مبدعون لا يرون النور

ابن جارتي أحد الموهوبين الذين ظهرت عليهم بوادر الإبداع منذ الصغر، فعلى الرغم من أنه لم يتجاوز الاثنتي عشرة سنة إلا أنه يستطيع الرسم بشكل جميل جدا· لكن للأسف لم يلق التعليم أو التدريب الذي يصقل موهبته· وعندما أسأل والدته لماذا لم تقومي بتسجيل ابنك في المجمع الثقافي أو بأي دورة لتعلم الرسم ترد علي بأن هذه المصاريف لا داعي لها والأفضل أن يهتم بتعليمه· هناك الكثير من المبدعين وأصحاب المواهب في الرياضة أو كتابة الشعر أو النحت لكنهم للأسف يعيشون بين أب وأم مهملين، ومنشغلين بأمور أخرى بحيث لا ينتبهان لموهبة ابنهما· أو قد يكونان منتبهـــــين لكنهما قد يحطمان معنويات ابنهما أو ابنتهما إذا شعرا بأن هذه الموهبــــــة بلا مستقبل، وهنا سيتأثر الأطفال كثيرا وقد يمتنعون عن مزاولة أو تنمية هذه الهواية لكي لا يسمعوا التعليقات التي تؤذيهم· إن الأسرة لها دور مهم في مجال تنمية قدرات الابن ودوره في المجتمع من خلال تشجيعه على مزاولة ما يحب وما يفيده في المستقبل · كما أن عليها دورا كبيرا في جعل حياة أبنائها ممتعة، لأنهم بممارسة هذه الهواية سيفرغون مابخواطرهم ويجددون مشاعرهم ·وهذا التجدد سينعكس على دراستهم وبالتالي سيتفوقون على أقرانهم· ومن المهم جدا أن يستغل الأبناء - بتشجيع من أولياء الأمور- العطلات الأسبوعية والعطل الصيفية لصقل مواهبهم واكتشاف كل ما ينمي هذه المواهب · ويجب علينا ألا نجبرهم على هواية ما إن لم يحبوها· بل علينا ترك الاختيار لهم لأنهم سيبدعون عندها أكثر · وكما أن للأسرة دوراً مهماً في تنمية هذا الإبداع لدى نفس الطفل فالمدرسة لها دور مكمل أيضا لإخراج هذه الموهبة إلى النور·· لذا على المعلم أو المعلمة تعريف الطالب على العالم الخارجي والأخذ بيده وإرشاده الى الوسائل التي تنمي موهبته وتشجيعه ودفعه للمشاركة في المسابقات التنافسية بين الطلاب التي يجب أن تحدث داخل المدرسة دورياً، ومنح الفائزين شهادات التقدير والجوائز وتشجيع من لم يحالفه الحظ على المحاولة مرة بل مرات أخرى· سلامة أحمد