لوس أنجلوس (وكالات)
بعد مسيرة ممتدة ثلاثين عاماً، توج ليوناردو دي كابريو أخيراً بجائزة أوسكار عن دوره في فيلم «ذا ريفننت» إلا أن فيلم «سبوتلايت» خطف جائزة أفضل فيلم ليكون مفاجأة موسم الجوائز الهوليوودية.
وقد هيمن على الحفل الثامن والثمانين لجوائز أوسكار الذي نظمته أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأميركية، مساء أمس الأول على مسرح دولبي في لوس أنجلوس، الجدل الدائر حول غياب التنوع الذي تناوله مقدم السهرة الممثل والفكاهي الأسود كريس روك مباشرة مطلقاً سلسلة من النكات التي طالت أكاديمية فنون السينما وعلومها التي تمنح هذه الجوائز وتسيطر عليها غالبية من الرجال البيض.
جائزة مرموقة
وحصد فيلم «ذا ريفننت» جائزة أفضل مخرج لأليخاندرو جونزاليس إنياريتو، وهي الثانية له على التوالي، فضلاً عن جائزة أفضل تصوير.
ويعد أليخاندرو أول مخرج يفوز بالجائزة المرموقة في عامين متتاليين منذ عام 1950.
وبعد تسلم الجائزة، دعا أليخاندرو في كلمته إلى نبذ العنصرية والتعصب.
صوت الضحايا
وفاز فيلم «سبوتلايت» للمخرج توم مكارثي بجائزة أوسكار أفضل فيلم، ويروي الفيلم، الذي ويشارك في بطولة الفيلم كل من مايكل كيتون، ومارك روفالو، وتغلب «سبوتلايت»، على سبعة أفلام منافسة شملت «ذا بيج شورت»، و«ذا مراشان»، و«بروكلين»، و«رووم» و«ذا ريفيننت»، و«ماد ماكس: فيوري رود»، و«بريدج أو سبايز». ومن المفاجآت الأخرى في الحفل، عدم فوز النجم المخضرم سيلفستر ستالون بجائزة أوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي التي كانت من نصيب البريطاني مارك رايلنس لدوره في «بريدج أوف سبايز»، وهيمن فيلم جورج ميلر «ماد ماكس: فيوري رود» على الجوائز التقنية حاصداً ستاً منها.
غياب التنوع
وفازت بري لارسن المرشحة للمرة الأولى بجائزة أوسكار أفضل ممثلة، كما كان متوقعاً بعدما أدت دور أم مختطفة ومحتجزة في فيلم «روم»، ويضع هذا الفوز بري لارسون «26 عاماً» على خريطة هوليوود بعدما كانت شبه مغمورة رغم مسيرة طويلة بدأت في سن مبكرة.
وشكرت لارسن لدى تسلمها الجائزة داعمي الفيلم الأوائل ولا سيما مهرجان تورنتو للفيلم.
وأشادت بابنها في الفيلم الذي يؤدي دوره الممثل جايكوب ترامبلي البالغ تسع سنوات.
لكن حفل الأوسكار لم يقتصر على الاحتفال إذ أرخى الجدل حول غياب التنوع بثقله على السهرة.
وقال المقدم كريس روك: «أنا هنا في حفل جوائز الأوسكار المعروفة أيضاً بالمكافآت التي يمنحها البيض(..) تصوروا لو كانوا هم من يختار المقدم أيضاً، لما كنت هنا هذا المساء».
فللسنة الثانية على التوالي كان المرشحون العشرون في فئات التمثيل من البيض فقط ما أثار جدلاً امتد على كل موسم الجوائز الهوليوودية.
وقد تناول المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إنياريتو، وهو ثالث مخرج يفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج في سنتين متتاليتين بعد جون فورد «1941 و1942»، وجوزف مانكيفيتش «1950 و1951» موضوع التنوع أيضاً.
محطات مؤثرة
ومنحت أول جائزة في فئات التمثيل خلال السهرة إلى السويدية أليسيا فيكاندر التي نالت أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في فيلم «ذا داينش جيرل». وقد فاز مخرج «سبوتلايت» توم ماكارثي أيضاً بجائزة أوسكار أفضل سيناريو أصلي فيما فاز آدم ماكي وتشارلز راندولف بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن «ذي بيج شورت».
وفاز المكسيكي إيمانويل لوبيسكي بجائزة أفضل تصوير للسنة الثالثة على التوالي بفضل عمله الرائع على فيلم «ذا ريفننت».
ومن اللحظات المؤثرةفي الحفل فوز الإيطالي إنيو موريكوني بأوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن عمله في فيلم «ذا هايتفول إيت» لكوانتن تارانتينو. وقد وقف الجمهور مصفقاً للمؤلف الموسيقي البالغ 87 عاماً الذي اغرورقت عيناه بالدموع.
وحصد الفيلم المجري «سن أوف شاؤل» جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ويعد «سن أوف شاؤول» أول فيلم مجري يفوز بجائزة أوسكار منذ عام 1981 كما تعد المرة الثانية، منذ انطلاق الجوائز في عام 1929، التي يفوز فيها فيلم مجري بالأوسكار.
وحقق فيلم «إنسايد آوت» أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة لاستديوهات ديزني للسنة الرابعة على التوالي.
وتغلب الفيلم، وهو من إنتاج «بيكسار» أحد فروع ديزني، على «أنوماليزا»، و«بوي أند ذي وورلد»، و«شون ذا شيب موفي»، و«وين مارني واز ذير»، ويروي الفيلم قصة مؤثرة حول المشاعر المتضاربة داخل ذهن فتاة شابة.
ليلة ليوناردو
أتى فوز ليوناردو دي كابريو «41 عاماً» بأوسكار أفضل ممثل عن تأديته دور صائد الحيوانات الشهير هيو جلاس في القرن التاسع عشر، بعد 22 عاماً على أول ترشيح له في فئة التمثيل. وقد وقف الحضور مصفقاً عند إعلان فوز دي كابريو، وهي لحظة كانت مرتقبة جداً في الحفل. وقد رشح دي كابريو ست مرات للفوز بجائزة أوسكار.
وشكر الممثل البالغ 41 عاماً قائمة طويلة من الأشخاص الذين ساهموا في مسيرته، من بينهم المخرج مارتن سكورسيزي، وهو ممثله المفضل قبل أن يتحدث عن شغفه بالدفاع عن البيئة.
وقال دي كابريو «التغير المناخي حقيقة. وهو يحصل الآن، وهو التهديد الأخطر الذي يحدق بكل الأنواع، ونحتاج إلى العمل معاً والتوقف عن تجنب ذلك».
عدد اليوم
