عنف واعتقالات في جولة الإعادة للانتخابات المصرية

شهدت جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية المصرية أمس أحداث عنف وإطلاق نار ومصادمات بين أنصار المرشحين وإتلاف صناديق انتخابية في عدد محدود من الدوائر الانتخابية بمحافظات الدقهلية والغربية وشمال سيناء وقنا وأسيوط أسفرت عن إصابة نحو 15 شخصا بينهم ضابط شرطة وإلقاء القبض على نحو 60. ففي دائرة “بئر العبد” بمحافظة شمال سيناء وقعت اشتباكات بين أنصار المرشحين أسفرت عن إصابة 6 بينهم ضابط شرطة وتم نقلهم إلى مستشفى بئر العبد والقت قوات الأمن القبض على نحو 40 من مثيري الشغب. وفي قرية “برما” بدائرة مركز طنطا تبادل أنصار المرشحين إطلاق النار واسفر عن إصابة خمسة وإلقاء القبض على ثمانية. وفي قرية “الدوير” بمحافظة اسيوط وقعت مصادمات بين أنصار المرشحين أصيب خلالها أربعة والقي القبض على ستة. وفي قرية “ابوجلال” بدائرة شربين بالدقهلية اقتحم أحد المرشحين وأنصاره اللجنة الانتخابية وتمكنوا من إتلاف 14 صندوقا انتخابيا قررت اللجنة العليا للانتخابات استبعادهم من الفرز. وشهدت دائرة “الرئيسية” بقنا - حسبما ذكر اللواء طارق عطية المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية - اطلاق نار عشوائي بين المزارع بين انصار المرشحين وقامت قوات الامن بتمشيط المنطقة والسيطرة على الموقف. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية ان ما شهدته جولة الإعادة أمس من أحداث شغب وعنف بين أنصار المرشحين كانت محدودة نتيجة لارتفاع حدة المنافسة بين المرشحين ولم تؤثر على سير العملية الانتخابية في مجملها. معربا عن أسف وزارة الداخلية لوفاة أربعة وإصابة 47 شخصا نتيجة العنف الانتخابي الذي شهدته الجولة الأولى للانتخابات يوم الأحد الماضي. وقد جرت جولة الإعادة امس في 166 دائرة انتخابية لشغل 283 مقعدا من بينهم 269 مقاعد عامة و14 مقعدا للمرأة وسط منافسة بين 566 مرشحا ومرشحة، من بينهم 383 من الحزب الوطني و167 مستقلا و16 يمثلون احزاب المعارضة من بينهم 9 من حزب الوفد و6 من حزب التجمع ومرشح واحد لحزب السلام الديمقراطي. وكانت الجولة الأولى للانتخابات التي جرت “الأحد” الماضي قد اسفرت عن حسم 221 مقعدا من بينها 173 من المقاعد العامة و48 لمقاعد المرأة، وحصد الوطني 209 مقاعد والمستقلون 7 والمعارضة الحزبية 5 من بينهم 2 للوفد ومقعد واحد لكل من أحزاب الغد والعدالة الاجتماعية والتجمع التقدمي. وأكد الحزب الوطني انه استطاع حسم 114 مقعدا في جولة الإعادة أمس نظرا لان المتنافسين على هذه المقاعد هم من مرشحي الحزب، بالإضافة إلى 75 مقعدا آخر في نفس الجولة لان طرفي الإعادة فيها من أبناء الحزب سواء كانوا من المرشحين الأصليين أو من المستقلين من أبناء الحزب الذين خاضوا المجمع الانتخابي.وقد خاض 8 من مرشحي حزب “الوفد” جولة الإعادة أمس بالمخالفة لقرار الحزب بالانسحاب وهم رامي لكح بدائرة “شبرا” بالقاهرة وعمران مجاهد بدائرة “الزرقا” بدمياط وفؤاد بدراوي بدائرة “نبروة” بالدقهلية وطارق سباق بدائرة “روض الفرج” بالقاهرة ونافع هيكل بدائرة “الصف” بمحافظة حلوان ومحمد المالكي بدائرة “الجمالية” بالقاهرة وماجدة النويشي على مقعد المرأة بالاسماعيلية وعاطف الاشموني بدائرة “المطرية” بالقاهرة. بينما رفض المرشح التاسع محمد مصطفى شردي خوض الانتخابات بدائرة “المناخ” ببورسعيد متمسكا بقرار الانسحاب. ومن المقرر ان تجتمع الهيئة العليا لحزب “الوفد” “الاربعاء” القادم للنظر في توقيع عقوبة الفصل من عضوية الحزب للمرشحين الثمانية لمخالفتهم قرار الحزب بالانسحاب من جولة الاعادة. ونفى المستشار سامح الكاشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا المصرية للانتخابات صدور حكم من القضاء الإداري ببطلان انتخابات الإعادة التي جرت أمس. وقال إن اللجنة ليست لديها ولاية الفصل في القضايا والنزاعات المقامة بين المرشحين وان إقامة استشكال في التنفيذ يحقق أثرا واقفا للحكم المطلوب تنفيذه حتى لو أقيم أمام قضاء غير مختص. وأكد الكاشف ـ في مؤتمر صحفي أمس ـ انه فيما يتعلق بأحكام القضاء فقد أصدرت اللجنة العليا للانتخابات تعليماتها بتنفيذ كافة الأحكام الصادرة من القضاء الإداري ما دامت لا يعترضها عائق قانوني متمثلا في إقامة استشكال في التنفيذ من المرشح المنافس أما ما لا يعترضها أي عائق قانوني فيتم تنفيذها فورا. وأكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار السيد عبدالعزيز عمر أن 3 قضاة تقدموا باعتذارات عن عدم الإشراف على اللجان الانتخابية العامة في جولة الإعادة أمس وأن 2 من الثلاثة بررا موقفهما بالانسحاب نظرا لأسباب صحية فيما قال الثالث إن عدم مشاركته يعود الى أسباب خاصة. وقال إن القضاة الثلاثة هم المستشار أيمن الورداني أحد أعضاء اللجان الانتخابية العامة بشمال سيناء والمستشار جمال عبدالناصر أحد أعضاء اللجان الانتخابية العامة بسوهاج والمستشار وليد الشافعي أحد اعضاء اللجان الانتخابية العامة في البدرشين بمحافظة السادس من أكتوبر. وقرر النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود اخلاء سبيل الدكتورة مؤمنة كامل الفائزة بمقعد المرأة بالسادس من أكتوبر وعمرو خفاجي رئيس تحرير صحيفة “الشروق” الخاصة وهشام المياني المحرر بالصحيفة من سراي النيابة بضمان مالي قدره 20 ألف جنيه لكل منهم مع إحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات الجيزة بتهم السب والقذف عن طريق النشر بحق المستشار وليد الشافعي. ونسبت النيابة خلال التحقيقات إلى الدكتورة مؤمنة كامل القيادية بالحزب الوطني وعمرو خفاجي وهشام المياني تهم السب والقذف بطريق النشر لموظف عام مكلف بأداء خدمة عمومية تتمثل في الإشراف على انتخابات البرلمان من خلال حوار اجرته الصحيفة مع الدكتورة مؤمنة كامل تضمن عبارات سب وقذف في حق القاضي وليد الشافعي المشرف بلجنة الانتخابات العامة في البدرشين بمحافظة السادس من اكتوبر وفقا لما نشرته الصحيفة. وشهدت دائرة أول المحلة الكبرى امس تنازل احمد الشعراوي مرشح الوطني المنشق على مقعد العمال من خوض جولة الإعادة أمام المرشح المستقل محمود الخزويلي الذي أعلن ناجي الشهابي رئيس حزب “الجيل” انضمام الخزويلي لحزب “الجيل” قبل يومين وانه خاض جولة الإعادة أمس كمرشح للحزب. وقال الشهابي انه اخطر اللجنة العليا للانتخابات بذلك. وسارع الحزب الوطني بنفي وجود صفقة بينه وبين حزب “الجيل”. وقال إنه ليس له أي علاقة بالمرشح محمود الخزويلي. فيما نفى مجدي عاشور مرشح “الإخوان” بدائرة “النزهة” بالقاهرة واقعة اختطافه على يد عدد من الإخوان لثنيه عن خوض انتخابات الإعادة. وأكد عاشور ـ في تصريح له على شاشة التليفزيون الرسمي خلال مداخلة لبرنامج “مصر النهاردة” على الفضائية المصرية والقناة الثانية ـ أنه لا صحة لواقعة اختطافه وأن شقيقه تسرع في تقديم بلاغ يتهم فيه الإخوان بخطفه، مشيرا إلى أن الإخوان لا يخطفون أحدا.