الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريتشارد جير: موعدي مع ابني في «حكاية قبل النوم» أبعدني عن المسرح

ريتشارد جير: موعدي مع ابني في «حكاية قبل النوم» أبعدني عن المسرح
5 ديسمبر 2010 20:22
عدد محدود من نجوم هوليوود لديه القدرة على إعلان مواقفه، وريتشارد جير أحد هؤلاء الذين يتبنون قضايا الحريات والدفاع عن حقوق الانسان وحقوق اللاجئين في كل مكان بالعالم وهو نموذج للفنان الذي ينتقي ادواره بعناية فائقة ولذلك تحقق افلامه اعلى الايرادات ويبدو دائما شديد الذكاء في اختيار كلماته المعبرة بوضوح عن افكاره ومواقفه. وفي زيارته للقاهرة مؤخرا تحدث ريتشارد جير -في ندوة صحفية ادارتها الفنانة داليا البحيري- بتلقائية وصراحة عن مواقفه وافكاره وحياته الخاصة وتجربته الانسانية كأب يفضل البقاء بجوار ابنه على أي شيء اخر والمفاجأة انه مستعد لتصوير فيلم سينمائي مصري أميركي بشرط توفر الانتاج والسيناريو الجيد. قال ريتشارد جير إنه بدأ مسيرته الفنية في هوليوود من خلال عشقه للموسيقى فقد كانت والدته صاحبة الفضل في تذوقه وحبه للموسيقى بكل انواعها وحرصت على ان تصحبه لتعلم الموسيقى على يد اكثر من مدرس وهو ما قاده للعمل في البداية بالمسرح ثم السينما مشيرا الى فيلمه “الراقص الاميركي” عام 1980 الذي حقق له الشهرة العالمية واعتمد فيه على تذوقه الموسيقى وقدرته على الحركة الى جانب التمثيل وفيلمه “ضابط ورجل مهذب” الذي بلغت ايراداته 130 مليون دولار عام 1982 وبعدها انطلق يصنع الافلام المميزة ويحصد الاعجاب والجوائز والايرادات مشيرا الى ان عشقه للموسيقى لم يتوقف ابدا بل مازال يمارسها بشكل يومي. أكثر من جانب مثير في حياة جير منها اعتقاده في فكرة تناسخ الارواح ويبرر ذلك قائلا: أعتقد ان الفكرة قد تبدو غريبة لكني اؤمن بأن كل لحظة نعيشها مختلفة فالعالم يتغير من حولنا وحتى الاشياء التي نتصور انها ثابتة في الحياة تتغير دائما لذلك لا ارى ما يمنع من تناسخ الارواح. الشعور بالحزن واعترف جير بأنه يشارك الكثير من الشعب الأميركي الشعور بالحزن بسبب غزو العراق وما سببته أميركا من دمار هناك، مشيرا الى أن هذا القرار لم تتوفر فيه الحكمة وغالبية الأميركان كانوا متشككين في مدى صحة قرار الغزو. واضاف: للاسف كان لدينا رئيس ضعيف وادارة دفعتنا الى ذلك الموقف المؤسف. ونفى ان يكون قد ساوره الشعور بالقلق او الخوف من زيارة المنطقة العربية بسبب اندلاع الاحداث الساخنة في العراق واليمن وفلسطين. وقال: لم افكر بهذه الطريقة على الاطلاق والمرة الوحيدة التي فكرت فيها بمدى صعوبة الاوضاع السياسية كانت عام 2003 عندما كنت في اسرائيل بدعوة من السينمائي الفلسطيني جورج خليفي وكنت مع اصدقائي في اسرائيل وقررت زيارة رام الله ومكاتب السلطة الفلسطينية ولكن اصدقائي حذروني وقالوا انها منطقة خطيرة وصممت وبالفعل ذهبت الى هناك ولم يكن مسموحا بالسير في الشوارع فقد كان حظر التجوال مفروضا في ذلك الوقت وسرت وتجولت ودخلت المكاتب الحكومية للسلطة الفلسطينية وكانوا مذهولين من انني وصلت اليهم في وقت حظر التجوال. واضاف: لمست بنفسي طبيعة الفلسطينيين وكم هم طيبون ورائعون ونجدهم في كل مكان بالعالم ولكن للاسف نسبة بسيطة من كلا الجانبين تسببت في المشاكل والخلافات بين الشعبين. “شيكاغو” واكد ريتشارد جير انه يعتبر فيلمه الشهير “شيكاغو” من أكثر الأفلام إثارة لنفسه فقد شارك في هذا الفيلم بعد تردد حيث قرأ السيناريو لأول مرة فلم يجد فيه اي تفاصيل او ملامح واضحة ورفضه وبعد ثلاثة شهور عرض عليه وكيل اعماله السيناريو مرة اخرى ووجده رائعا وبه كل شيء بالتفصيل وكل ما يظهر على الشاشة ورغم ان المخرج لم يكن له سوى فيلم واحد فقد تحمست للسيناريو وعندما بدأنا الاعداد للفيلم اكتشفت ان المخرج مصمم رقصات رائع، وتدربت على الموسيقى والرقص والغناء لمدة شهرين فقط ولم نتدرب على الأداء التمثيلي فقد كانت الميزانية محدودة رغم ان الفيلم قد يبدو انه ذو تكلفة انتاجية عالية والحقيقة ان معظم المشاهد الموسيقية تم تصويرها في نصف يوم فقط والمخرج قام بعمل ذكي جدا عندما استعان بمدير تصوير لم يكن ذائع الصيت في ذلك الوقت وكان له فيلمان رائعان واسند له المهمة وبسرعة نجحنا في التفاهم وكانت تجربة رائعة. الشعور بالخجل وعن نقطة التحول المؤثرة في حياته قال جير: هناك نقاط تحول كثيرة في حياتي لكني اعتبر أهمها عندما كنت طالبا في جامعة مسيتشو، وكنت مهتما بالمسرح رغم اني موسيقي وكنت مهتما كذلك بالفلسفة واللغة اليونانية القديمة، وكان لدينا مسرح نتدرب عليه يحمل اسم يوجين اونيل الكاتب المبدع وفوجئت باتصال يبلغني انهم اختاروني للمشاركة في فيلم سينمائي وكان عمري 19 سنة وبالفعل كانت بداية غيرت مسار حياتي تماما. وحول ابتعاده عن المسرح الذي شهد اولى خطواته الفنية قال: الوقوف على المسرح بالنسبة لي في هذه المرحلة مسألة صعبة فأنا لدي ابن في العاشرة من عمره واحب ان اجلس بجواره واحكي له عن قصة قبل النوم وهذا شيء مهم جدا بالنسبة لي ولا اعتقد ان المسرح ملائم لي. وعن أحلامه التي لم يحققها في مجال الموسيقى قال: لست نادما على أني لم اصبح موسيقيا لأن الموسيقى لم تفارقني لحظة فقد كنت محظوظا للغاية بدراسة الموسيقى وخاصة ان والدتي كانت تحرص على ان أتعرف على المدارس الموسيقية المختلفة وعلى اصطحابي لتدريبات اللياقة البدنية، ومازلت اذكر كيف كنت أحضر أصدقائي في المنزل ونعزف، وكانت أمي تشعر بالخجل أحيانا لأن المنزل لم يكن معدا لإجراء البروفات ولذلك امي هي التي تستحق الشكر على دعمها لي وهي التي جعلت الموسيقى شيئا خاصا بي جدا والموسيقى مصدر سعادة دائم لي. عالم الجاسوسية وحول امكانية مشاركته في بطولة فيلم مصري اميركي قال إن الانتاج السينمائي في العالم يواجه تعقيدات كبيرة واي فيلم أميركي لا تقل ميزانيته حاليا عن مئة مليون دولار ولذلك فان ظهور اي فيلم ليس بالأمر البسيط ولكن إذا وجد سيناريو جيد وميزانية مناسبة فلا مانع والمهم التأكد من ان القصة جميلة وستحقق عائدا وايرادات مناسبة. وعن احدث اعماله قال: انتهيت من تصوير فيلم يدور على مدى عشرين عاما وحتى هذه اللحظة من سيناريو مايكل برانت المؤلف الاميركي الشهير وهو اول اخراج له وتدور احداثه في عالم الجاسوسية وربما يعرض خلال ستة اشهر كما انتهيت من فيلم كوميدي واعتقد انه يضم حوالي 25 ممثلا يقومون بأسخف الاشياء التي تثير الضحك. وحول قبوله دورا صغيرا في فيلم للمخرج الياباني الشهير كيروساوا قال: كنت دائما معجبا بهذا الرجل وافلامه والتقيته مرة في نيويورك وذهبت الى اليابان عدة مرات وحضرت عيد ميلاده الثمانين وعرض علي الفكرة وقال: لدي فيلم انت الممثل الوحيد في العالم الذي تصلح له وقلت له سأذهب لمدينة كيوتو في الغد فإذا وجدت السيناريو هناك سأقرؤه وعندما بدأت قراءة السيناريو جذبني وكان الدور عبارة عن خمس ورقات فقط وذهلت هل هذا هو الدور الذي لا يمكن لأي ممثل غيري ان يؤديه وظننت انه يريد مشاركتي للحصول على دعم من الجهة المنتجة واتفقنا على تصويره في عشرة ايام وانا سعيد جدا بهذه التجربة. جميلات هوليوود حول الجانب الانساني وتعامله مع أجمل نجمات هوليوود في أفلامه قال جير: كنت محظوظا بالعمل مع هؤلاء الجميلات وكانت حياتي كممثل رائعة بوجودي معهن في أفلام مهمة، وعلى الصعيد الشخصي انا سعيد جدا في زواجي الان ولدي زوجة رائعة وطفل أطلقت عليه اسم “هومر”، وهو اسم والدي ومازلت أذكر سعادتي التي يصعب وصفها وانا ارى أول طفل لي وأنا في سن الأربعين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©