الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التهيئة والاستعداد النفسي للطلاب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة

التهيئة والاستعداد النفسي للطلاب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة
7 سبتمبر 2013 20:41
تتفاوت اهتمامات واستعدادات الأسر لاستقبال العام الدراسي الجديد، وعادة ما ترفع الأسرة «درجة استعداداتها»، وتستنفر اهتماماتها وإمكاناتها، وتعلن «حالة طوارئ» وكما هي الحال بالنسبة لجدول أعمال الأسرة، وعلاقاتها وارتباطاتها الاجتماعية، وبوجه خاص إن كان من الأبناء من هم في السنة النهائية من إحدى المراحل أو الحلقات الدراسية، كالثانوية العامة. ومن بين الأسر من يفوتها تأهيل أبنائها لتوديع أيام العطلة وما يرافقها من فوضى الوقت وعدم النظام الذي تتسم به أيام الإجازة الصيفية أوحتى من لديهم أطفال يلتحقون بالمدرسة للمرة الأولى أو نراهم على العكس من ذلك تماماً، ونجدهم يصدرون كثيراً من القلق والتوتر إلى أبنائهم. إذن كيف تستقبل الأسرة أول أيام العام الدراسي الجديد؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) - مما لا شك فيه أن التهيئة النفسية للطلاب باختلاف مراحلهم الدراسية من أهم العوامل المؤثرة في تكيفهم مع الحياة المدرسية الجديدة، سواء المستجدين منهم أو أولئك المنقولين إلى صفوف ومراحل أعلى، ومدارس أخرى أو أولئك الذين يلتحقون بالمدرسة للمرة الأولى، وهي مسؤولية مشتركة ومتكاملة بين الأهل والمدرسة، ومن ثم ينبغي على كل طرف القيام بدوره من أجل أن يكون العام الدراسي الجديد عاما مثمراً، وأن يتكلل بالنجاح والتوفيق لكل الأبناء الطلاب والطالبات. امتداد طبيعي تقول ميسرة الخالدي «موظفة وأم لطالبين»:« من الأهمية أن تستعد الأسرة التي لها أبناء في مراحل تعليمية مختلفة لاستقبال العام الدراسي الجديد بجدية خالية من القلق، فبعد أن توفر مستلزمات الأبناء من ملابس وزي مدرسي ومواد وكتب ولوازم دراسية، عليها أن تحدد وتختار وسائط النقل المناسبة، والاطلاع على جدول مواعيد الأبناء باختلاف مراحلهم، فربما تكون المرة الأولى التي يلتحق فيها أحد الأبناء بالمدرسة، فيجب أن يحصل على قدر وافر من التهيئة والمعلومات البسيطة الشائقة حتى يشعر بأن المدرسة امتداد لعملية تعليمية بدأت في البيت، وأن يبدأ الآباء في تأسيس المستوى التعليمي لأبنائهم حتى يجعلوا من المدرسة تجربة تعليمية أكثر إيجابية، وفي المقابل يجب أن تساعد المدرسة على هذا التشجيع، وأن يشعر الطفل الجديد تجاهها بالاطمئنان والحب والألفة». وتكمل مريم الفاسي« معلمة»: «التهيئة والاستعداد النفسي للطالب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة التي غلب عليها الراحة والتراخي والسهر إلى حالة أخرى تتسم بالنظام والمسؤولية والالتزام والاستيقاظ المبكر. وتلعب الأسرة دورا مهما في تهيئة أبنائها لبدء العام الدراسي الجديد سواء كانوا جدداً أو قدامى، ومساعدتهم على تكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة أو المرحلة الدراسية الجديدة التي التحقوا بها، وذلك من خلال التشجيع والحديث الإيجابي عن المدرسة ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، ومن الأهمية أيضاً إعداد الطفل للاعتماد على نفسه وتعليمه وتعويده على خلع حذائه وملابسه وارتدائها بمفرده، وتجهيز أدواته والحفاظ عليها وتسميتها بأسمائها، ومعرفة أماكنها واستعمالاتها. كما يجب تدريبه على مهارات الاختلاط بالأطفال والتعامل معهم، ويسهل ذلك بتوفير فرص عديدة للاختلاط بالأقران ممن هم في سنه من أبناء الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء، كما يجب تحذيره من العبث وهو في الحافلة المدرسية، وتجنب المخاطر، وعدم تلقي حلويات أو هدايا ممن لا يعرفهم أو الاستجابة لهم أو الخروج معهم من دون علم معلمة الصف أو إدارة المدرسة، مع مراعاة عدم تخويفه بشدة حتى لا يصيبه الفزع والخوف». أهمية التكيف ترى مديحة عزمي، المشرفة العامة على الأنشطة بمدارس النهضة الوطنية للطالبات، أن من الضروري مساعدة الطفل على عملية التكيف إذا كان يلتحق بالمدرسة للمرة الأولى، أما إن كان قد انتقل إلى صف أو مرحلة لاحقة فيجب متابعة اهتمامه وإشعاره بمدى الاستمتاع بالمرحلة الجديدة، كما يجب عدم إلقاء اللوم على المدرسة أو الهيئة التعليمية أمام الطفل، بل يجب ترغيبه في المدرسة ومدرسيها وزملائه فيها والتواصل المستمر مع المدرسة لمتابعة أحوال الطفل، وحل المشكلات التي تعترضه أولاً بأول بالتعاون بين الأسرة والمدرسة، ولا يفوت الأسرة التحري عن الأصدقاء الجدد، وبناء جسور الثقة بين الابن ومدرسته وزملائه ومعلميه، وتعويده النظام واحترام الوقت والعمل منذ اليوم الأول من الدراسة، ومراجعة سلوكياته ومواقفه المتوقعة خلال اليوم الدراسي، والتأكد من استيعابه المفاهيم البسيطة للحماية الذاتية، وبناء جسور الحوار والصراحة بينه وبين معلمته وأسرته. وتكمل عزمي: «من الأهمية أن يشعر الأم و الأب الطفل اهتمامهما من دون أن يظهرا له أي نوع من القلق، بسؤاله كيف قضى يومه الأول، كأن تتركه الأم يحكى لها ماذا فعل في يومه كله، وكيف تناول وجبته، والمواد التي قام بدراستها إذا أرادت ذلك، والزملاء الجدد الذين تعرف إليهم، وانطباعاته عن كل ما حدث له، وماذا طلبت المعلمة منه من واجبات أو تعليمات من خلال دفتر المتابعة الخاص به، وهل وجد صعوبة في اكتساب الأصدقاء، والوقوف على مدى استعداده لتأدية الواجبات، وكيف يعتمد على نفسه، ومناقشته وتشجعيه على ممارسة الأنشطة بالمدرسة، والتأكيد له أنها ستحرص على تكرار زياراتها للمدرسة». البداية الصحيحة من جانبه يرى فتحي قنصوة، مدرس اللغة العربية بالمدرسة الدولية بالعين: «بعض الأبناء يعانون الخوف والتوتر والقلق الذي يمنعهم من التأقلم مع الوضع الجديد، ويخلق مجموعة من الأعراض والمشكلات السلوكية التي لم تكن موجودة لديه، وذلك لنقص عملية التهيئة النفسية لكل ما هو غير مألوف، ومن ثم فإننا ننصح الآباء والأمهات والمعلمين بضرورة مساعدة الطلبة على البداية الصحيحة والإيجابية والهادئة والبعيدة عن الضغوط والتوترات باتباع بعض الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها تهيئة الأبناء الطلبة بالتحدث إليهم بود عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، والعمل على خلق شعور إيجابي وموضوعي للتغيرات التي حصلت في ذهن الابن، ومن الأهمية أن يشارك الآباء والأمهات الابن في إعداد وتجهيز مستلزمات العام الدراسي من ملابس ومواد مدرسية وغير ذلك، وتجنب تهميشه عند عملية شراء حاجيات المدرسة، وذلك للعمل على غرس الشعور الطيب والإيجابي للمدرسة». اهتمامات مشتركة ويضيف زياد ياسين، «مدرس» ويقول: «من المفيد للغاية أن نجعل الابن يشعر بأن الجميع يشاركون اهتماماته، وأن الأسرة بكاملها معنية به، وأن تجعله يستمتع بهذه الأوقات التي يقضيها في شراء حاجياته المدرسية، والعمل على خلق أحاديث إيجابية عن العودة إلى المدرسة وأهميتها وفوائدها بين أفراد الأسرة». كما يفضل أن يبدأ المعلمون استقبال الطلبة بشيء من الترحيب والابتسامة لخلق الألفة والعلاقة الطيبة مع الطلبة وأولياء الأمور، ويفضل أن يبدأ المعلمون بإعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلبة عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذا المرحلة مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد، وأن يعمل المعلمون والمربون على تعزيز النظرة الإيجابية والصحيحة في نفوس الطلبة لبلوغ أهدافهم من خلال العلم والتعلم. كما يحاول المعلمون التخفيف من المشاعر السلبية في حال وجدت عند الطلبة مع بداية العام الدراسي، وذلك عبر علاقات إنسانية قوية وحميدة وأخلاقية تشعر الطرفين بالاحترام المتبادل. المدرسة ليست مكاناً للتعلم وحسب من الطبيعي تتكون لدى الطلاب في اليوم الأول صورة وانطباعات أولية عن البيئة المدرسية يحملها معه طيلة العام، وتؤثر في علاقته بالمدرسة وتحصيله الدراسي، ولا سيما الأطفال، فعلى المدرسة اتخاذ خطوات تغرس في نفسية الأطفال الأمان، وتساعد على تكوين علاقة وطيدة بين الطالب والمدرسة، كما تيسّر توافق الطالب مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين وإداريين، والتكيف مع الجو المدرسي، والاستقلال عن الأسرة، من خلال الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم، وممارسة الأنشطة الترفيهية، والأناشيد الترحيبية، والعروض المسلية الهادفة المحببة بالمدرسة ، وتزيين المدارس والصفوف بشتى أنواع الزينة والألوان الجميلة والجذابة، بحيث يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر الفرح والبهجة، والسماح لأولياء الأمور مرافقة أبنائهم في اليوم الأول، وخصوصا الجدد منهم، وأيضاً من خلال إعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلاب عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد، ومتطلبات هذا المرحلة، مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد، ومن خلال حثهم على بذل الجهد وإذكاء روح التنافس بينهم وهذا بدوره يدفعهم إلى زيادة الدافعية لديهم نحو التعلم بكل همة ونشاط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©