الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البطاطس تجدد الانقسام الأوروبي حول المنتجات المعدلة جينياً

البطاطس تجدد الانقسام الأوروبي حول المنتجات المعدلة جينياً
21 فبراير 2008 23:54
تبدو البطاطس من نوع أفعلورا شبيهة بسائر أنواع البطاطس الأخرى غير أنها معدلة جينياً من قبل شركة باسف عملاقة الكيماويات الألمانية بحيث تحتوي على كميات أكبر بكثير من النشويات· ولكن بطاطس أفعلورا بدأت تثير مخاوف العامة من أن المرضى والعجائز من الأشخاص سوف يصبحون أكثر عرضة للأمراض بسبب الاعتقاد بأن هذه البطاطس يمكن أن تؤثر سلبياً على أنواع بعينها من مضادات الجراثيم في جسم الإنسان· ومن جهة أخرى فإن الحكومات في الاتحاد الأوروبي تشعر بحساسية بالغة أيضاً تجاه البطاطس المعدلة جينياً· ولم يستطع وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي أن يتوصلوا إلى قرار حاسم بشأن السماح بزراعة هذا النوع من البطاطس وبشكل يعكس الانقسام العميق بين أولئك الأوروبيين الذين يعتقدون بأن المنتجات المعدلة جينياً ستشكل ازدهاراً للصناعة والمزارعين وبين أولئك الذين يرون أن التكنولوجيا تنطوي على مخاطر جسيمة للبشر والبيئة على حد سواء· ويذكر أن المسؤولين في المفوضية الأوروبية كانوا قد اعتبروا أصلاً أن هذه البطاطس آمنة وصالحة للاستهلاك الآدمي، وهم يرغبون فيما يبدو في المضي في زراعة المزيد من المنتجات المعدلة جينياً في داخل الاتحاد الأوروبي بهدف تطبيع العلاقات التجارية مع دول مثل الولايات المتحدة وخفض التكاليف بالنسبة للمزارعين الأوروبيين في نفس الوقت· ولكن العديد من الحكومات الأوروبية تساورها المخاوف من فقدان ثقة المواطنين الذين يعتبرون أن هذه الأغذية تتضمن العديد من المخاطر، مما دفع بعض الدول الى أن تعبر عن معارضتها الشديدة لهذه التكنولوجيا· وبات من المفهوم أن تعارض دولة مثل النمسا زراعة المنتجات المعدلة جينياً من ناحية المبدأ، حيث أصبحت الآن تدعم بقوة جموع المزارعين المساندين للزراعة التقليدية العضوية الذين يرون في المنتجات المعدلة جينياً تهديداً سافراً لحياتهم المعيشية وهوية علاماتهم التجارية· وإلى ذلك فقد عملت شركة باسف بالتعاون مع صناعة النشويات الأوروبية من أجل تطوير البطاطس الجديدة في مسعى الى تحسين قدراتها التنافسية· وبات من المقدر أن تحصل الشركة الألمانية على عائدات تصل إلى 30 مليون يورو- نحو 44 مليون دولار- سنوياً من رسوم التراخيص الخاصة بزراعة البطاطس المعدلة جينياً، في حال السماح بتسويقها في أوروبا· وكان المسؤولون في الاتحاد الأوروبي قد أوصوا بطرح البطاطس المعدلة جينياً في الأسواق بعدما تقدمت السلطة الأوروبية لسلامة الأغذية في بارما بإيطاليا بتقرير يفيد بأن الجين الخاص بالبطاطس لا ينطوي على أية مخاطر على صحة البشر أو الحيوان أو البيئة· ولكن بعض العلماء وجماعة السلام الأخضر لحماية البيئة أشاروا من جانبهم إلى أن الاتحاد الأوروبي وسلطة سلامة الأغذية أساءا فهم وإدراك المشاكل الصحية الخطيرة التي ينطوي عليها الجين المستخدم في البطاطس المعدلة، واستشهدوا بتقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2005 كان قد صنف مضادات الجراثيم المتأثرة بجين المقاومة على أنها ''شديدة الأهمية بشكل خاص''· ولاحظ تقرير آخر لوكالة الأدوية والعقاقير الأوروبية في لندن أن هذه المضادات لديها أهمية قصوى في علاج أنواع معينة من مرض السل· وفي هذه الأثناء تعاني صناعة التكنولوجيا الحيوية -التي تصر على سلامة منتجاتها- من الإحباط بسبب التأخر في المصادقة على هذه المنتجات التي كبدتها الكثير من الوقت والأموال، مما يسبب حرمانها من الدخول إلى الأسواق الأوروبية· وتلقي شركات مثل باسف وشركة ساينجينتا التي تتخذ من سويسرا مقراً لها باللائمة على المناخ السياسي السيئ الذي يحاصر تكنولوجيا التعديل الوراثي ويعوق زراعة منتجات من شأنها أن تجعل المنطقة أكثر تنافسية مع غيرها· وفي هذه الأثناء استمرت دول مثل الولايات المتحدة والأرجنتين في الوقوف بقوة خلف المنتجات المعدلة جينياً وتتقدم بالشكاوى ضد أوروبا في منظمة التجارة العالمية· وبالإضافة لذلك هنالك بعض المزارعين ومنتجي اللحوم في أوروبا الذين يمارسون الضغوط على المسؤولين في الاتحاد الأوروبي من أجل دعم هذه التكنولوجيا، لإتاحة الفرصة أمامهم لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتهم، وأيضاً لأسباب تتعلق بالندرة في الأراضي الصالحة للزراعة وانتشار رقعة الجفاف بشكل أدى الى ارتفاع غير مسبوق في أسعار أعلاف وأغذية الحيوانات في جميع الأنحاء الأوروبية· ومن غير المرجح أن يخرج الاجتماع القادم لوزراء الزراعة الأوروبيين بقرار حاسم بشأن المشكلة، ولكن المفوضية الأوروبية سوف يتعين عليها في هذه الحالة أن تصادق على هذه المنتجات ما يعني أن البطاطس الجديدة سوف يتم طرحها عما قريب في الأسواق الأوروبية· عن صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©