيات، إنما لا بد لمن يقوم بها أن يكون من ممارسي الخط، كما ينبغي أن تدرج تحت مسمى التقنيات المعاصرة في الكتابة، وذلك لضمان البعد التاريخي لهذا الفن.والنوري، الذي يصنف نفسه كأحد الخطاطين الممارسين في مجال الحداثة، يشدد على ضرورة التفريق بين «الصرعات» الآنية للتقنيات الحديثة وبين هذا الارث الحضاري العريق، فتقنية الكتابة بالضوء غالبا ما تمارس من شخص غير خطاط وتنطبق على مختلف انواع اللغات الانجليزية واللاتينية وغيرهما، أما الخط العربي فله مقاييسه الخاصة، وتطويره يأتي من داخله ومن العارفين به. ويشاركه الرأي الخطاط مصعب الدوري، مدرس فن التزيين والزخرفة في مركز الشارقة للخط والزخرفة، بضرورة ان يكون الممارس للتقنيات المعاصرة من تقنية الضوء وغيرها خطاطاً في المقام الأول، وعلى دراية وعلم يعكس العمق التاريخي والحضاري لهذا الفن العريق. من جانبها ترى الخطاطة مريم الفارسي، ان لكل فن ابتكاراته المستحدثة الا أن فن الخط العربي يمتاز بخصوصية متفردة لا تمنعه أبدا من التحديث والتجديد بشرط ان يكون المبتكر لها خطاطاً ممتهناً وممارساً لفن الخط العربي، لافتةً إلى أنها، وبشكل شخصي، قد تلجأ لهذه التقنيات ولكن بعد مرور مدة من الزمن تتمكن خلالها من التمرّس في فن الخط، وإتقان الاتقان والوسائل التقليدية من الاحبار والصحائف التي تخط عليها اللوحات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©