السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاهدة وهبي: بقدر الدلع ترتفع أسهم الفنانات

جاهدة وهبي: بقدر الدلع ترتفع أسهم الفنانات
1 ديسمبر 2006 00:35
بيروت ـ هناء علاء الدين: جاهدة وهبي تصر على أن تبقى في موقعها الملتزم ليس فقط حيال الأغنية الوطنية بل الأغنية الجادة المعبرة عن أصالة الالتزام والانتماء· وهي في اطلالاتها الاخيرة منذ أن عصف العدوان بلبنان عبرت بصدق عن الانتماء لهذا الموقع من خلال ما قدمت· ثمة من يسعى لاستغلال القضايا الكبرى وفق ما يقال بالعامية (أن يركب الموجة) وهؤلاء هم فنانو المناسبات الذين يقتنصون الفرص لكن جاهدة وهبي تقول: ''نحن أساساً لا نحاول أن نستغل ولا ننتظر مناسبات معينة لنظهر فيها، نحن في عمل دائم ودؤوب في إطار الأغنية المتلزمة، وبرأيي يجب أن يكون الفن ملتزما بمبدأين مهمين: مبدأ الجدية ومبدأ الجمالية، فعندما يقدم الفنان من الاساس هذين المبدأين لا ينتظر مناسبة حرب أو غيرها لتقديم هذا الفن، لأن نهجه يكون مليئا بالأعمال الجيدة، حتى لو قدم أغنية حب تحمل مضامين جدية وكلمة جميلة فيها عمق وفلسفة· إننا نعمل على تقديم اللحن ونجرّب أن يكون جيداً وليس مسطّحاً بل نطرزه بمقامات وإيقاعات جميلة، ومن الأساس لا نتكل على البهرجات الظاهرية بل نتكل على أدائنا الذي عمّقناه بدراسات''· بذخ الأغاني وعما رأته خلال الحرب وكيفية تصحيح الوضع قالت جاهدة: ''رأيت في الحرب بذخا بالأغنيات الوطنية، وأي كان صار يغنيها، حتى الفنان غير الملتزم بشيء، من هنا سألنا كمواطنين وفنانين: هل يستطيع الناس ان يصدقوا فناناً غنى في هذه الفترة أغنية وطنية وهو بالأساس وقبل الحرب مساره وسلوكه الفني مغاير تماماً؟ ولا نستطيع أن نصدق هذه الأغنية لأنها وقتية وزمنية مرتبطة بالحرب· لعل هذه الحرب تشكّل وقفة ضمير عند الفنانين الذين كانوا يقدمون بالسابق أغنيات فيها إسفاف وابتذال أن يجربوا أن يقدموا فناً أقل شيء فيه أنه يرقى بمستواه الى مصاف ما أهرق من دماء· صراحة نخاف أن يجنحوا أكثر بعد الحرب، لأن البعض يقول إن الناس يريدون ما يخفف عنهم، فنخاف أن يتوجهوا أكثر بحجة التخفيف عن الناس نحو الابتذال والهرج والمرج''· وأضافت جاهدة: ''من هنا كان مسعانا دائماً كفنانين قبل الحرب وخلال الحرب وبعدها وهو تأسيس لحالة من الثقافة تكون دائمة ومعممة، إذ بالثقافة الجيدة نستطيع أن نواجه الحرب ونقاومها قبل أن تصل وبعد أن تصل ونقاوم كل تداعياتها، همنا أن نتكاتف لنؤسس لهذه الحالة من الوعي والثقافة التي تصير ثابتة، وأن يكون همنا الأول والأكبر هو الجيل الجديد والأطفال الذين عانوا ما عانوه في الحرب، وكانت تمرر لهم قبل الحرب أنواع من الغناء سخيفة جداً وتستغلهم في بعض الأحيان، همي هؤلاء الأطفال الذين عانوا مشاكل وصار عندهم الآن أزمات على المستوى النفسي، ويجب ان نقدم لهم الغناء لنساعدهم، حتى ولو كان بتعميم الفن والثقافة على المدارس والمؤسسات الثقافية ليخرجوا من هذه الحالة ولؤمنوا فعلاً أن وطنهم هذا هو وطن للحياة''· الفن والإعلام وعن محاولاتها لتقديم الأعمال الجيدة خصوصاً في الظروف الحالية التي فتحت أمامها الإعلام والاستمرار قالت جاهدة: ''خلال الحرب واكب الإعلام الكثير من الأعمال الجدية وغيرها، بينما كان في السابق غائب أو مغيب عنها، وكان يساهم بوعي أو بدون وعي بتسويق منتجات فنية سخيفة· وبعد الفترة التي خرجنا فيها من الحرب رأينا ان هناك بعض الفنانين الذين كان لهم متنفس ليظهروا في وسائل الإعلام، ولا أعرف إذا كانت هذه الحالة ستبقى، وعلى رغم ذلك هناك الكثير من الناس مغيبون ولا يصل صوتهم، بالتأكيد وسائل الإعلام لديها مسؤولية كبيرة، إضافة الى مسؤولية شركات الإنتاج التي نعاني منها ولا نزال، وهذه المعاناة هي التي أخرتني لهذا كنت أنتج لنفسي، وكنت كل فترة عندما أجمع إمكانية مادية معينة أسجل أغنية من حسابي الخاص، لأنني لا أؤمن أن شركات الإنتاج ستوافق معي على النهج وعلى الأغنيات الجدية التي فيها طابع وطني، وأنا أعمل دائماً ولا أتوقف، وأشارك في مناسبات ثقافية وحفلات ومهرجانات وهذه المهرجانات لها جمهور كبير وغفير، ومع هذا نبقى بحاجة الى وسائل إعلام ومجهود من الإعلاميين الجديين والجيدين ليطلّع كل الناس على نشاطنا وفننا ويقررون ما هو الجيد، وبدون هذه الوسائل والصحافيين يعتقد الناس أننا نائمون ولا نعمل، أو أننا ننتظر فرصاً لنظهر، أنا وأمثالي من الفنانين الدارسين والجديين موجودون وحضورنا قوي على رغم تغييب الإعلام لنا خصوصاً المرئي منه''· وختمت بالقول: ''سنبقى ننتج ونكافح على ما يحكم شركات الإنتاج في لبنان من منطق تجاري بحت· للأسف صار منطق الربح السريع هو السائد، والمنتج هو الذي يتحكم بالذوق حيث صار معياراً ما يقدمه للناس، مع أنه لا يوجد معيار· في السابق كنا نقول هذا فنان لديه أغنية جيدة وصوته جيد، ولكن الآن ما هو المعيار؟ فقد صار عالم الفن أشبه بعالم عرض الأزياء ترافقه موسيقى وكلمات، وبقدر ما تستطيع الفتاة أن تتدلع أمام الكاميرا تكون فنانة مهمة، وهذا فساد وإفساد· يقول المثل ''بعد الحروب ينظر الى الشعوب'' فإما أن يصير لدينا نهضة أو يصير هناك انحطاط أكثر وأكثر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©