الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سبعيني» بدبا الحصن يروي ذكرياته مع البدايات الصعبة في عالم التجارة

«سبعيني» بدبا الحصن يروي ذكرياته مع البدايات الصعبة في عالم التجارة
8 سبتمبر 2013 00:16
ياسين سالم (دبا الحصن) - بدأت تراوده أفكار التجارة وهو صغير منذ بداية الستينيات، فاتجه إلى أسواق رأس الخيمة واشترى أول حمولة من المواد الغذائية البسيطة ونقلها إلى دبا، ليبدأ أولى خطواته مع التجارة، إنه الوالد حسن بن محمد بن حسن النعيمي ليصبح بعد ذلك أول تاجر لبيع الأدوات الكهربائية في دبا الحصن. عن مشواره مع التجارة وأهم محطاته في الحياة يقول: طلبت من الوالد أن أتزوج فقال لي أولاً «كون نفسك من عملك» وبعدها فكر بأمر الزواج فنزلت علي هذه الكلمات كالصاعقة وقتها لم أتعود من الوالد رحمه الله هذه الشدة، فأخذت الموضوع على محمل الجد، وبدأت أفكر في التجارة، واستعنت بشخص اسمه علي الحمر رحمه الله، وهو من رأس الخيمة ويقيم في دبا ويملك سيارة، واتفقت معه على نقل المواد الغذائية البسيطة مثل السمن والقهوة والسكر والبهارات من رأس الخيمة إلى دبا مقابل أجرة لا تتعدى 100 درهم في الشهر، وكنا نمر على البيوت ونبيع البضاعة، بعد ذلك افتتحت بقالة صغيرة بجانب مبنى الحصن القديم في دبا الحصن. واتجهت إلى تجارة الأدوات الكهربائية، كان ذلك في بداية السبعينيات بعد قيام دولة الخير والعطاء على يد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقمت بشراء ثلاث ثلاجات من خورفكان وتم بيعها في دبا الحصن على الفور بعدها توسعت في شراء أنواع أخرى من الأدوات الكهربائية مثل المكيفات والتلفزيونات والغسالات والمكانس. ورغم مرور أكثر من 50 سنة على ممارسة مهنة التجارة إلا أن حسن النعيمي، الذي تجاوز عمره 70 سنة يمارس مهنته بكل حب ونشاط وحيوية إلى اليوم فهو يتجه إلى «الحفيز» أي المحل التجاري حسب مصطلح أهل الإمارات منذ القدم من الساعة الثامنة صباحا كل يوم حتى آذان الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى دخول وقت صلاة المغرب. وعن أهم ما تعلمه خلال مسيرته الحافلة، يقول النعيمي معرفة الناس، والصبر أهم ما تعلمته خلال ارتباطي بالتجارة ولم يطرق باب المحل شخص إلا ولبيت له طلبه، خاصة الذين يشترون بالتقسيط، فالكل ملتزم بدفع ما عليه من مبالغ للمحل ولم يحدث قط أن اتجهت إلى المحكمة أو الشرطة لطلب أشخاص غير ملتزمين بدفع ما عليهم من مبالغ، وهذا يؤكد أخلاق والتزام وصدق وأمانة أهالي هذه المناطق وحرصهم الشديد على تأدية ما عليهم من حقوق. وحول تقييمه للتجارة بين الماضي والحاضر، يقول النعيمي التجارة في الماضي قائمة على البساطة مع وجود مشقة في عملية الانتقال والمواصلات، فجلب البضاعة من رأس الخيمة أو الشارقة أودبي يتطلب الانتظار أسابيع حتى تتمكن من الحصول على سيارة لنقل البضاعة أوالسلعة?، ولي قصة في هذا الجانب، فقد فكرت مرة أدخل تجارة الأسماك واتفقت مع شخص لديه سيارة ذات دفع رباعي على نقل الأسماك من ميناء دبا للشارقة، ونحن في طريقنا إلى هناك تعطلت «الفرامل والإطارات» بسبب وعورة الطريق فاضطررنا إلى تفريغ السيارة من شحنة الأسماك، لأنها أصبحت فاسدة وهذه من الدروس التي تعلمتها، وهي عدم المجازفة والخوض في كل شيء، بل لابد من التخطيط والدراسة والتفكير العميق قبل الإقدام على العمل. وأضاف: بعض النتائج قد تكون سبباً في نهاية مشوار شخص كان يأمل أن يشق طريقه نحو النجاح، أما التجارة في الوقت الراهن فقد أصبحت مكلفة، حيث كنا نشتري الثلاجة بألف أو800 درهم واليوم تصل قيمتها إلى 3000 درهم للحجم ذاته مع اختلاف واضح في الجودة لصالح البضاعة القديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©