الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متابعة الآباء والأمهات «حجر الزاوية» لنجاح وتكامل العملية التعليمية

متابعة الآباء والأمهات «حجر الزاوية» لنجاح وتكامل العملية التعليمية
23 يناير 2011 20:15
لا يخلو حديث عن الشأن التربوي أو التعليمي من التطرق لأهمية تفاعل أولياء أمور الطلاب مع المدرسة لإثراء العملية التعليمية بما ينعكس في النهاية على مخرجات التعليم ومحصلته الأساسية المتمثلة في الطلاب، ويعتبر تواصل أولياء الأمور مع المدرسة من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح والتفوق وتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة أيضاً، ومن المقومات الأساسية التي تساعد المدرسة على القيام بدورها وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، فتربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع، وتخلي أي عنصر من هذه العناصر يؤدي بالضرورة إلى إخفاق الأبناء في التوافق وفي دراستهم ومستوى تحصيلهم العلمي والتربوي. أظهرت نتائج الرقابة المدرسية في دبي مؤخراً، أن 64% من أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية لا يشاركون في عمليات الرقابة المدرسية، أي أن حوالي ثلثي أولياء الأمور سلبيون، وليس لديهم وقت لمتابعة أبنائهم، أوالذهاب إلى المدارس لمتابعتهم دراسياً وسلوكياً. إنها بحق كارثة تربوية أن يغيب الأب والأم وتلهيهما أعمالهما والتزاماتهما عن الذهاب إلى المدرسة، وتتبع أبنائهما والسؤال عن تحصيلهم الدراسي، وسلوكهم التربوي بالمدرسة مع مدرسيهم وأصدقائهم وزملائهم بالمدرسة، في الوقت الذي تطبق فيه وزارة التربية والتعليم تقويماً دراسياً جديداً قائماً أساساً على متابعة الأهل وأولياء الأمور لأبنائهم طوال العام، ويصبح تحصيل الطالب تراكمياً، يوماً بعد آخر، لتتساوى جميع أيام السنة في التقويم الجديد في أهميتها وتحصيلها، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة ومتواصلة من أولياء الأمور لأبنائهم. هدف مشترك يقول علي عبد الله الفقي، موجه اللغة العربية: هناك رابطة وثيقة وهدف مشترك بين المدرسة والبيت، وقد أصبح الإرشاد النفسي للآباء والأمهات مسؤولية مهمة من مسؤوليات الإرشاد التربوي، ويعتبر هذا الاتجاه ثمرة من ثمرات النظريات الحديثة في علم نفس الطفولة، والبحوث المتعلقة بنمو الطفل، فالعملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول للنتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة، ونوصي الآباء والأمهات دائماً بتوفير المناخ الصحي الملائم الذي يساعد الأبناء على الدراسة والتحصيل، وبناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين بعيداً عن ممارسة الضغوط الأسرية التي تفرض سياجاً من القيود السلبية. فجميع الدراسات التربوية تؤكد أن البيئة المنزلية المهيأة للتعلم والتي تبدي مبادرات مهمة في التعاون مع المدرسة تتيح للأبناء في مراحل مبكرة طرقاً عديدة للتفوق والتميز». مجالس الآباء يقول الدكتور مجدي صلاح، رئيس مجلس الآباء بمدارس النهضة الوطنية: ثمة أسباب مهمة تتطلب إقامة التعاون الوثيق بين البيت والمدرسة. فالطالب يشارك في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة لأنه محورها، لذلك فإن احتياجاته وقدراته وبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها البيت والمجتمع المحلي تدخل في إطار توجيه عملية التربية، وعدم أخذ هذا الجانب في الاعتبار يجعل التربية تعمل بعيدة عن أهدافها المرسومة. ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك من خلال عدة وسائل وأساليب من أهمها مجالس الآباء والأمهات، حيث أن هذه المجالس لم تأت من فراغ وإنما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة بالأسرة والمجتمع المحيط، لذا يعتبر لمجالس الآباء والأمهات دور كبير وريادي في العملية التعليمية لخدمة الطلاب والمساهمة في حل العديد من المشاكل، كما أن تشجيع وتعريف الآخرين بأدوارهم كل في مجاله مع توعيتهم بأهمية التعاون بينهم وبين المدرسة، لاشك سيؤدي إلى رقي التعليم حتى يتمكن الطلاب من الإحساس بالمتابعة المستمرة، والاهتمام بهم لإزالة جميع العوائق والعراقيل التي تعيقهم عن تحقيق أهدافهم وتفوقهم، والعلاقات بين الآباء والمعلمين والدور التربوي للأسرة يأتي مفهوم البيت والأسرة دائماً مع وجود الأبناء فالهدف من تكوين الأسرة هو حصول الوالدين على أبناء، وبمعنى آخر فالأسرة كيان يتم بناؤه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إنجاب الأبناء وتربيتهم، والواقع أن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة، حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغي لهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف، حيث يشكل ذلك برنامجاً تربوياً متكاملاً وعلى الوالدين تربية أبنائهما وفق هذا البرنامج. فالوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهما لا يحق لهما انتظار المعجزة والمستقبل من أبنائهما، فكما نسمع في الزراعة اصطلاحات الري والغرس وجني الثمار». توصيات عامة كما يشير سراج البريكي «من أولياء الأمور» ـ الذي يحرص دائماً على متابعة أطفاله بنفسه بزيارة مدارسهم ـ إلى أن هناك توصيات عامة لكل الآباء والأمهات، في مقدمتها العناية بتغذية الطفل في البيت والمدرسة ومتابعة وتشجيع الطفل الصغير على الدراسة وترغيبه فيها بكل الأساليب، وتنمية الكفاءة التنظيمية للأولاد عبر تخصيص مكان خاص للكتب والدراسة ومراجعة الدروس في بيئة مناسبة، وعلى الوالدين تهيئة كل ما يساعدهم على تحقيق النجاح، وتقليل السفرات والزيارات العائلية التي تضر بوضع الأبناء الدراسي. وتشجيعهم على الحوار والتواصل والبحث عن الجواب النافع لاسئلتهم أو للمادة التي لم يفهموها بالصف، ويمكن للوالدين تقديم هذا العون، ويمكن بالاستعانة بالمقربين تجاوز هذه الحالات». مسؤولية كبيرة تشير فاطمة حسين «موظفة»- أم لثلاثة طلاب في مراحل تعليمية مختلفة ـ إلى عدم وعي بعض أولياء الأمور بدورهم، وتقول: البعض لا يدرك الدور الكبير الذي يجب عليهم القيام به والمسؤولية الكبيرة التي يتحملونها تجاه أولادهم، وما يفترض منهم من السؤال عن أولادهم ومتابعتهم والتقصي عن أوضاعهم، بما يحقق مصلحتهم، كما لا يدركون الأثر السلبي الذي ينعكس على الأبناء جراء عدم المتابعة لشؤون الأبناء المدرسية، فقد يدرك بعض الآباء ما عليه من مسؤولية وما يتوقع منه من دور، لكنه قد يكون لديه ما يشغله عن الاهتمام العلمي بأولاده، وكثيراً ما يكون هذا الانشغال بأمور غير ضرورية في الحقيقة، وقد يسهم في هذا الاهتمام القليل الذي نوليه عادة لإدارة الوقت، وما ينتج عن ذلك من اختلال في الأولويات وترتيب الأعمال. أو عدم وضوح القيم لدى أولياء الأمور، القيم هي التي يقدرها الفرد وتؤثر في اتخاذ قراراته أو تحديد خياراته، وقيمة الاهتمام بالأولاد لها أولوية عند كل شخص، لكن كثيراً من الآباء قد تغيب عنهم هذه القيمة، أو لا تكون واضحة، بحيث ينشغل عنها بأشياء قد تكون ملحة، لكنها ليست أكثر أهمية، وعندما يخسر الوالدان ولدهما يشعران بندم كبير ويتبين لهما أن ترتيبهما لأولويات القيم لم يكن واضحاً، حيث قدَّما على الاهتمام بأولادهما أشياء هي في الحقيقة أقل بكثير منهم. كيفية المتابعة وتقول سوسن زهران «موظفة»، أن البعض تخفى عليه سبل المتابعة من قبل المدرسة، فأحيانا تكون طرق التواصل مع المدرسة غير متاحة أو غير متيسرة، وهنا يكون السبب بالدرجة الأولى ناتجاً عن قصور دور المدرسة في هذا المجال، ويتمثل الإهمال التعليمي في صور عدة، مثل عدم الاتصال بالمدرسة أو الاستجابة لدعوتها عند عقد مجالس الآباء أو الأمهات، فمن الملاحظ أن كثيراً من المدارس تعاني ضعفاً واضحاً في تجاوب أولياء الأمور مع دعوات الحضور لمجالس الآباء والأمهات، وكثيراً ما يقتصر الحضور على أولياء أمور الطلبة المجدين، بينما الحاجة الماسة هي لأولياء أمور الطلبة الضعاف. أو عدم تشجيع الأولاد على بذل مزيد من الجهد في الدراسة، وعدم سؤالهم عن تحصيلهم ونتائج اختباراتهم، وعدم إظهار القلق من تدني مستواهم العلمي أو التربوي». وترى موزة الصالحي «ربة أسرة» أهمية المتابعة الأسرية للأبناء دراسياً، وتقول: أحرص على متابعة أطفالي حتى في أدق التفاصيل، وتنظيم الأوقات بين الدراسة والمطالعة والترفيه. ومن المفيد «أن نوفر للأبناء أسس النجاح والتفوق إلى أن تصبح عادة لديهم ثم ننسحب من المسؤولية شيئاً فشيئاً، لتعزيز الاعتماد على الذات والبحث عن المعلومة، مشيرة إلى أنها تساعدهم في الحالات المستعصية عليهم وتحتاج إلى تبسيط وشرح». وحول تحمل الأب معها مسؤولية متابعة دراسة الأبناء تؤكد أنها وحدها من تتحمل المسؤولية والسبب أن الأب عصبي، وسرعان ما يتذمر من متابعته لدراسة أبنائه كما أنه يرى أن التربية والتنشئة هي من المسؤوليات الجليلة التي تفلح فيها الأم بينما تكمن مسؤوليته في الإشراف والمحاسبة حين الإخفاق بالعقاب وحين التفوق بالمكافأة، تصمت قليلاً ثم تؤكد أن المناهج الجديدة أجبرته في الآونة الأخيرة على متابعة دراسة الأبناء خاصة في مادة الرياضيات، فكثير من المسائل الحسابية متشعبة التفاصيل يعمد إلى متابعتها مع أبنائه وفقاً لتخصصه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©