الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاعر سلبية

مشاعر سلبية
5 ديسمبر 2010 20:18
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة عمري 22 عاماً، تمت خطبتي إلى شاب طموح ومناسب ويحبني جداً، وتمسك بي وانتظرني حتى أنهي دراستي. فهو من نفس المنطقة التي نسكن بها، ونحن جيران في شارع واحد، ولم يكن بيننا سوى الود، لكنه كان يتصل بأهلي من حين لآخر بعد أن تقدم لي منذ سنتين للزواج لكن أهلي أمهلوه حتى أنهي دراستي، فوافق أن يقتصر الأمر على الخطبة ويؤجل الزواج إلى أن أنتهي من دراستي الجامعية. وخلال هذه المدة، لفت اهتمامي بثقافته واحترامه ورجاحة عقله، فالجميع من الأصدقاء والأقارب وأصدقاء الأسرة يجمعون على أنه شخص ناجح ويتمتع بسمعة طيبة وخلق حسن. لكن المفاجأة المذهلة التي اكتشفتها بعد الخطبة أنه شقيق لأخ أكبر منه كان قد تحرش بي بشكل لا أستطع الخوض في تفاصيله وأنا في عمر العاشرة من العمر، وهذه التحرشات تركت آثارها السلبية على نفسي، وعشت أياماً وليالي أشعر بالخوف والقلق لدرجة أنني كنت اسمع صوته يتردد في أذني بشكل سريع ومخيف حتى وأنا نائمة، وأستيقظ على أحلام وكوابيس مزعجة ومخيفة كان هو بطلها.لكنني كتمت السر واستطعت أن أتجاوز محنتي، وتغلبت على معاناتي النفسية وخاصة بعد أن نهرتني زوجة أبي عندما أبلغتها، ولأنها تمت له بصلة قرابة، حذرتني من الفضائح إن فتحت فمي لأحد مهما كان. المهم أنني تخلصت من هذه المشكلة لكن مازلت أكره ذلك الشخص جداً- شقيقه- وسبحان الله، هناك فارق شاسع بين الاثنين في كل شيء، وأشعر أحياناً أنني بدأت أميل إليه، لكن كلما تذكرت أخيه أشعر تجاهه بالنفور. إنه الآن شديد التعلق بي، ويؤكد للجميع أنه يحبني، وأحياناً أشعر أنني أميل إلى الموافقة، لكن ما يؤرقني كثيراً، هناك مشكلة أخرى أهم وهي أنني بعد ما حدث من أخيه أصبحت لا أطيق ان يلمسني أحد حتى أمي، فعندما تضع يدها على جسمي لأي سبب أبعد يدها بعنف وتلقائية كأنها يد رجل غريب، وكنت أعتقد أنه أمر طبيعي حتى وقت قريب، لكن عرفت أنه أمر غير طبيعي، ربما يكون له علاقه بما حدث في الماضي..أرجو النصيحة، هل أتزوج هذا الشاب، ولو رفضته لا أظن أن لدي فرصا كثيرة للزواج بما أني مخطوبة منذ وقت طويل.. وكيف أتعامل مع مشكلتي الثانية؟ شاهدة ص النصيحة أود أن أحييك على وعيك وحرصك على مواجهة مشكلتك وليس الهروب منها، فهذا يعكس الثقة والإصرار والشخصية الواعية، فمشكلتك تنقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بميل قلبك إليه وإلى هذا الزواج هل أوافق عليه وأيضا حتى لو رفضته لا أظن أن لدي فرصا كثيرة للزواج بما أني مخطوبة منذ وقت طويل. أما الأمر الثاني فهو يتعلق بما حدث معك في الطفولة. فالنصيحة الأهم هنا أن تعرضي نفسك على اختصاصي علاج وإرشاد نفسي حتى يساعدك على أن تتحرري تماماً من الضغوط والرواسب المتبقية لديك من تلك المشكلة، وتفرغي كل المشاعر والانفعالات والأفكار السلبية الضاغطة عليك نتيجة هذه المشكلة. وتحدثي إليه عن تلك الخبرة الصادمة بحرية لتفرغي مشاعرك السلبية تماماً، فهذا أمر ضروري ومهم للتخلص من تلك المشاعر والأفكار السلبية، واعلمي أنك إن نجحت في التخلص منها فستتحررين منها وستصبحين أكثر قدرة على التفكير بهدوء وصفاء ذهن، وستتخلصين من سلوك الخوف والرفض الذي يذكرك بواقعة التحرش، فهذا السلوك مرتبط مباشرة بتلك الحادثة المؤلمة.كما عليكِ التفكير بشكل إيجابي بأن الناس جميعاً ليسوا كذلك وأن تصرفاتهم تكون عادية ومقبولة وطبيعية فهذا التفكير الايجابي يجعلك أيضاً تتخلصين من الأفكار والمشاعر السلبية التي تشعرين بها. نعود إلى النقطة الأولى وهي قرارك الذي ترغبين في الوصول إليه. أريد أن أستفسر منك عن بعض الأشياء. أولها هل خطيبك مفروض عليك وهل أنتِ مكرهةً على قبوله؟ أم أنك تشعرين بعاطفة إيجابية نحوه؟ إذا كان الجواب يتعلق بموافقتك ورأيك وخيارك أعتقد من الحكمة ومن المنطق أن تقبلي وتستمري في إكمال هذا المشروع سيما أنك تقولي أنكما مخطوبان منذ فترة والأهم أن قلبك يميل إليه، فلا تضيعي هكذا فرصة مبنية على عقل وعاطفة، ولا تركزي على أخيه فيمكنك تجاهله بل أكثر من ذلك يمكنك تحديد وتقنين العلاقة معه إلى الحد الأدنى في إطار الشرع والدين، فاستقلالك في بيت لوحدك يجعلك تتحرري من الضغط والقلق والخوف الذي يصاحبك ويجعلك تفكري كيف ستعيشين مع شخص أخوه مسك يوماً ما بسوء؟ مثل هذا الهاجس يشكل ضغطاً قوياً ومنبهاً لكثير من الأفكار والمشاعر المزعجة، لكني أساعدك في اتخاذ القرار الذي يهمك وأنك بحاجة لهكذا قرار ايجابي، فأنتِ ترغبين هذا القرار ولكنك بحاجة للاطمئنان حول مدى صحة قرارك، فأنا أطمئنك بأن قرارك سليم، وامضِ إلى إكمال هذه العلاقة ، في نفس الوقت لابد من الحيطة والحرص بعد الزواج بعدم إعطاء فرصة لأخيه بالانفراد بك حتى لا تتكرر المحاولة أو تعودي أنتِ لتلك المشاعر والأفكار الضاغطة السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©