الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وداعاً باب اليمن

5 ديسمبر 2010 21:18
ليس كثيراً على اليمن أن تنجح في استضافة أبناء الخليج، وليس مبهراً أن يفوز أحد الفرسان الكبار الذين عرفتهم الكرة الخليجية عبر العقود الأربعين الماضية. إنه التحدي اليمني الذي واجه العقبات محتملاً العواقب، وهي الرغبة الخليجية، أن يكون الأشقاء مع شقيقهم، وهو يريد كسب معركته مع الظروف الصعبة، والتحديات التي لا تبدأ من أول باب اليمن، ولا تنتهي عند جبال صعدة. نجاح اليمن ليس مجرد نجاح لدولة استضافت بطولة خليجية، لكنه كشف الحقائق على الأرض، كما رآها مئات الإعلاميين، وهم يسيرون في شوارع عدن، كما تتجمّل من أجلهم، لا كما تطل وراء نشرات الأخبار، وأغراض الإشاعات ومغرضها، التقوا بأبناء الوطن الواحد لا بالمنقسم على نفسه، بالشعب الطيب والمكافح لا المحسوب على فئات تفخخ الطرود وتخطف الأجانب وتمد الإرهاب بحاجاته من بشر وتأهيل. انتهت الزفّة الخليجية أمس، على باب اليمن البحري، على الساحل العدني الذي نحت في خشب التاريخ نقوشه الملتهبة، وسارت منه الصواري نحن موانئ الدنيا، حاملة ما يخطر على البال وما لا يخطر. من “باب اليمن” على مدخل السوق الصنعاني حول المدينة القديمة شمالا، حتى باب عدن المطل على البحر لم تكن هناك حكاية أكثر إسعادا من “خليجي 20”، الآلاف الذين يحتفلون بعد كل مباراة بمن فاز، لا يهمهم كثيراً من الشقيق الذي خسر من شقيقه، بل لغة الفرح وحدها العنوان الأكبر، مئات الآلاف المتحلقين وراء شاشات التلفاز يغمرهم شعور الفخر والانتصار، فبلادهم ضمن النسيج الخليجي العربي الكبير، ليسوا وحدهم في مواجهة شقاء لقمة العيش، وموجبات التطرف والعنف وأثمانهما، الفرحة الخليجية جاءت إلى أبواب بيوتهم، احتضنتهم الأرض الطيبة لعلها تستعيد وصفها “السعيد” في زمن ألعاب الخفة السياسية والتهديدات الإرهابية. وداعاً أرض بلقيس.. مضيافة كنت، وعسلك “الدوعني” يشعل الروح بسعرات حرارية تزيد الأجساد طاقة من أجل حياة صافية كصفائه. طيبة أنت، منذ أن عرفنا للمرة الأولى نغمات حسين المحضار تنطلق من جبال حضرموت لتصل إلى غرف نومنا، ومنذ أن تسلل صوت أيوب طارش نحو مخادعنا، ومنذ أن “مسّى” علينا صوت الثلاثي الكوكباني في لحظات السهر الجميلة. ليس مهما أن تخسري تحديك الكروي، فقد كان فوزك الأجمل هو ما تركته من ألحان في قلوب من زاروك وشعروا أنهم في بيتهم القديم، حيث الطيبة عنوان القلوب، والكرم حديث الأيادي، والصفاء مداد الأرواح. كلنا كسبنا الرهان معك بهذه الاستضافة الناجحة، حتى ونحن نخسره حينما كانت مخاوفنا تسبقنا إليك، لكنك يا أرض البن والعنب كنت اليد التي تدافع من أجل أمان ضيوفها، فحقّ على ضيوفك واجب.. تذكرك.. فمن يشبهك.. من؟! alrahby@gmail.com
المصدر: عُمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©