السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» يحتفي برواد العرس التراثي

«أبوظبي الدولي للصيد والفروسية» يحتفي برواد العرس التراثي
8 سبتمبر 2013 12:25
على مدى أربعة أيام حافلة بمطالعة أشكال التراث العربي الأصيل، عاشها عشاق الهوايات العربية الأصيلة، عبر أنشطة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي أنهى فعالياته مساء أمس بعد مسيرة مبهرة، احتفى خلالها برواد العرس التراثي، الذي تستضيفه أبوظبي سنوياً، ونجح في استقطاب عشرات الآلاف من المهتمين بهذا اللون الفريد من التراث الإماراتي، الذين جاؤوا من أنحاء العالم جنباً إلى جنب مع أبناء الإمارات ليشاركوهم الاحتفال بجزء مهم من موروثهم الحضاري، والتعرف على عوالم الفنون والإبداع المرتبطة بالصيد والفروسية. أحمد السعداوي (أبوظبي) - في جنبات المعرض الذي أنهى فعالياته مساء أمس انتشرت ملامح الاهتمام الجميل بعالم الصيد والفروسية، بين مبدع في صناعة الأسلحة يدوياً، وآخر يضيف لمسات خاصة إلى سيارة تستخدم في طلعات الصيد، وثالث يصطحب أولاده ليبدأ معهم أولى خطواتهم في عالم الهوايات العربية الأصيلة عبر الرؤية المباشرة لكل ما يتعلق بها وأدوات ممارستها، كما لا يخلو المشهد من إبراز لجهود الدولة في حفظ التوازن البيئي الذي يؤثر بشكل فعال على حياة الصقور والسلوقي، وغيرها من الحيوانات والطيور التي استخدمها ولا يزال الإنسان الإماراتي في ممارسة هواياته المفضلة التي تتناسب مع البيئة الصحراوية التي نشأ وعاش فيها على مدى مئات السنين. صناعة السكين المستخدمة في عمليات الصيد، كانت من الفعاليات المهمة التي تصدرت مدخل المعرض وجذبت الكثيرين لمتابعة أساليب الصناعة اليدوية لأنواع من السكاكين مختلفة الأشكال والأحجام. جمال وصلابة الشاب المواطن محمد الأميري، قام بهذا العرض الحي أمام جمهور المعرض، بالاستعانة ببعض الآلات الحديدية، وتقديم فيلم تسجيلي قصير يبين للجمهور مراحل صناعة السكاكين منذ صهر الحديد وحتى تلميع النصل ووضع السكين داخل الغمد استعداداً لبيعها إلى مستخدميها. يقول الأميري، إنه يشارك في معرض الصيد والفروسية منذ سبع سنوات من خلال جناح الشركة التي يمتلكها وتخصصت في عمل أنواع كثيرة من الأسلحة المستخدمة في الصيد والفروسية، غير أن السكاكين المصنوعة بشكل يدوي، تمثل أهمية خاصة لدى ممارسي الصيد، لما تتميز به من جمال وصلابة وقدرة على تلبية حاجات مستخدميها، الذين يحرصون على اقتنائها كقيمة فنية وأداة للصيد في الوقت ذاته. ويبين أنه يحاول باستمرار تثقيف الناس وتعريفهم بأدبيات الصيد، وإمدادهم بمعلومات غزيرة عن عالم الصيد وأدواته، من خلال أساليب متنوعة، غير أن أكثر ما يجذب الكثيرين هو الأعمال والتجارب الحية التي تجرى أمامهم، وهو ما جعله يفكر في تجربة عمل السكين أمامهم بشكل مباشر والإجابة على كل أسئلة الجمهور المتعلقة بأدوات الصيد وأنواعها ومعايير جودتها. ويذكر أن خطوات صناعة السكين تبدأ بإحضار ألواح الحديد ووضعها جنباً إلى جنب ونقوم بلحامها سوياً، بحسب الطبقات التي نحتاجها والتي تصل إلى عشرات الطبقات، وذلك داخل أفران درجة حرارتها حوالي 2000 درجة مئوية، إلى أن يتغير لون الحديد إلى اللون الأصفر. ويلفت إلى إمكانية مزج أكثر من نوع من الحديد خلال عملية الصهر واللحام، ما يمنح الحديد صلابة ومرونة في ذات الوقت. أحجار كريمة ويشير الأميري إلى أنه بعد الانتهاء من عملية الصهر واللحام يتم تقطيع الحديد وتجهيزه وتنقيته من الشوائب، ثم معالجته حرارياً، أما تلوين السكين، واحتفاظه بلونه الأسود أو لونه الفضي، يحتاج إلى مراحل أخرى، حيث يتم وضع السكين في أحماض تساعد على إبراز النقوش الموجودة عليه، وأشار الأميري إلى أن اللون الأسود يتميز بصلابته العالية، بسبب ارتفاع نسبة الكربون فيه بينما السكاكين ذات اللون الفضي، ذات متانة أقل، كون نسبة الكربون الداخلة في الحديد الخاص بها، أقل من السكاكين السوداء. وعقب كل ما سبق يتم وضع المقابض له وتلميع السكين، ثم يتم وضعه في بيت السكين “الغمد” استعداداً لطرحه على الجمهور. وتتفاوت أسعار السكاكين، من 550 درهماً وتصل إلى خمسين ألف درهم، بحسب دقة الصنع والأحجار الكريمة التي تضاف إلى بعضها. صندوق خليفة ومن شباب الإمارات ذوي اللمسات المميزة في المعرض، محمد سعيد مصبح الكتبي، صاحب أحد المشروعات القائمة بتمويل من صندوق خليفة، والذي حمل اسم “الجرناس”، (الجرناس هو أحد أسماء الصقور)، والمشروع يهتم بأدوات الصيد وأساليبه المختلفة. يقول الكتبي، إن أهم الأفكار التي شارك بها ضمن فعاليات الصيد والفروسية، هي مجموعة من الإضافات تم تزويدها إلى سيارة ذات دفع رباعي تستخدم في الصيد، حيث تم تزويدها بكشافات إضافية تتيح مجالا أوسع للرؤية لمرتادي الصحراء في الليالي غير المقمرة، وأضيفت إليها فلاتر خاصة بتسريب الماء لتساعد السيارة على السير في الأماكن التي بها ماء غزير فلا تتعطل وتتسبب مشكلات لراكبها أو تؤدي إلى انقطاع السبل، والسيارة أيضاً مزودة بأدوات جر إضافية، وإطارات كبيرة الحجم تساعد على قوة أدائها، وتمنح أمانا أكثر لقائدها. ويلفت إلى أن هذا النوع من السيارات يلقى إقبالاً كبيراً من أبناء الإمارات، الذين يعشقون الصحراء على اختلاف أعمارهم، حيث يشترك الجميع تقريباً في حب الطلعات الصحراوية وممارسة القنص في مواسمه المختلفة باعتباره أهم الهوايات الإماراتية التي يحبها الجميع صغاراًِ وكباراً.. الرفق بالحيوان البيئة والحفاظ عليها، وعلى الطيور والحيوانات الموجودة بها والتي يستخدم كثير منها في أغراض الصيد، كانت من الموضوعات المهمة داخل معرض الصيد والفروسية، وهو ما بدا واضحاً من خلال الجناح الضخم للبرنامج الوطني للرفق بالحيوان، وأكده مدير البرنامج، وليد مبارك الشكيلي، الذي أوضح أن المشاركة في هذه الفعالية الضخمة، جاءت من أجل نشر ثقافة الرفق بالحيوان في المجتمع وتوعيته وإرشاده بأهمية وكيفية المحافظة على الحياة الفطرية، وتأصيل ثقافة الالتزام بالقوانين واللوائح والأنظمة الصادرة بتنظيم شؤون الحيوان لخلق دافع ذاتي واحترام تنفيذها. ويسعى البرنامج إلى المحافظة على سمعة دولة الإمارات في شأن الرفق بالحيوان والمشاركة في الفعاليات المحلية والعالمية التي من شأنها دعم جهود البرنامج، ورفع كفاءة المتطوعين والاستفادة من ذوي الخبرة في المجال الحيواني. ويهدف البرنامج، بحسب الشكيلي، إلى تعريف الناس باتفاقية سايتس “CITES”، والتي تنبه إلى ضرورة عدم تداول مشتقات منتجات الحيوانات المهددة بالانقراض والمذكورة في الاتفاقية الدولية، التي تعتبر الإمارات واحدة من أولى الدول التي وقعت عليها، وتلتزم بكافة المعايير والشروط التي تشتمل عليها الاتفاقية، حيث يجب على من يريد أن يمتلك أحد مشتقات الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل جلودها وأجزاءها المختلفة أو حتى الحيوانات المحنطة، يجب عليه أن يحصل على ترخيص من قبل وزارة البيئة الإماراتية، أو يحصل على شهادة السايتس من الجهة التي تبيعه أحد هذه المشتقات. ومن الرسائل التي يسعى البرنامج الوطني للرفق بالحيوان إلى توصيلها عبر وجوده في المعرض، التحذير من امتلاك حيوانات مفترسة، واستخدامها كحيوانات أليفة، وهو سلوك يتبعه البعض بغرض التباهي وحب امتلاك أشياء نادرة، وهذا يؤدي إلى حدوث عديد من المشكلات، منها احتمال نقل أمراض خطيرة، عدوانية هذه الحيوانات التي تهدد سلامة ملاكها وسلامة المجتمع، حين خلق الله سبحانه وتعالى هذه الغرائز العدوانية في تلك الحيوانات، حتى تتمكن من العيش في الغابات والبراري التي خلقت لتعيش بها. لوائح ونظم وينبه، الساعين إلى امتلاك هذه الحيوانات، إلى ضرورة السؤال عن اللوائح والنظم والقوانين الخاصة بالحيوانات البرية والزواحف، لمعرفة مدى إمكانية امتلاكها، ومعرفة مصدر الحيوانات وقانونية تداولها للبيع والشراء من خلال الجهات الحكومية المختصة، وطرق الاســتيراد القانونية، ومدى تأثير امتلاكنا لها على تكاثرها وحمايتها من الانقراض، وغيرها من الاستفسارات التي يجب معرفتها، والنتيجة المنطقية لها تقول إن تربية الحيوانات المفـترسة كحيوانات أليفة خطأ يدفع ثمنه سلامة وصحة الكثير ممن قتلوا هذه الحيوانات وساهموا في انقراضها. ومن أهم أهداف المشاركة في المعرض، التي يوضحها الشكيلي، التعريف بالحيوانات والطيور الإماراتية المهددة بالانقراض، من أجل المساهمة في الحفاظ عليها، باعتبارها ملمحا بيئيا خاصا بدولتنا يجب الاعتزاز به والحرص على عدم اندثاره، بل إكثاره بكافة الجهود والسبل التي ترعاها كثير من مؤسسات الدولة، اتباعاً لنهج قادة الإمارات، الذين أصلوا في شعب الإمارات كيفية الرفق بالحيوان وحماية الأجناس من الكائنات والحيوانات المهددة بالانقراض. فن التعامل مع الطيور أبوظبي (الاتحاد) - سيف المزروعي (6 سنوات)، وأخيه علي (4 سنوات)، كانا برفقة والدهما في زيارة المعرض، مستمتعين بأجوائه المبهرة وفعالياته التراثية الفريدة، وقال سيف إنه يحب الطيور العربية مثل الصقر وأحياناً يخرج مع والده في طلعات الصيد، ويتعلم منه أشياء بسيطة عن التعامل مع الطيور وكيفية صيدها، كما يتعلم أيضاً ركوب الجمال ويحاول التعرف على الطريقة التي كان يعيش بها أجداده ويعتزون بها. وذكر أن زيارته للمعرض جعلته يعرف عن البنادق والأسلحة المستخدمة في الصيد، متمنياً أن يكبر بسرعة حتى يستطيع استخدامها، على حد تعبيره. الوالد خلفان المزروعي الموظف في بلدية أبوظبي، أشاد بمعرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية، وجهود القائمين عليه الذين أوصلوه لهذا المستوى العالمي، خاصة مع تنوع الفعاليات وقدرتها على اجتذاب جميع الفئات العمرية، حتى أن كثير من الأسر تنتظره من العام إلى العام، حتى يستطيعوا أن يحققوا بين أبنائهم وماضي الأجداد جسراً للتواصل بطريقة جذابة ومحببة إلى قلوبهم عبر الفعاليات الكثيرة المتضمنة في المعرض. وأكد المزروعي، إنه من هواة الصيد ويصطحب أبناءه معه في رحلات الصيد حتى يغرس فيهم حب هذه الهواية العربية الخالصة، التي تربي فيهم قيماً وأخلاق عالية يكتسبها كل من مارس الصيد والفروسية. وأشاد المزروعي بتنوع فعاليات المعرض واشتمالها على الرسم والتلوين خاصة الحيوانات والطيور المرتبطة بالبيئة الإماراتية، التي من خلالها يستطيع الأطفال التعرف على هذه الرموز الإماراتية المهمة، خاصة لمن لم يستطيعوا أن يذهبوا إلى رحلات الصيد مع ذويهم، كما أن ذلك يتيح للأطفال من الجنسيات الأخرى المقيمين في الدولة التعرف على كثير من الأشياء المتعلقة بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا يجعلهم أكثر إدراكاً لقيمه والأفكار السائدة فيه حين يكبرون. «درع الوطن» تقدم معلومات ثقافية للزائرين تشارك مجلة درع الوطن ضمن فعاليات المعرض الدولي لصيد والفروسية، من خلال جناح مميز، حيث شكل جناح المجلة نقطة جذب لجمهور غفير من المعرض الذي جاء لاطلاع على أحدث إصدارات المجلة من كتب ودراسات ودوريات متنوعة. واطلع الزائرون في أروقة الجناح على أحدث إصدارات المجلة من دراسات وبحوث ومقالات مهمة، مع التركيز على الإعلام الاجتماعي والعسكري. وقال يوسف جمعة الحداد رئيس تحرير مجلة درع الوطن نحن فخورون لمشاركتنا الأولى في معرض أبوظبي الدولي لصيد والفروسية لهذا العام، والذي يعد إحدى أهم الفعاليات المنتظرة لمحبي هوايات الصيد والفروسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولما يحظى به من إقبال جماهيري كبير، حيث شجعنا المعرض للمشاركة من خلال عرض وتقديم أحدث إصدارات المجلة، خاصة أن مجلة درع الوطن، الصادرة عن مديرية التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة، تعد المجلة الرسمية لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض دبي الدولي للطيران اللذين يقامان على أرض الإمارات، وهي مجلة ذات وجود حيوي وفعال في مختلف المعارض والمؤتمرات المقامة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وأثبت المجلة، من خلال وجودها، ومشاركتها في مختلف المعارض العالمية والمحلية، خبرتها ومكانتها المتميزة التي حظيت بالإشادة والتقدير من مختلف المحافل التي تشارك من خلالها، وتسعى المجلة من خلال مشاركتها في المعارض لإلقاء الضوء على أحدث العروض والمنتجات الدفاعية والعسكرية في العالم، موفرة في ذلك لقرائها آخر أخبار الشركات ومنتجاتها. جناح الحيوانات المحنطة يستقطب الجمهور استقطب جناح الحيوانات والطيور المحنطة أعداداً كبيرة من الجمهور، ليتابعوا هذه الأشياء الفريدة التي زينت المعرض، بما اتسمت به من جمال نادر، مستخلص من الطبيعة، يستخدمه الكثيرون في أغراض الديكور . تقول ماري آن مسؤولة الجناح، أنها المرة الثانية التي تشارك فيها بمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، بعد أن شاركت الدورة الماضية، كون المعرض يتمتع بسمعة عالمية، ويستقبل آلاف الزائرين من عشاق الطبيعة، والحريصين على امتلاك مقتنيات مبهرة ونادرة بأسعار مقبولة بالنسبة للكثيرين. ومن هذه المعروضات أسد محنط تم الحصول عليه من جنوب أفريقيا، ويصل سعره إلى 25 ألف درهم، ورقبة ووجه غزال بسعر خمسة آلاف درهم، وهناك جلود ثعالب ونمور وحمير مخططة، يتراوح سعرها بين ثلاثة إلى خمسة عشر ألف درهم، وتستخدم جميعاً في تزيين المنازل لإعطائها لمسة خاصة. وتلفت آن إلى أن عملية التحنيط تساندها عمليات أخرى بسيطة حتى تظهر الحيوانات المحنطة بهذا الشكل الجميل، حيث يتم حشو رأسها بالفيبر جلاس، ويتم صنع الأسنان من المادة نفسها، أما العيون فتكون زجاجية، ويتم تصنيعها خصيصاً في ألمانيا ثم يتم تركيبها بدلاً من العين الحقيقية للحيوانات المحنط. ومن المعروضات، بيض للنعام مرسوم عليها نقوش جميلة، يبلغ سعر الواحدة 400 درهم، وكذلك قرون الغزال، وتستعمل كحامل للمفاتيح “ميدالية”، وتباع بسعر 50 درهماً. السلوقي على منصة التتويج بمسابقات الجمال احتل السلوقي، وهو نوع من كلاب الصيد، أهمية خاصة بين أروقة المعرض، نظراً لمعرفة الكثيرين بأهميته ودوره في عمليات القنص التي اعتمد عليها كثير من أهل الإمارات عبر الزمن، حيث شوهد السلوقي بأيدي أصحابه خلال زيارة المعرض، كما تم تخصيص أجنحة خاصة له، والأهم من ذلك، تخصيص مسابقة جمال للسلوقي العربي، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من المعرض، التي انتهت أمس. عن السلوقي يقول سهيل حارب الخييلي، الذي يحب أن يعرف نفسه بأنه (هاوٍ للصقور والهجن)، «إن السلوقي الذي بحوزته تابع لاسطبلات الوثبة، وجاء ليشارك به ضمن فعاليات مسابقة جمال السلوقي، خاصة أن منه من فاز بجوائز في عديد من المسابقات». ويوضح الخييلي أن السلوقي استخدمه البدو قديماً في عمليات صيد الأرانب والغزلان، وبالتالي كان وسيلة رئيسية للحياة يعتمد عليها، في عصور ما قبل النفط، وظهور وسائل الحياة الحديثة، ومن هنا يدرك الإماراتيون قيمة هذا الكائن الوفي، ويحرصون على الاحتفاء به والعمل على حمايته من الانقراض. من جهته يؤكد سالم الهاملي، أن قيمة السلوقي الحقيقة تتعدى قيمته المادية، كون سعره يتراوح حول خمسة عشر ألف درهم، وهذا بالطبع ليس السلوقي الإماراتي، بل الأنواع المستوردة من دول أخري مثل سوريا، لكون من يمتلك «سلوقي» في الإمارات يعتبره شيئاً ثميناً ولا يفرط فيه بالبيع، وإنما يحرص عليه ويعتبره من أقرب الأشياء إلى قلبه. عبيد حمدان، موظف حكومي بالعين، من المهمتين بالسلوقي، كونه أداة رئيسة في الصيد لدى أهل الإمارات في الزمن القديم، يورد من جانبه أن استخدام السلوقي في الصيد يتطلب عناية ومتابعة مستمرة، ولا يجب توقفه عن التدريب، لأن ذلك يؤدي إلى حدوث تمزق في عضلاته، كما يجب متابعة حجم السلوقي وشكله لأن زيادة وزنه تقلل من أدائه في عمليات الصيد، وتقلل من قيمته قياساً إلى غيره من أنواع السلوقي الأخرى. نقوش من أندر القطع في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، سكين قام بصنعها محمد الأميري، ويعتز بها، كونها سكين وحيد من نوعه في العالم، منقوش عليها شكل كامل لجامع الشيخ زايد الكبير، وهي مرصعة بالألماس ومصنوعة من حديد "الجوهرة" الممزوج بـ "الاستانلس ستيل"، ولا يزيد طولها عن 15 سنتيمتر. واستغرق صنعها نحو ثمانية أشهر، واستغرقت نحو 200 ساعة حفر تحت المجهر، ويبلغ سعرها 70 ألف درهم، وتعتبر من أكثر الأعمال دقة التي أنجزها خلال رحلة عمله في صناعة أسلحة وأدوات الصيد منذ أكثر من عشر سنوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©