إبراهيم سليم (أبوظبي)- حذّرت نازنين ميمون رئيس هيئة التمريض في منطقة الشارقة الطبية، من انتشار ظاهرة تسرب المواطنات العاملات في مهنة التمريض جراء ما وصفته بـ”ضعف الحوافز”.
وطالبت وزارة الصحة بإعادة النظر في السياسة المتبعة مع المواطنات العاملات بالقطاع في الدولة بشكل عام، منوهة إلى الجهود المبذولة، في هذا الصدد، والتي رأت أنها في حاجة إلى المزيد.
وقالت إن القطاع الخاص أصبح جاذباً نظراً للحوافز المادية والعينية، في مقابل ندرة الترقيات، وقلة الحوافز المادية والمجتمعية في القطاع الحكومي، على حد وصفها.
جاءت تصريحات رئيس هيئة التمريض في منطقة الشارقة الطبية على هامش مؤتمر النور الدولي الأول للتمريض، والذي عقد في مقر كلية التقنية العليا للطالبات في أبوظبي تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تحت عنوان “التمريض الآمن بناء وتعزيز للجودة والتميز”، ونظمته مجموعة مستشفيات النور بالتعاون مع كليات التقنية العليا للطالبات.
حضر المؤتمر عدد من مديري التمريض وأطباء ومختصين من وزارة الصحة، وهيئة الصحة في أبوظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية
“صحة”، ومدينة الشيخ خليفة الطبية، إضافة إلى محاضرين من 10 دول من مختلف دول العالم ونحو 400 من الكوادر التمريضية من مختلف المنشآت الصحية على مستوى الدولة.
وركزت جلسات المؤتمر على مبادئ سلامة المرضى وأخطاء الرعاية الصحية، والمساءلة والعدالة في الرعاية الصحية والجوانب القانونية في مجال التمريض.
وشددت نازنين على ضرورة تحفيز الممرضات المواطنات اللاتي يعملن بالمؤسسات الطبية الحكومية تحديداً والحفاظ عليهن من التسرب والعمل بمهن أخرى بسبب ضعف الحافز، داعية وزارة الصحة إلى تدارك ذلك من خلال وضع السياسات الكفيلة بحماية المواطنات من التسرب، وترغيبهن في العمل بهذه المهنة السامية، وتطوير قدراتهن العلمية والعملية، والتشجيع على الحصول على ترقيات بصفة مستمرة.
وأوضحت ميمون أن الممرضات بمنطقة الشارقة الطبية يشكلن نحو 7.9 في المائة من إجمالي العاملين بالقطاع، ولا يوجد بينهن ممرض، فيما يستحوذ المقيمون على النسبة الباقية، فيما أصبح لدى المنطقة 81 ممرضة من بين 1032 ممرضا وممرضة، بعد التسرب.
وأشارت خلال كلمتها بالمؤتمر إلى الدور الذي لعبته المنطقة من خلال قسم التمريض، في السعي للحفاظ على الكادر الوطني وبرامج التدريب والتي شملت غير المواطنات، فيما تنظم زيارات للمدارس الثانوية لتحفيز الطلاب على دراسة التمريض بدافع وحس وطني للمساهمة في نهضة وتطور الوطن، ومحاولة تغيير الثقافة المجتمعية تجاه طبيعة العمل بالمهنة، والتي تشمل الاختلاط بالرجال والدوام المسائي.
وأكدت أن العمل بمهنة التمريض ليس بالشيء السهل، وأنه يحتاج إلى تحد كبير من جانب المواطنة أو ذويها، لافتة إلى أن التمريض مهنة تحقق الرضا الوظيفي بشكل كبير، للجانب الإنساني العالي الذي تكتنفه، متناولة التميز في التمريض، مؤكدة أن تميز الكوادر التمريضية في تقديم الخدمات التمريضية يسهم بشكل كبير في تعزيز نجاح البرامج العلاجية.
من جهته، أكد الدكتور طيب كمالي نائب رئيس كليات التقنية العليا على مستوى الدولة في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أهمية خدمات التمريض في القطاع الصحي والتي تعتبر عنصراً أساسياً في تقديم الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن الدولة ممثلة في القطاعات الصحية تولي اهتماماً متنامياً بالخدمات التمريضية التي شهدت تطوراً ملموساً، مشيراً إلى أن كليات التقنية العليا تبنت نظاما تعليميا متميزا لجميع البرامج الدراسية فيها بما في ذلك العلوم الصحية وعلوم التمريض.
وكشف الدكتور طيب كمالي عن إنشاء أكاديمية للتمريض في كليات التقنية بالتعاون مع مجموعة مستشفيات النور تهدف إلى استقطاب الكوادر المواطنة وتشجيعها للانخراط في مهنة التمريض، مؤكداً على اهمية التعاون المشترك بين مختلف القطاعات لزيادة نسبة الكوادر التمريضية المواطنة.
وأشار إلى أن مشكلة نقص الكوادر التمريضية مشكلة عالمية تعاني منها مختلف دول العالم، منوهاً إلى التحديات التي تواجه القطاع التمريضي وضرورة التركيز على التميز وتطوير مستوى الأداء من خلال التركيز على عناصر الاستقطاب والتدريب والتأهيل والمحافظة على استمرارية الكوادر.
إلى ذلك، ألقى الدكتور قاسم العوم الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات النور رئيس المؤتمر كلمة في الجلسة الافتتاحية رفع من خلالها الشكر والعرفان إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على رعايته لفعاليات المؤتمر ودعمه المتواصل لبرامج التعليم المستمر في مختلف القطاعات، كما تقدم بخالص الشكر للدكتور طيب كمالي لأخذ زمام المبادرة وتنسيق مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها في مارس الماضي التي تجسدت باستضافة مؤتمر النور الأول للتمريض INCAN داخل مباني الحرم الجامعي لأكبر كليات التقنية العليا كلية أبوظبي للطالبات.
وقال إن المؤتمر يتناول عمق مساهمة التمريض لبناء وتعزيز الجودة والتميز في مجال الرعاية الصحية للهدف النهائي المتمثل في “وقاية المرضى من الضرر”.
متحدثون في المؤتمر
تحدثت في الجلسة الأولى للمؤتمر الدكتورة أمينة الصالح مديرة مستشفى النور في مدينة العين عن الآثار المترتبة على القضايا الأخلاقية والقانونية على ممارسة التمريض، فيما ألقت الدكتورة فاطمة الرفاعي مدير الإدارة المركزية للتمريض في وزارة الصحة، محاضرة في الجلسة الثانية عن بناء ثقافة أمن المرضى. وتحدثت في الجلسة الثالثة ليندا ميكا لوسكاس رئيسة شؤون التمريض في مستشفى الكورنيش في أبوظبي عن طرق مكافحة العدوى، كما تحدث محمد علي عبد الله عن فريق الاستجابة السريعة وتعديل نقاط الإنذار المبكر. وفي الجلسة الرابعة تحدثت الدكتورة أروى المضواحي من هيئة الصحة في أبوظبي عن جودة خدمات التمريض من وجهة نظر الصحة العامة، ثم تحدثت ليندا هاسكينز مساعد رئيس التمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي عن المساءلة أساس العدالة.
عدد اليوم
