نجاح مشهود

قبل انطلاق منافسات بطولة “خليجي 20”، لم يتوقع أن تحقق هذه البطولة النجاح المنشود، حيث ساور الشك الكثيرين، إذ تعود هذه الشكوك على أساس عدم توافر الأمن والأمان في اليمن الشقيق. وبعد أن حاول البعض تعكير الأمور قبل بدء مباريات البطولة، إضافة إلى اعتقاد البعض من أن مشاركة الإمارات والسعودية بمنتخبيهما الرديفين وغياب عدد آخر من اللاعبين الدوليين الأساسيين في تشكيلات المنتخبات الأخرى سيضعف المنافسة، فضلاً عن عدم اعتياد اللاعبين اللعب على ملاعب العشب الصناعي، نجد أنه منذ اليوم الأول للبطولة وبصورة أعم وأشمل عند الافتتاح الرسمي وحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكبار الشخصيات من القيادات الرياضية في الدول المشاركة والحضور الفاعل للجماهير اليمنية وتقديم العروض الرائعة واللوحات الجميلة والرقصات المنسقة المستوحاة من الحياة الخليجية والحفاوة البالغة والاستقبال الحافل من المواطنين اليمنيين للضيوف والمشاركين في البطولة، قد أضاف جواً من البهجة والمسرة وتعزيز بشائر الفرح الغامر الذي عم الجميع لتوكيد النجاح المنتظر للعرس الخليجي الكروي. وعلى الرغم من أن المنتخب اليمني صاحب الأرض والجمهور لم يوفق في المباراة الافتتاحية التي خسرها بالأربعة أمام المنتخب السعودي الرديف وظهوره بمستوى لا يوازي السمعة التي كسبها قبل انطلاق منافسات البطولة، حيث ظهر دون المستوى الذي سبق أن قدمه في البطولات الماضية، إلا أن اللقاءات التي خاضتها المنتخبات المشاركة قد شدت الجماهير مع أحداثها، خاصة بعد نجاح منتخب الإمارات الرديف في خطف نقطة التعادل من المنتخب العراقي بطل أمم آسيا وإيداعه ثلاث كرات في مرمى البحرين وإبراز المنتخب الكويتي أجمل عروضه الكروية، وحدوث بعض المفاجآت غير المتوقعة ومنها خروج منتخب البلد المنظم اليمن، وكذلك منتخبات عُمان بطل النسخة السابقة، وقطر بطل النسخة السابعة عشرة، وهي حالة لم تألفها الدورات السابقة. ويمكن القول إن من أولى مقومات النجاح الذي حققته البطولة ذلك الحضور المستمر، والفاعل لكبار المسؤولين في القيادة اليمنية، وترحابهم واستقبالهم للأشقاء بكل ما تعنيه الأخوة والضيافة والكرم العربي من معنى يشاطره الحضور الجماهيري الكبير من أبناء اليمن وتبادل الآراء والمقترحات التي تهدف إلى تطوير الكرة الخليجية نحو الأفضل والأحسن. والأكثر من ذلك أن مباريات البطولة كشفت عن الكثير من اللاعبين الشباب الموهوبين، كما أن هذه المباريات قد وسعت رؤية المدربين عن قدرات لاعبيهم وتحديد مكامن النقص عندهم وبالتالي انتهاج الأسلوب الأفضل للتحضير الكامل والاستعداد الأحسن لبطولة أمم آسيا التي ستضيفها قطر الشهر المقبل. وفي الختام لابد من التأكيد أن أخطاء بعض الحكام لم تعكر الجو العام، ولم تشهد أجواء البطولة أي اعتراض رسمي وهي حالة تحصل للمرة الأولى وقد أسعدت الجميع. almla3eb@yahoo.com