أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 69، إن الإرهاب وباء لا يفرق بين مجتمع متقدم أو مجتمع نام، مؤكداً أن الإرهابيين ينتمون «لمجتمعات متباينة لا تربطهم أي عقيدة دينية حقيقية، وإن ذلك يحتم علينا جميعاً تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها، إعمالاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتحقيقاً لأهدافها».
وأضاف أن ما تشهده المنطقة من «أعمال إرهابية يمثل دليلاً على الأهداف الحقيقية لهذا التيار الذي حذرنا منه كثيراً».
وأوضح السيسي، أن ما تعانيه منطقتنا من مشكلات ناجمة عن إفساح المجال لقوى التطرف المحلية والإقليمية وحالة الاستقطاب التي وصلت إلى حد الانقسام والاقتتال، أصبح خطراً جسيماً يهدد بقاء الدول ويبدد هويتها لما خلق للإرهاب بيئة خصبة للتمدد وبسط النفوذ.
وشكر السيسي، الشعب المصري واصفًا إياه بأنه من صنع التاريخ مرتين، مرة عندما ثار ضد الفساد وطالب بحقه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ومرة أخرى عندما تمسك بهويته وأطاح فئة تتاجر باسم الدين.
وأضاف أن ما صنعه الشعب في ثورتيه يجسد لمرحلة من مسيرة ممتدة بطول آمال وطموحات المصريين لغد أفضل، مشيراً إلى أن العالم أصبح يدرك حقيقة ما جرى في مصر ويدرك ما دعا الشعب للخروج، منتفضاً ضد قوى التطرف والظلام.
وتابع: «قوى التطرف حاولت في مصر شق وحدة الشعب باسم الدين، والعالم بدأ يدرك أن تحقيق أهدافنا يبدأ ببناء دولة مدينة ديمقراطية عبر خارطة المستقبل التي شهدت توافقًا من القوى الوطنية، وعبر بناء دولة تضمن العيش دون تمييز واحترام سلطة القانون».
وفي مداخلة منفصلة، في حديث مع محطة الإذاعة العامة الأميركية «بي بي اس» الليلة قبل الماضية، أكد الرئيس المصري أن المساعدات المالية التي تلقتها بلاده من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال الفترة الماضية لعبت دوراً مهماً في منع انهيار الاقتصاد، حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، إضافة إلى تفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي.
وقال «إن الاقتصاد المصري الآن في وضع أفضل، لكنه لا يزال يحتاج إلى تدفق مزيد من المساعدات والاستثمارات في شرايينه لتعزيز البنية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل جديدة».
وقال السيسي رداً على سؤال حول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة «داعش»، إن بغض النظر عن المسميات فإن مصر جزء من هذا التحالف ، مشدداً على أهمية التركيز على فكرة المواجهة الشاملة للإرهاب من جوانبه كافة، وعدم الانجرار للوقوع في فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية.
ولفت إلى أن مصر في مواجهة حقيقية ومستمرة مع الإرهاب، وأن المصريين بدأوا جهود مكافحة الإرهاب قبل عام من الآن، حيث انخرطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء.
وأكد السيسي أن مصر دولة محورية في المنطقة، وتعد عامل الاستقرار فيها، وأنها مرشحة للعب دور رئيسي لا يمكن أن تلعبه دولة أخرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط،.
وقال إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة استراتيجية حتى مع وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا، وهو أمر طبيعي، إلا أنها تبقى علاقة مستقرة وقوية، مشيرا الى أن ما تطلبه مصر من واشنطن هو أن تقدر طبيعة الوضع الحالي في مصر التي تعيش حالة ثورية منذ أربع سنوات، وأن تدرك أن الشعب المصري يتطلع إلى الحرية والديمقراطية، وأنه ملتزم حقوق الإنسان، إلا أنها تعيش ظروفاً صعبة في التصدي للإرهاب على عدة جبهات.
وشدد على عدم وجود قيود أو حدود لحرية التعبير في مصر، وأن هذا أمر نهائي لا رجعة عنه.
(نيويورك - وكالات)
عدد اليوم
