«الشيوخ» الأميركي يفشل في إقرار التخفيضات الضريبية «بدون الأغنياء»

أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما استعداده لتقديم تنازلات بشأن تخفيضات ضريبية ترجع لعهد الرئيس السابق جورج بوش، لكنه سيعارض تمديدها ولو مؤقتاً ما لم تشمل تمديداً لصرف اعانات البطالة، تستفيد منها أسر الطبقة المتوسطة. جاء ذلك في الوقت الذي اتهم فيه أوباما خصومه الجمهوريين بجعل الطبقة المتوسطة الأميركية رهينة، بعد فشل تمرير مشروع قانون يبقي الامتيازات الضريبية سارية فقط على الأسر التي لا يزيد دخلها على 250 ألف دولار سنوياً. وقال أوباما في كلمة نقلها التلفزيون مباشرة “اعترف بأنني أشعر بإحباط شديد”. واحبطت الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ مشروعاً لتمديد العمل بالتخفيضات الضريبية التي تقررت في عهد بوش على أن يستبعد منها الأغنياء كما ترغب الغالبية الديموقراطية. من جانبهم، يطالب الجمهوريون بأن يستفيد الجميع من هذه الاعفاءات أيا كانت مداخيلهم. وقال أوباما “ما زلت اعتقد أنه من العبث جعل خفض الضرائب عن الطبقات المتوسطة مرهوناً بخفض الضرائب عن الأغنياء الأميركيين الذين يشكلون 2%” من السكان. إلا أن أوباما أكد أن تصويت مجلس الشيوخ لا يشكل “نهاية النقاش” ووعد بالتوصل إلى تسوية في الأيام المقبلة، علماً بأن مفعول التخفيضات الضريبية التي تقررت في عهد بوش ينتهي مع نهاية العام. ووعد أوباما ببذل كل الجهود للتوصل إلى اتفاق مع حزبي الكونجرس، معترفاً بأن ذلك يتطلب “جرعة من التنازلات”. وأخفق أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ في الحصول على 60 صوتاً اللازمة لتمرير الإجراء في المجلس المكون من 100 عضو لطرح الإجراء الذي اتخذه مجلس النواب ونسخة مماثلة من الخفض الضريبي على الدخول التي تقل عن مليون دولار سنوياً. ويمكن أن يتفق الحزبان على تمديد سريان التخفيضات المؤقتة على كل الأميركيين في مقابل تمديد إعانات البطالة التي انتهى سريانها في 30 نوفمبر الماضي. إلا أن الفريق الديموقراطي، لا ينوي على ما يبدو الاستسلام بسهولة. وقال السناتور تشارلز سومر بعد التصويت “لن نتخلى عن هذا الأمر”، مندداً بالكلفة التي يتحملها الاقتصاد الأميركي بسبب هذه “الامتيازات الضريبية الممنوحة لأصحاب الملايين”. ويقول الديموقراطيون إن خطة الجمهوريين للابقاء على التخفيضات الضريبية للاغنياء تكلف الدولة 700 مليار دولار على عشر سنوات، في حين أن العجز الأميركي يسجل ارقاماً مرتفعة جداً. ووصف زعيم الاغلبية الديموقراطية هاري ريد تصويت أمس الأول بـ”قمة اللامسؤولية”، عبر قيام “الجمهوريين في هذه الأوقات العصيبة اقتصادياً بتجميد التخفيضات الضريبية للطبقات المتوسطة”. من جانبه، أعتبر ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ أن التصويت “اضاعة تامة للوقت بالنسبة للأميركيين”، وأنه سيمثل ارتفاعاً كبيراً للضرائب.