إعلانات ومشاهير

بعد أن كان الإعلان وسيلة للتعريف بالسلعة أو الخدمة التي يبحث عنها المستهلك، أصبح اليوم مجرد وسيلة لإبراز المشاهير· ففي الماضي كان يركز على السلعة أو الخدمة بطريقة أوضح للمستهلك، من حيث التعريف بها، واظهار أهم منافعها ومميزاتها، كما كان يقوم على فكرة الإقناع، ومحاولة اكتساب رضى المستهلك عن السلعة المراد تسويقها· أما اليوم فإننا نرى أشكالا وألوانا حديثة للإعلانات، تعتمد اعتمادا كلياً على المشاهير، حيث تعمل هذه الإعلانات على إلصاق المنتج أو السلعة بالفنان المشهور، فإن كنت كمستهلك تحب هذا الفنان، وتسارع باقتناء السلعة، دون أن تفكر في مدى حاجتك إليها أو حتى النظر إلى منافعها· وعلى سبيل المثال، اصبحت اعلانات الهواتف المتحركة، تلقب بأسماء المشاهير، فقد سمعت في أحد المراكز التجارية، في منطقة عرض الهواتف المتحركة، أغاني لفنانة معروفة، وتصورت أنها مجرد إعلان عن إصدار ألبوم جديد لها،· ثم اكتشفت بعد ذلك أنها إعلان لأحد الهواتف المتحركة من ماركة معينة تحمل توقيع هذه الفنانة· العجيب انه تم التغاضي عن إظهار مميزات الهاتف الجديد في مكان الترويج عنه مكتفين بأغنية هذه الفنانة، فإن كنت من محبي الفنانة فإنك ستسارع لشراء هذا الهاتف· ولا يتوقف الأمر عند هذه الدعاية فحسب، ولكن هناك الكثير من الإعلانات التي تحمل نفس الطابع· والسؤال الذي يطرح نفسه هو ''هل ستقوم عزيزي المستهلك بتوفير حاجياتك تبعا لرغبات الآخرين حتى لو كانوا فنانين ! '' أنني لا اعترض على أي فنان من الفنانين أو المشاهير، ولكني اعترض على طريقة الإعلان، والرهان على مجرد التقليد الأعمى· علياء محمد