«خليجي» هذا الصندوق السحري

تبدو دورة الخليج لكرة القدم أشبة بصندوق سحري عملاق يحوي الكثير من الإثارة والمفاجأت وتناقضات كرات الثلج وكرات النار بصرف النظر عما يقدم في الدورة من مستوى كروي أو فوائد البناء المعرفي وتراكم الخبرات.. وأشكال الانطلاق والإخفاق. أماً السبب فهو كل هذه الأضواء الإعلامية التي تسلط على الهامش قبل العمق.. تسكب النار والبهار لكنها “لا تحرق ولا تغرق” بقدر ما تغري على المتابعة للحرائق غير الضارة. على مدار نصف شهر عشنا في «خليجي 20» خليطا من دهشة السؤال وومضة الخيال وسباق الفكرة الحالمة مع الهدف الجميل والتمرير الذكي والصد الضاغط.. والمد التشجيعي الذي لم يتأثر بخروج أصحاب المصيف إلى الرصيف. وبإسدال الستار على «خليجي 20» صار الجميع أمام تناقضات ومفارقات الصندوق السحري بما فيه من جراب الحاوى التي لن تتواري إلاً مع الانشغال بأمم آسيا الدوحة بعدها ستكون معظم المنتخبات تحت حزم، الأضواء المكثفة وكشف الحسابين.. حساب عدن الخليجي وحساب الدوحة القاري.. وتبقى هذه المنتخبات هي الفعل المستمر الذي لا يتوقف عن استدعاء “الشهد والدموع” والحقيقة والوهم والابتسامة الودودة والحزن المتعسف ونتائج إتلاف الأعصاب. عقب خليجي 20 سيقول الكويتيون والسعوديون.. الوصول إلى منصة الذهب والفضة شرف بذاته.. تماماً كما سيقول عشاق الجواد الإماراتي الأبيض وأسود الرافدين.. كنا نحتاج إلى قيراط حظ لنتجاوز عباب البحر.. ثم أنه في كرة القدم لا يكون الخاسر هو الأسوأ بالضرورة خاصة وهو يحصي فرصه الضائعة. الصدفة أحياناً أقوى من الابتكار نفسه وسلوا تفاحة الجاذبية التي سقطت على رأس نيوتن وقانون ارشميدس المكتشف في “البانيو”.. وفيما كان العمانيون أذكياء في ابتلاع انكسار حامل اللقب يعاود القطريون تدريباتهم تحت مظلة الأحلام المؤجلة.. استضافة أمم آسيا وبهجة إعلان زيورخ “مونديال 2022 عنابياً وعالمياً”. الأحمران اليمني والبحريني هما بالترتيب الأسوأ حالاً.. فالأول مثل دور الندبة السوداء في وجه الاستضافة اليمنية الناجحة حيث سيتعرض مع القائمين عليه إلى وابل من الأوصاف مثل منتخب الوهم الكاذب.. ومنتخب استبدال النقطة بالصفر وصائد الأحزان.. بينما يكفي البحريني ألماً أن يتذكر البلد الذي شهد أول دوران لكرة الخليج على ملعبه لايزال منذ أربعين عاماً ينتظر سحابة صيف لم تمطر. إيماءة .. تحول ملحق “الاتحاد” خلال دورة خليجي 20 إلى هدف للصحفي قبل القارئ.. والتقت فيه كل فنون الصحافة الرياضية في تناغم وانسجام كاملين.. ولذلك فقد تشرفت باللعب ضمن صفوف الفريق التاسع وقائدة الكابتن محمد البادع وزملائه أفراد كتيبة النجاح المهني اللافت. alsafani41@hotmail.com