أزهار البياتي (الشارقة) - لطالما كانت الهند منبعاً للأفكار والمفنون والمبتكرات، وملهماً لكثير من المصممين والفنانين حول العالم بما تمتلكه من سمات الحضارة والثقافة والتاريخ، ليغرفوا من كنوزها الدفينة وتراثها العريق، وخلال السنوات الأخيرة أصبحت أنظار العالم كلها تتجه لأهم مدنها الجميلة، كمومبي ونيو دلهي، حيث يحتفل هناك كل صنّاع الموضة والجمال، بالنخبة المتميزة من المصممين الهنود، وهم يقدمون أحدث نتاجهم الفني والإبداعي عبر أسابيع موسمية للموضة والأزياء.
فعالية بارزة
يعد أسبوع الزفاف الهندي واحداً من أهم المهرجانات والفعاليات الفنية على الإطلاق، حيث يستقطب من خلال منصاته المبهرة أسماء لامعة لدور أزياء اشتهرت بصناعة الملابس وابتكار آخر خطوط الأناقة والذوق الرفيع، مؤثرة بدورها في اتجاهات الموضة العالمية، وواضعة بصمتها الخاصة عليها، حيث قدمت العاصمة «نيو دلهي» منذ أسابيع أسبوعها المميز لعروس 2013، ليتبارى من خلاله الصفوة من مصمميّ الأزياء الهنود، مع بعض المواهب الصاعدة من جيل الشباب، مقدمين جميعاً رؤيتهم الجديدة في هذا المجال.
وتحت مظلة واحدة اجتمع كل المهتمين بصناعة الموضة، بمن فيهم الإعلاميون، التجار، والنخبة من النجوم والنجمات لعالم «بوليوود»، وكأنهم على موعد مع الفن والخيال، محتفين بآخر مبتكرات الأزياء والمجوهرات، لتستعرض من هناك وعلى مدار أيام متتاليات، تشكيلات متعددة من الأزياء، الأفكار، والمبتكرات، مختزلة في مجملها مشهد تطور الموضة الهندية في المواسم القادمة راصدة ارتقاءها اللافت، والتي تحولت من دون شك لمنافس قوي للطراز الغربي والأوروبي، مما رفع من المستوى الفني لأسابيع الموضة الهندية في الآونة الأخيرة بشكل عام، وجعلها أقرب ما تكون لأهم ما تقدمه عواصم الأناقة حول العالم، كـ»ميلانو، باريس، ونيويورك، وروما».
طراز وهوية
حافظ العديد من الأسماء المعروفة في هذا المجال على طرازها المعهود وهويتها الآسيوية والهندية على وجه الخصوص، آخذين من سمات حضارة بلادهم وتراثها الأصيل عناصر جمالية مؤثرة، تحمل ملامح من فنون الزخرفة والتطريز والشغل اليدوي المميز الذي اشتهر هناك، مؤطرين نماذج كلاسيكية من الخطوط العريضة لطراز الملابس الهندية، مضيفين لمسات إبداعية مبتكرة على بعض القطع والموديلات، لتظهر تصاميم متنوعة قد تبدو تقليدية للوهلة الأولى، ولكنها تحمل في مضمونها مزيجا متناغماً من ثقافتي الشرق والغرب بآن واحد، حيث ظهر عبرها تركيز جلي على قوة تأثير الألوان الحميمية الحارة وحضورها الطاغي، مع عناصر مترفة من الشك اليدوي الدقيق بالأحجار الملونة والستراس، خاصة بالألوان المعدنية من الذهب والفضة، والذي عادةً ما يميّز فنون الهند اليدوية بشكل عام.
كما قدم الجيل الصاعد من المصممين الشباب خلال هذا الأسبوع، شيئاً من مبتكراتهم وأفكارهم الجانحة نحو التغريب، مستحضرين بتصاميمهم أنماط مختلفة من القطع المستقاة من الثقافة الأوربية في أسلوب الملابس والأكسسوارات، سواءا لناحية القصّة أو الموديل، حيث استعرضت على المنصة العديد من الفساتين القصيرة، والتنانير الفضفاضة، مع القمصان المفتوحة فوق سراويل ضيقة تلتصق بالساقين، في محاكاة معاصرة لطراز البساطة والعملية التي يحبذها الشباب.
عروض مهمة
من ضمن العروض المهمة، قدمت المصممة الهندية «ميرا» وزوجها المصمم العريق «مظفر علي» باقة بديعة من الأزياء الزاهية الألوان، من تلك التي تتمتع بجماليات الزخارف الهندية مع الحس المتطور للطراز الساري الهندي، أي بمعنى آخر توليفة منسجمة لملابس كلاسيكية الملامح، منغمّة بحداثة عصرية ومدروسة لأقصى الحدود.
كما قدم الزوجان شين وفلاجوني بيكوك مجموعة جذابة من القطع والموديلات، وحيث كللت رؤوس العارضات تيجان ملونة من الزهور، فوق نماذج تقليدية تشي بطراز التراث الهندوسي القديم، مع مطرزات ذهبية كثيفة التفاصيل توزعت بكرم على كل قطعة وموديل. أما المصمم الشاب راجهفيدرا راثور، والذي يعتبر من المجددين في اتجاهات الموضة الهندية، معتمداً على رصيده الفني الكبير وعمله لسنوات مع كل من المصمم العالمي أوسكار دي لارينتا ودكني، فقد قدم تشكيلة استثنائية من الأزياء، وميزها بإطار أنيق من الكلاسيكية المعاصرة والحداثة المنمقة، مع رؤية مختلفة تؤكد موهبته وفنه الرفيع.
عدد اليوم
