الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوطن قرة العين

29 فبراير 2016 23:21
ويظل الوطن قرة عين لكل من ينشد حياة الكرامة والعز والكبرياء، يمد جناحه ليظلل أهله بأمن وعدل... ويبعد عن أبنائه الخوف والرعب ويمد شبابه بالقوة والإقدام والعزم، فيتحدى كل واحد منهم الصعاب لتبقى الكرامة في النفوس، والاطمئنان وطن القلوب وتظل الراية الوطنية خفاقة، وفي ظل الأمن والأمان يزدهر عطاء الفكر الإنساني، ويزداد التآلف وتمتد ساحة العطاء لتشمل كل شبر من الوطن. والأوطان لا يهدد أمنها واستقرارها العدو الخارجي فحسب، ولا يجر عليها الويل والأطماع القادمة من وراء الحدود فقط لأن ركيزة البقاء وعماد الاستقرار تحتاج إلى تعاون جميع الفئات للقضاء على صانع الرعب ومبتدع الفتنة ومرتكب الجريمة، وإذا تم لأي شعب بغض النظر عن مساحة وطنه أو عدد سكانه الضرب بحزم كل من تسول له نفسه ارتكاب فاحش العمل.. فإن هامة الرجال لا تنحني لظلم ولا تخشى مواجهة كل التحديات لحماية حدود الأرض التي يعيشون فوقها وتلقي في نفس الطامع أو الحاقد الرعب والخوف من أن يجتاز الحدود معتدياً، لأنه يعلم تمام العلم أن طمعه وحقده وعدوانه سيتحطم أمام صخرة العناد الوطني الذي ينمو في القلوب والنفوس قوياً شامخاً عملاقاً، لديه القدرة على تحطيم أطماع العدوان وتحقيق المزيد من الرخاء لكل مواطن والعيش في نعيم الأمن والأمان. وإذا كان (الإرهابيون) يريدون تطبيق الشرع كما يدعون، فإن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم برئيان من أفعالهم الإجرامية وأفكارهم المتطرفة.. وإذا كانوا يريدون نصرة الإسلام فإن الإسلام يرفض أن تلصق به صفات جاء في الأصل لمحاربتها وردع الناس عن ارتكابها. إن الإسلام الحقيقي ينمي في نفس المؤمن الخلق الرفيع والرأفة والمحبة، ويخلق فيه روح التعاون والإخاء والتعاطف فيتحلى كل مسلم بخلق الفارس الذي لا يطعن بالظهر. والذي لا يلجأ إلى الكذب والخداع والتخفي وراء ستار التقوى الصالحة وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، تربي المسلم على التسامح وتطالبه إذا حارب أن يتمتع بخلق المحارب، وعلى الذين يشوهون صورة الإسلام أن يعودوا إلى هدي السيرة النبوية الشريفة، ليدركوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مثالاً يحتذى به، وليعلم الجميع أن روح الإسلام التي اقتدى بها السلف الصالح من المؤمنين ربتهم على خلق رفيع، وعلمتهم خلق الفارس الشهم الجسور الذي يرفض أن يطعن أي إنسان من الخلف ويرفض الدسائس والفتن والتدني إلى مستويات القراصنة واللصوص وقطاع الطرق. فهد الحربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©