نراكم في البصرة!

القرار الذي تمخض عنه اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن، أسدل الستار على جدل كبير كان يلف مصير النسخة المقبلة من دورة كأس الخليج المزمع إقامتها في البصرة خلال يناير من عام 2013. ورغم أن القرار وضع النقاط على الحروف فيما يخص النسخة المقبلة، إلا أنه ترك الباب مفتوحاً أيضا أمام التكهنات، بعدما وضع “شرط المتابعة” التي ستتكفل بها لجنة سيتم تشكيلها للقيام بزيارات ميدانية إلى مدينة البصرة في فترات لاحقة، بهدف التعرف على نسبة الإنجاز في المنشآت الرياضية والمرافق الإيوائية لضمان جاهزية العراق لاستضافة الدورة. وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الاتحاد العراقي حسين سعيد أن بلاده ستكون جاهزة لاستقبال الحدث قبل 9 أشهر من الموعد المحدد، فإن الاتحادات المشاركة في الدورة تبدو غير مستعدة للدخول في دوامة الغموض مجدداً، مثلما حدث لها في الدورة التي أسدل الستار عليها أمس، لذلك نتلمس هنا تقدماً واضحاً في التعاطي مع ملف الاستضافة من قبل الدول المشاركة في الدورة، إذ من الملاحظ أنها لم تعد في وضع يسمح لها بوضع نفسها مجدداً في مأزق مشابه للمأزق اليمني الذي تبدد في يوم الانطلاق! لكن السؤال المطروح هنا هو: هل بإمكان الاتحادات الخليجية بالفعل تحديد مصير استضافة دورات كأس الخليج ليتم تشكيل لجان ومكتب تنفيذي يشرف على البطولة؟ في اعتقادي أن الاتحادات الكروية حتى الآن لا تملك القرار الفعلي، بدليل أنها لم تحسم أمر استضافة اليمن إلا بعد أن تدخلت اللجنة الأمنية المشكلة من أعضاء في وزارات الداخلية بالدول المشاركة في البطولة، وفضلا عن ذلك إرجاء اعتماد التوصية الصادرة عن اجتماع أمناء السر بضرورة تشكيل اتحاد خليجي أو مكتب تنفيذي للإشراف على دورات الخليج، ذلك أن إقرار هذه التوصية يعني الخروج من عباءة الأمانة العامة بمجلس التعاون والاستقلال بالقرار، وهو ما يحتاج بالفعل إلى قرار سياسي لا شك أن رؤساء الاتحادات الخليجية سينتظرون صدوره من دولهم قبل أن يعتمدوه. على أية حال، أرى أن استقلالية قرارات الاتحاد الكروية تمثل الخيار الأمثل ونحن نطوي 40 عاماً على انطلاق الدورة، ذلك أن القرارات السياسية في هذا الشأن لن تكون دقيقة وصائبة كونها ليست قريبة من طبيعة الأحداث الرياضية ومتطلباتها، وريثما يحدث ذلك نراكم على خير في البصرة مهما كانت النتائج، فالقرار صدر بالفعل ولا يبدو أن هناك تغييراً سيطرأ عليه. a7med.karim@gmail.com