الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إخوان كان

29 فبراير 2016 23:21
شاهدت فيلم لورانس العرب الذي يكشف في نهايته أن العرب فشلوا في إدارة دمشق بعد استخلاصها من قوات الاحتلال بسبب تعنت القبائل العربية فيما بينها، فالقبيلة الأولى سيطرت على شركة الكهرباء، وتتهم القبيلة الثانية بأنها لم تورد الديزل لمحركات الكهرباء والقبيلة الثالثة تتهم القبيلة الأولى بأنها لم توصل التمديدات الكهربائية، وقس على ذلك بقية الأمور، وتشربكت المسألة وفشلت ريحنا «وفهمكم كفاية للمستقبل» ويقال لنا في حصص التاريخ أن الاستعمار هو من فككنا باتفاقية «سايكس بيكو» كيف ونحن من قمنا بالثورات العربية السابقة والحالية، وكأن التاريخ يعيد نفسه. المشكلة كانت ولا تزال فينا نحن، حيث لم نتفق فضاعت قوتنا، وتكالبت علينا الأمم، ودائما نظرية المؤمرة جاهزة عندنا، ونرمي كل الأخطاء على الآخرين، ونرفض الاعتراف بأخطائنا. وأتذكر مقطعاً من مسرحية «باي باي لندن» حينما تقول الفنانة هيفاء عادل باستهزاء «أنتم العرب دائماً تتحدثون عن إنجازاتكم الماضية» كنا في الأندلس، كنا على حدود الصين، كنا أفضل، وكنا أحسن وكله سابقاً»، فيرد عليها غانم الصالح «إحنا شعوب كان وأخواتها»، وهذا المشهد يشرح تفاخرنا بالماضي، وتخديرنا والنوم على مخدته عن طريق استغلال إحباط الناس وعجزهم عن الخروج من حفرته، كما يفعل بعض المشايخ واستغلالهم لحماس شبابنا عن طريق استرجاع الماضي، وزجهم في التطرف والإرهاب، والسؤال لماذا لا ننهض؟ لأننا تعودنا الكسل والنوم على إنجازات السابقين، اليوم توجد أمم في مقدمة العصر وأمم خارجه واليوم يزف الأوروبيون نبأ مركبتهم الفضائية التي حطت لأول مرة على مذنب، والتي أطلقوها منذ عشر سنوات، تخيلوا رحلة عشر سنوات من أجل دراسة مذنب في مجاهل الفضاء ونحن ما زلنا نتجادل على الأصل والفصل والانتماء للأندية حتى الفرصة الذهبية ليكون عندنا أول رئيس عربي للفيفا، خسرناها بأيدينا والافتخار لدينا تسبب في أننا غيرنا التاريخ على هوانا، وزورنا أصل شكسبير «إنه عربي واسمه أصلاً الشيخ زبير» ونمنا على محاولات الطيران الأولى لابن فرناس، وكل ذلك لا يساعد على تقدير وتطوير العلم والعلوم، فلا نتوقع أن يتغيروا قعنا، و تجربة عاصفة الحزم ونموذج الإمارات الحديث بحاجة إلى استمرار في التغذية عن طريق الجهد والعمل المضاعف والاستعداد للمستقبل، وإلا سوف نمعن في العودة إلى الوراء، ونصبح فعلاً «إخوان كان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©