مارادونا: لن أسمح للاعبي الوصل بتكرار أخطاء الماضي

وجه الأسطورة الأرجنتينية مارادونا المدير الفني الجديد لفريق الوصل لكرة القدم، رسالة واضحة وشديدة اللهجة إلى لاعبيه قبل انطلاق الموسم، قائلاً لهم: “لن أسمح بتكرار أخطاء الماضي”، حيث يرغب الوصل في السير قدماً نحو التألق. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد ظهر أمس، بحضور مروان بن بيات رئيس مجلس إدارة شركة الوصل لكرة القدم، بفندق جميرا زعبيل سراي بدبي. كما تطرق مارادونا إلى مستوى منتخبنا الأول الذي ظهر به مؤخراً في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، ورفض الأسطورة أن يتولى قيادة “الأبيض” في هذه الفترة إذا طُلب منه ذلك. في بداية المؤتمر الصحفي عبر مارادونا عن فرحته الكبيرة بوجوده في دبي، وفي تدريب فريق الوصل، وقال: سعادتي الغامرة، تنبع من اختياري لفريق الوصل، ووجدت فيه فريقاً مدهشاً ورائعاً، حيث نحاول أن نحسن مستوى اللاعبين، وأن نبعد بعض اللاعبين الذين لا يتسايرون مع طريقة لعبنا، والفريق حالياً به 25 لاعباً، لكننا في كل الأحوال لن ننظر إلى مسألة عدد اللاعبين، بل إلى العمل الذي يقدمه هؤلاء اللاعبون، وهناك توجهات كثيرة، إما بإدخال عناصر جديدة في المستقبل، وكذلك البحث عن كيفية الدمج والتفاهم بين العناصر الحالية الموجودة بالفريق، وفي كل يوم أتحدث إلى اللاعبين عن بعض الأشياء المفيدة لهم، وأحاول أن أدربهم بطريقة تساهم في تقديم عمل جيد، وعلى اللاعبين أن يعتادوا على طريقة اللعب الجديدة. وعن منتخبنا الأول ومستواه خلال المباراتين الأخيرتين في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، قال الأسطورة الأرجنتينية: بالفعل، شاهدت المنتخب الإماراتي في هاتين المباراتين، حيث كانت الطريقة التي لعبوا لم تشعرنا بالثقة بأن المنتخب قادر على الفوز، وأتمنى لهم النجاح والتوفيق في المرحلة المقبلة، وعندما تبدأ تصفيات في حجم هذا الحدث المونديالي الكبير بخسارتين، فإنه أمر مؤلم للغاية، ولا بد من تصحيح الوضع بالنسبة للاعبين إذا ما رغبوا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وعن إمكانية توليه مهم قيادة منتخب الإمارات لو طُلب منه ذلك، قال مارادونا: في الوقت الحالي، أنا متعاقد مع الوصل، ولن أرضى بغيره؛ لأنني أحب الالتزام في تعاقداتي، ولا أستطيع التركيز في مهمة أخرى بعيداً عن الوصل. وعاد مارادونا للتحدث عن الوصل قائلاً: الفريق يضم عناصر جيدة للغاية، وقناعتي كبيرة بهم، واننا سنؤدي الأداء الجيد في المباريات الرسمية المقبلة، وأعتقد أن علينا مواصلة تحسين وتطوير أداء فريقي، وخلال المباريات الودية فزنا في المباراة الأولى 3 - 1، ولم أكن سعيداً بهذه المباراة، وخسرنا في المباراة الثانية من دبا الفجيرة 1 - 2، وهي مباراة استفدت منها كثيراً في كيفية تحسين خطوطنا الدفاعية بالشكل الذي يجعل هناك صلابة وقوة في هذا الخط الخلفي، ونحن نتدرب حالياً على كيفية علاج الأخطاء وتقوية خطي الدفاع والوسط، وأنا واثق من أن ذلك سيحدث خلال الفترة المقبلة، ومهما كانت نتائج المباريات الودية، فإن هدفها الأساسي سيظل هو كيفية التعلم من الأخطاء. التطوير الخططي وأضاف: نحاول تطوير المستوى الخططي في الوصل، خاصة في الناحية الدفاعية، وتمت استعادة حارس المرمى ماجد ناصر في الفترة الأخيرة، بعد انتهاء المباريات الرسمية مع المنتخب، وهو حارس عاد للملاعب، بعد تعرضه لإصابة خطيرة، وأرى أنه ولد من جديد، في مثل هذه الحالة، ومن النادر أن يعود لاعب بهذه السرعة والقوة، مثلما عاد ماجد ناصر للمنتخب، وتحدثت مع مدرب المنتخب السابق كاتانيتش قبل ضم ماجد ناصر، ولم أكن أعلم بأنه سيضمه، وكان يجب أن يكون هناك وضوح أكثر بشأن ضم ماجد لصفوف المنتخب الوطني، في ظل الإصابة التي كان يعانيها مسبقاً، وأي لاعب يرغب في الانضمام للمنتخب الأول، حتى لو كان مصاباً، وماجد عاد من فترة قريبة من الإصابة. وعن تعاقدات أنديتنا، قال مارادونا: “كنت على تواصل مع الأندية الأخرى، وأعرف الطريقة التي يؤدي بها اللاعبون الأجانب، وكذلك جنسيات وطريقة تفكير المدربين المشاركين في المسابقة، وبالطبع كل فريق سوف يدرس الطرف الآخر في المباريات، وعندما نتحدث عن كرة القدم، فإنني أعتبرها مثل (سلة الطماطم) المملوءة بالمفاجآت، حيث تفوز اليوم وتخسر غداً، ونحن في الوصل نحاول وضع حد للأخطاء، بحيث نستطيع تحقيق مزيد من حالات الفوز، وأن نبعد الهزائم عن فريقنا، وألتقي كثيراً مع اللاعبين، ونحاول بطريقة معينة تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي، ولن أسمح للاعبي الوصل بتكرار الأخطاء، حيث لا مجال أمامي للوقوع في الأخطاء نفسها التي كنا نقع فيها في الفترات الماضية، واللاعب الذي يكرر الأخطاء يفشل في تأدية واجبه وربما يؤثر بالسلب على بقية العناصر الموجودة بالفريق، والوصل لديه القدرة حالياً على الظهور الجيد والمتميز في الميدان الرياضي”. الحذر من الجزيرة وتطرق مارادونا إلى الجزيرة قبل أن يلتقي معه الخميس المقبل، وقال: “سنكون حذرين جداً عندما نلتقي مع المنافس في كأس الرابطة؛ لأنه فريق يتميز بالكثير من الإمكانات وجاهزون، ونحن نفكر كثيراً في مباراة الجزيرة، وأعتقد أن لديهم امتيازاً خاصاً بأنهم يلعبون لفترة طويلة مع بعضهم بعضاً، وفي الوقت نفسه لدينا أيضاً خطط خاصة وأساليب متنوعة يمكننا من خلالها الدخول عليهم فجأة، ولن نلعب بخطة دفاعية شاملة، ولكننا سنهتم ونكون حذرين في مثل هذه المواجهة، وسيكون لنا هجماتنا المضادة والقوية والمؤثرة في الوقت نفسه، وسنكون في ملعب المنافس قدر الإمكان ونحقق غايتنا في النهاية”. وأضاف: على الرغم من الإصابات الخطيرة التي يعانيها بعض اللاعبين بالفريق حالياً، علينا في الوقت الراهن عمل تدريبات قوية للعُماني محمد الشيبه؛ لأنه لم يتدرب معي بالشكل الكافي لمشاركته مع منتخب بلاده، وهو لاعب سريع ويعطيني الإحساس بالأمان ونخطط لعودته بقوة للفريق، ولسنا في حالة استعجال والتشكيلة النهائية للفريق لن تكون حالياً، ولدينا فترة مناسبة للوقوف على العناصر كافة بالشكل اللائق، وخلال الفترة المقبلة، سأقوم بغلق تدريبات الفريق بعد أن اكتشفت أنه في المباراتين الأخيرتين كان هناك أشخاص من نادي الجزيرة يتابعونها، وكذلك حضورهم لبعض التدريبات، ولن نسمح لأحد في فترات معينة من عدم الاقتراب من التدريبات، حتى جماهير الوصل أنفسهم، وذلك لمصلحة فريقي، ولن نسمح للجزيرة بالدخول للنادي لكي يعرفوا طريقة لعبنا معهم يوم الخميس في أبوظبي في أول مشواري بكأس الرابطة. وقال مارادونا: لم أحضر للإمارات من أجل شمسها والتمتع بها بل للعمل؛ لأن الشمس موجودة في كل بلدان العالم، ونحن سنبذل المزيد من الجهد حتى نقدم في النهاية خبراتنا المتنوعة لخدمة الكرة الإماراتية، ولدينا الثقة في أننا سنقدم موسماً قوياً. وأضاف: “أريد أن أضع فريقي في الملعب، وأن يدافع بقوة عن ألوان الوصل والذهاب خطوة خطوة نحو تحقيق وجوده على أرض الملعب، ولدينا لاعبون جيدون، ومروان بن بيات رئيس مجلس إدارة شركة الوصل لكرة القدم منحني الثقة بجلب دوندا وأوليفيرا بعد التعاقد معي. ثقة كبيرة في عيسى وعن الموقف الذي يواجهه عيسى علي من جمهور الوصل ومحاولاتهم نقله لنادٍ آخر، قال مارادونا: “ثقتي كبيرة في عيسى علي، وهو كابتن الفريق، وسوف يظهر بشكل قوي ومثير هذا الموسم، ولا أريد أن أدخل في حوارات حادة مع جماهير فريقي، ولكنني مقتنع تماماً بالدور والمستوى والأداء الذي يظهر به اللاعب حتى الآن، وأدعو جماهير الوصل إلى عدم الاقتراب من هذا اللاعب؛ لأنه سيكون من اللاعبين الجيدين الذين يستحقون الوجود بالوصل وإلى جوار دوندا وبوتش وأليفيرا وبقية العناصر التي تسعى إلى إدخال الفرحة إلى قلعة الوصل”. وعن حالات الطرد التي تمت في مباراة كلباء، قال مارادونا: “الحكم يؤدي وظيفته بالطريقة نفسها التي يؤدي بها المدرب واللاعب وظيفته في أرض الملعب، ولكن بشكل مختلف، وأدعو اللاعبين إلى تأدية مباريات قوية، ولكن بعيداً عن الخشونة، ونحاول في الوصل تقديم كرة قدم بشكل أفضل، دون الالتحامات المؤذية مع اللاعبين الآخرين، وربما تتطور الأمور في المباريات إلى الاحتكاك القوي، لكن علينا جميعاً الالتزام بالروح والأخلاق الرياضية، والحكام في الإمارات ربما تكون ردود فعلهم سريعة جداً، وأعتقد أن هذا ما يعطي الشعور للاعب بالسرعة في الملعب، كما أن الاسترخاء يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء، وعلى الحكم أن يؤدي وظيفته في الملعب بطريقة احترافية، بحيث لا تكون هناك صافرات كثيرة في المباراة، وأن يقود المباراة بطريقة سهلة، دون الوصول بها إلى مرحلة المشاحنات، وآمل أن يبقى الحكام إلى جانب الكرة؛ لأن هذا ما يحبه الناس”. أجويرو مع «سيتي» خطوة جيدة دبي (الاتحاد) - أكد مارادونا أن أجويرو والد حفيدي، وأتواصل معه بشكل مستمر، ولكنني لا أتحدث معه مطلقاً عن المال، وانتقاله لمانشستر سيتي أمر جيد، حيث إن وجوده السابق مع أتليتكو مدريد غير مناسب، حيث كان يحتاج اللاعب بالفعل إلى الوجود والمشاركة مع فريق يدعمه ويسند كفاءته الفنية، ومشاركته في البطولة الأوربية للأندية ستكون نقلة جديدة له، ولم يكن أجويرو ذكياً عندما لعب مع أتليتكو مدريد، ومع ناديه الجديد سيقاتل اللاعب حتى يلمع بشكل كبير، ولم يكن منطقياً وجوده مع أتليتكو مدريد، والطريقة التي كانوا يتعاملون معه بها، وهو أمر كان يقلقني في الماضي”. التدريب دون راتب في الأرجنتين دبي (الاتحاد) - قال مارادونا: لقد دربت في الأرجنتين مرتين، وخلالهما لم أحصل على راتب، وهذا أمر أفهمه جيداً، وتركت مهمتي لشخص آخر، وبلادي مثل حال العالم، تمر بأزمة مالية حادة. عدم التعلم من المدرب مورينيو دبي (الاتحاد) - في سؤال حول مدى تعلم مارادونا من مورينيو مدرب ريال مدريد الإسباني، رد الأسطورة الارجنتينية بمنتهى الدبلوماسية، بأن “صداقتي قوية معه، لكنني لم أتعلم منه، لكن من يتابع مباريات فريقه عليه أن يتعلم الكثير”. بوكا الأقرب لقلب الأسطورة دبي (الاتحاد) - يرى مارادونا أن نادي بوكا جونيور، هو الأقرب إلى قلبه، على الرغم من لعبه لناديين آخرين وهما نابولي وبرشلونة. نقد ذاتي دبي (الاتحاد) - قال مارادونا: تحدثت مع زوجتي وأسرتي كثيراً، وانتقدت نفسي أيضاً بعد انتهاء كوبا أميركا، ومن قبلها كأس العالم بجنوب أفريقيا عندما كنت مدرباً للتانجو، وتحدثت كذلك مع القائمين على أمور الكرة الأرجنتينية، ولكن كل ذلك أصبح من الماضي، والآن أبحث عن تحسين وتطوير فريق الوصل يومياً، ولم أتمكن بالفعل من مشاهدة ومتابعة منتخب بلادي مؤخراً. رمضان جديد في حياة مارادونا دبي (الاتحاد) - قال مارادونا: ما قمت به من تدريبات في شهر رمضان الماضي أعتبره شيئاً جديداً في حياتي، حيث لم أتعود على العمل في هذه الأجواء، وكانت هناك تدريبات في الساعة الخامسة صباحاً، والبعض الآخر مثلاً في الساعة العاشرة مساءً، وخلال هذا الشهر وجدت طريقة العمل الاحترافية التي أدى بها اللاعبون، وظهروا بحالة بدنية ممتازة، واستخدمنا مختلف الاختبارات الخاصة، وهو مؤشر استطعنا من خلاله الوقوف على الكثير من إمكانات اللاعبين. التواصل جيد مع اللاعبين دبي (الاتحاد) - قال مارادونا إن «هناك تواصلاً جيداً مع اللاعبين من خلال الفترة التي توليت فيها المهمة حتى الآن، ورسالتي تصل لهم تماماً، من خلال المترجم الموجود معي، وبطبيعة الحال كرة القدم لغتها واضحة في كل بلدان العالم، والاحترام متبادل بيننا في الفريق، وشهر رمضان كان اختباراً صعباً، ولم أجد الوقت الكافي لتدريب اللاعبين خلال هذا الشهر وتكيفت كثيراً مع الأجواء التي أشاهدها لأول مرة في مشواري كمدرب ولاعب أيضاً».