الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا تجازف بإرسال «تهديدات فارغة» إلى إيران

7 سبتمبر 2013 00:34
واشنطن (ا ف ب) - رأى محللون سياسيون أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجازف بتوجيه رسالة خاطئة إلى ايران فيما تراقب الحكومة الإيرانية عن كثب النقاش الجاري في الولايات المتحدة بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بسبب استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية ضد المدنيين في ريف دمشق يوم 12 أغسطس الماضي. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الثلاثاء الماضي في مرافعته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي من أجل الحصول على تأييد الكونجرس الأميركي لتحرك عسكري ضد سوريا على أميركا والعالم أن يحذرا إيران وغيرها بأنهما لن يغضا الطرف عن استخدام أسلحة دمار شامل. وأضاف «نأمل في أن نحول انظارنا إلى اتجاه آخر، وعدم تحركنا (ضد النظام السوري) سيسمح لها قطعاً بأن تخطئ في تقدير نوايانا، إن لم يكن اختبارها». وباتت أزمة سوريا تتقدم تحديات السياسة الخارجية التي يواجهها الرئيس الإيراني الجديد المعتدل نسبياً حسن روحاني الذي أثار انتخابه في شهر يونيو أملاً بان تتبنى ايران نهجا بناء في المفاوضات مع الدول الست الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا بشأن حل مسألة البرنامج النووي الايراني. وقال روحاني ان بلاده ستقوم بكل ما يمكنها لتفادي شن هجوم عسكري غربي على النظام السوري، فيما قال المرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمون مسألة الاسلحة الكيماوية ذريعة لمهاجمة سوريا. غير ان المحللين يرون أن هذه التصريحات تعكس موقف إيران التقليدي بأنها وحلفاءها ضحايا لمؤامرة غربية، كما وتخفي الجدل المحتدم الجاري حاليا داخل الاوساط السياسية حول الموقف الواجب اعتماده حيال سوريا والأسد. وذكَّرت الباحثة في «معهد بروكينجز» في واشنطن سوزان مالوني بأن العديد من الايرانيين ما زالوا متأثرين بشكل عميق بتجاربهم مع الأسلحة الكيماوية التي أطلقها النظام العراقي السابق برئاسة الراحل صدام حسين في خضم الحرب بين العراق وإيران بين عامي 1980 و1988. ورأت أن هناك «ريبة عميقة حيال أميركا» لا تزال تسيطر على إيران، لكنها قالت «إن هناك إقراراً (في إيران) بأن بشار لم يعد الحليف المعهود، بسبب تدهور الوضع في سوريا وبسبب وحشيته حيال شعبه التي لا يمكن انكارها». وأضافت «منذ انتخاب روحاني، هناك إحساس بوجود فرصة جديدة متاحة لإيران من أجل الخروج من عزلتها الدولية، والإيرانيون لا يريدون أن يغرقوا مع السفينة السورية». غير أن توجه ضربة عسكرية أميركية إلى سوريا قد يخفق في نقل الرسالة التي ترجوها إدارة الإدارة الأميركية بأن أوباما يعتزم فعلياً وضع حد لانتشار الاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. وقال المسؤول في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» مايكل سينج «إن لم يكن التأثير على مجرى النزاع في سوريا مهماً، فلا أعتقد ان الرسالة ستكون قوية جداً لأن عدم التحرك أو الاكتفاء بتحرك رمزي قد يترجم على أنه تهديدات فارغة بشكل أساسي». وأضاف «يمكنكم متابعة المناقشات الجارية الآن بين الكونجرس والبيت الأبيض وهي لا تعطي انطباعا بوجود ما يشبه التصميم القوي أو الرغبة في التدخل في نزاعات في الشرق الأوسط». واستبعد الباحث في «معهد كارنيجي للسلام الدولي» في واشنطن كريم سجادبور أن تؤدي أي ضربة عسكرية أميركية إلى اقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. وقال «إن إيران تسعى بكثير من التصميم إلى امتلاك قدرة على صنع أسلحة نووية ولا أعتقد أنها ستبدل خطها سواء قصف الرئيس أوباما سوريا أو لم يقصفها». وأضاف «قد يكون الأسد رجلاً سيئاً بنظر القيادة الإيرانية، لكنه رجل ايران وإن خسرته، فسوف تخسر حليفها الوحيد الذي يمكنها الاعتماد عليه في العالم». وقال سينج «إن الضربة الاميركية المحتملة ستكون لها عواقب مهمة بالنسبة لايران. فهي في المقام الاول تهدد نفوذ إيران على سوريا ودخولها اليها ما سيشكل ضربة استراتيجية للإيرانيين». ومن غير الواضح إلى أي مدى يملك روحاني هامش تحرك في ملف السياسة الايرانية حيال سوريا الموضوع تقليدياً بين أيدي قادة «الحرس الثوري» الخاضع مباشرة لخامنئي صاحب الرأي النهائي في كل شؤون إيران. ورأى الأستاذ في جامعة هارفارد الأميركية ستيفن والت، في مقال نشرته مجلة «السياسة الخارجية» الأميركية أن الأزمة السورية قد تكون فرصة أمام الولايات المتحدة للتواصل بشكل أنشط مع ايران، ربما من خلال الموافقة على مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده لبحث سبل حلها. وقال «إن ايران ستحقق رغبتها المزمنة في أن يتم الاعتراف بها على أنها لاعب اقليمي أساسي في السياسة الدولية، وهي كذلك مهما حاولت الولايات المتحدة ادعاء العكس». إن أميركا سوف تعطي ايران فرصة للعب دور بناء، مثلما فعلت في أفغانستان عام 2002 بعد سقوط نظام طالبان هناك، وسيكون ذلك وسيلة لمكافأة روحاني على الموقف المعتدل الذي يعتمده».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©