الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نعم.. عاقب طفلك ولاتهينه

نعم.. عاقب طفلك ولاتهينه
7 سبتمبر 2013 20:43
أبوظبي (الاتحاد) - قد يلجأ الآباء والأمهات أو المعلمون إلى عقاب الطفل، عندما يفشلون تماماً في توجيه الطفل ناحية السلوك السليم أو لعدم استجابته لما يطلب منه. وفي أحيانٍ كثيرة يكون من الصعب أن يفيد العقاب إن لم يستند إلى علاقة حب عميقة بين الطرفين. أحياناً قد يخطر ببال الطفل عندما يمنعه الأهل من اكتشاف سر اللعبة التي يلعب بها مثلاً، أن يفككها لمعرفة هذا السر كعالم عجيب غريب يستحق أن يدخل في مغامرة لاكتشافه، وقد تنتهي به هذه المحاولة إلى تحطيم اللعبة نفسها وإفسادها أو أن يصدر عنه ما يسيء إلى الأهل، لأن الأم أعلنت غضبها منه من دون سبب واضح. لكن.. كيف نعاقب الابن؟ وهل نعاقبه فور اقترافه مثل هذا الخطأ أو نؤخر العقاب إلى وقت آخر؟ وكيف يمكن أن يحقق العقاب هدفه من دون أن نشعر الطفل بالإهانة؟ استشاري الطب النفسي، الدكتور محسن خليل، يوضح أبعاد العقاب التربوي، ويقول:« إن الأسرة عادة ما تختار أسلوبها في تربية الطفل، ثم تطبق هذا الأسلوب وقد تتجاهل تماماً الأحاسيس والمشكلات التي تدور في أعماق الطفل، وهناك رأي يقول إن الأب لا يجب أن يعاقب ابنه فور ارتكابه الخطأ لأن الأب يكون في حالة غضب، لذا يجب تأجيل ميعاد العقاب إلى وقت يكون فيه الأب أكثر هدوءاً، لكن عادة لا يمكن تطبيق ذلك، لأن أقدر الآباء تحكماً في نفسه عندما يغضب من ابنه يرغب في معاقبته على الفور.هذا لا يعني أن ننتهز أي خطأ للابن ونصدر سلسلة متتابعة من قرارات العقاب أو نبادر لإشباعه لكماً وصفعاً وضرباً إنما يجب أن نهدأ وأن نزيل على قدر الإمكان مشاعر الغضب والغيظ من قرار العقاب». يكمل الدكتور خليل:« إن ضرب الطفل على يديه باليد أو ضربه على مؤخرته قد يكون مناسباً لتقويم سلوك الطفل. على الرغم من أن هناك أماً تقع في هوّة الندم لمدة ساعات لو فعلت ذلك. وهناك طفل قد يغضب بعنف من هذا الأسلوب المهين. وهناك أسلوب «حبس» الطفل لمدة دقائق في حجرته، وقد يجعله ذلك يأتي باكياً معتذراً. وقد يثير هذا الحبس أيضاً جنون الابن ويسبب له التعاسة البالغة، ويظل يبكي ويصرخ، وهناك أسلوب حرمان الطفل من جزء من مصروفه أو منعه من مشاهدة التلفزيون أو الخروج إلى الفسحة أو منعه من مزاولة نشاط يحبه في المدرسة. العقاب على أي حال عندما يكون عادلاً، فهو يؤكد في نفس الطفل الإحساس بالعدل، لكنه عندما يكون عقاباً ظالماً فهو يؤدي إلى فقدان الإيمان بالقيم الأخلاقية. ولهذا لا بد من التدقيق جيداً، وبسرعة في اختيار العقاب المناسب. «العقاب المناسب»، مفهوم يختلف حوله كثيرون، وعلينا أن نعرف أن العقاب لن يصلح حال إنسان سيئ السلوك ليجعل منه إنساناً رائع الخلق، وإن استشعر الطفل بالإهانة من عقابه، انعكس ذلك على شخصيته بالسلب، وافتقد ثقته بنفسه، فإذا كانت هناك مشكلة أعمق من التصرف الخاطئ، وقد تكون هذه المشكلة كامنة في أعماق الابن. فتأديب الطفل لا بد أن يتم في إطار من الحب العميق والاحترام الأصيل بين الطفل ووالديه أو معلميه لأن هذا الحب وهذا الاحترام يسهمان إلى حد كبير وأساسي في تعليم الطفل السلوك المناسب والمهذب منذ الطفولة المبكرة، والعقاب هو وسيلة لتعديل تفكير الطفل بضرورة العودة إلى السلوك الصحيح، وحتى نوضح له ما هو الصواب وما هو الخطأ، وإن لم يدرك ذلك فإن العقاب يصبح بلا جدوى. ويؤكد الدكتور خليل أن مهمة الأم أو المعلمة توضيح ما هو الصواب وما هو الخطأ للطفل، وأن تكون من البداية في منتهى الحزم والحسم، بدلاً من أن تلجأ إلى العقاب في الوقت الذي يكون فيه قد مضى على الطفل وقت طويل وهو بعيد عن السلوك السليم. إن مهمة تأديب الطفل مهمة شاقة، ويجب ألا نغضب لو واجهنا الفشل أحياناً، وعلينا أن نحاول تحسين أخلاق الطفل دائماً عن طريق الرقابة على أنفسنا، فلا يمكن أن نعاقب طفلاً لأنه ينطق ألفاظاً نابية ننطقها نحن ببساطة. ولا يمكن أن نعاقب طفلاً يتصرَّف على مائدة الطعام من دون التقيد بقواعد استعمال الشوكة والسكين ونحن لا نفعل ذلك. إن الابن في سلوكه أولاً وأخيراً هو مرآة لأسرته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©