من المؤكد أن لحظة مرور الوفد الفلسطيني في حفل الافتتاح ستكون لحظة مؤثرة يتفاعل معها عشرات الآلاف في قلب الحدث ومئات الملايين في كل أنحاء القارة الآسيوية، بل وفي العالم بأسره· وتكتسي المشاركة الفلسطينية في دورة الألعاب الآسيوية هذه المرة خصوصية لأنها تأتي في ظروف صعبة يمر بها الشعب الفلسطيني بأسره، وهي تشكل تحديا لسلسلة من الصعاب واجهت المنتخبات الفلسطينية في رحلة استعدادها لهذه التظاهرة الرياضية الضخمة· فعشرات الحواجز التي قطعت أوصال الضفة الغربية وقطاع غزة واستمرار إغلاق المعابر والمنافذ لم تمنع تلك المنتخبات من مواصلة الاستعدادات، ولم تَحُل دون سفرها ووصولها إلى الدوحة مُرَحَّباً بها وعلى نفقة قطر في مكرمة من أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس لجنتها الأولمبية الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وهي مبادرة مكنت الفلسطينيين من تحقيق مشاركة قياسية بأكثر من 100 رياضي ورياضية في 12 لعبة، في مقدمتها كرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى والتايكواندو والكاراتيه والجودو والمصارعة والسباحة وكرة الطاولة والشطرنج ورفع الأثقال والكرة الطائرة الشاطئية، بعدما تعذر مشاركة منتخب الكرة الطائرة للرجال، الذي كان من المقرر أن يخوض غمار التصفيات التمهيدية في إطار المجموعة الرابعة إلى جانب الإمارات، هونج كونج وتركمانستان· وإذا كانت الظروف الصعبة التي مر ويمر بها الشعب الفلسطيني حرمت منتخب فلسطين لكرة القدم من التوجه إلى سنغافورة لملاقاة منتخبها في ختام المشوار بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا ،2007 فإن تلك الظروف لم تمنع المنتخب الأولمبي الفلسطيني من الوصول إلى الدوحة متحديا كل الصعاب ومستهلا مشاركته في الألعاب الآسيوية بخسارة أمام تايلاند صفر-1 ضمن المجموعة الثالثة التي يلتقي في إطارها الكويت وقيرغيزستان السبت والثلاثاء المقبلين· ويتطلع المنتخب الفلسطيني إلى المنافسة على بطاقة مؤهلة إلى ربع النهائي في ثاني ظهور له عبر تاريخ دورات الألعاب الآسيوية بعدما مُني بثلاثة هزائم في الظهور الأول في آسياد بوسان 2002 أمام اليابان وأوزبكستان بنتيجة واحدة، صفر-،2 وأمام البحرين صفر-،5 بيد أن المنتخب الفلسطيني سيفتقد في الدوحة لجهود هدافه فهد عتال، إذ تمسك به نادي الجزيرة الأردني وأبقاه في عمان لمشاركته في مباريات الدوري الممتاز التي تتزامن مع آسياد الدوحة·
عدد اليوم
