الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طهران تعلن إنتاج «الكعكة الصفراء» والاكتفاء الذاتي

طهران تعلن إنتاج «الكعكة الصفراء» والاكتفاء الذاتي
5 ديسمبر 2010 23:12
أعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي أمس، أن بلاده انتجت محلياً أول دفعة من مسحوق اليورانيوم المكثف الذي يعرف بـ”الكعكة الصفراء” والتي تستخدم أساساً لانتاج اليورانيوم المخصب، وذلك انطلاقاً من معدن يستخرج من منجم غاشين القريب من بندر عباس جنوب البلاد. فيما اعتبر البيت الأبيض أمس أن إعلان طهران أنها باتت تتحكم في كامل دورة انتاج الوقود النووي «يثير القلق»، في وقت يجري فيه الترتيب لاستئناف المفاوضات النووية في جنيف اليوم. وذكر صالحي أن طهران أصبحت تتمتع بـ”الاكتفاء الذاتي” في مجمل دورة انتاج الوقود النووي من انتاج المعدن إلى انتاج الوقود، مؤكداً أن هذا الانجاز “يعزز موقفنا في المفاوضات” النووية مع مجموعة “5+1” والتي ستبدأ في جنيف اليوم بعد سنة من انقطاعها، وأبدى عزم طهران على عدم التنازل عن “حقوقها”. وقال صالحي في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون مباشرة أمس، “الغربيون كانوا يأملون في حصول مشاكل لدينا في ما يتعلق بالتزود بالمادة الأولية لانتاج اليورانيوم المخصب لكننا تلقينا اليوم الدفعة الأولى من الكعكة الصفراء من منجم غاشين”. وأشار إلى أن الكعكة الصفراء التي تستخدمها إيران في انتاجها لليورانيوم المخصب، كانت “تستورد من الخارج” حتى الآن. وتستخدم الكعكة الصفراء أو مسحوق اليورانيوم المكثف، لانتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يضخ بعد ذلك في أجهزة الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم المخصب. ونقلت شبكة “خبر” الإخبارية عن علي صالحي القول إنه تم نقل الشحنة إلى منشأة أصفهان لإنتاج الوقود النووي حيث يخضع لمزيد من المعالجة. وأضاف أنه سيتم تحويل الكعكة الصفراء إلى سادس فلوريد اليورانيوم ومن ثم يجري تخصيبها لتنتج في النهاية وقوداً نووياً. وأوضح أن هذه الخطوة “تعني أن إيران حققت الآن الاكتفاء الذاتي في دورة انتاج الوقود النووي بأكملها، ابتداء من الاستكشاف ثم الاستخراج ثم تحويله إلى الكعكة الصفراء، وتحويله بعد ذلك إلى سداسي فلوريد اليورانيوم، ثم تخصيبه، وتحويله شرائح وقود أو أقراص وقود”. وذكر صالحي أن العملية تمت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جهته قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر في بيان إن «هذا الإعلان لا يشكل مفاجأة»، مذكراً بأن إيران «تحاول منذ سنوات تطوير برنامجها الخاص بها، لأنها ممنوعة من استيراد اليورانيوم المركز بموجب قرارات مجلس الأمن». وأضاف المتحدث «هذا الأمر يزيد من الشكوك في نوايا إيران ويطرح أسباباً جديدة للقلق، في الوقت الذي يتوجب فيه على إيران التجاوب مع ما يبديه المجتمع الدولي من قلق» إزاء برنامجها النووي. ويأتي هذا الإعلان قبل يوم واحد من انطلاق مفاوضات إيران مع القوى العالمية في جنيف حول الأنشطة النووية الإيرانية. وأشار صالحي إلى أن إيران ستتمكن خلال السنوات الخمس المقبلة من توفير كافة احتياجات البلاد المحلية من الوقود النووي. وحتى الآن كانت طهران تطور برنامجها لتخصيب اليورانيوم اعتماداً على نحو 600 طن من يورانيوم “الكعكة الصفراء” اشترته من جنوب أفريقيا خلال التسعينيات قبل الثورة في 1979. وقد حظرت عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على إيران رداً على برنامجها النووي، تصدير”الكعكة الصفراء” إليها منذ 2006، وكان بعض الخبراء يأملون في نفاذ مخزونها قبل التوصل إلى انتاجه. وفي مطلع 2009، أفاد تقرير عن المعهد الدولي للعلوم والأمن أن طهران استهلكت 75% من مخزونها. ويعتبر اليورانيوم المخصب السبب الرئيسي في النزاع القائم منذ سنوات بين إيران والمجتمع الدولي الذي يشتبه في أنها تسعى رغم نفيها، لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني. وأكد الرئيس محمود نجاد مجدداً أمس الأول، على “حق إيران غير القابل للتصرف” في تخصيب اليورانيوم كما تعترف به لها المعاهدات الدولية وأنه “غير قابل للتفاوض”. ورغم العقوبات الدولية المشددة والضغوط العديدة، انتجت طهران أكثر من 3 أطنان من اليورانيوم ضعيف التخصيب (3,5%) وأكثر من 33 كليلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويجب تخصيب اليورانيوم باكثر من 90% كي يستخدم في انتاج قنبلة ذرية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتبرت أمس الأول، أن الدول الكبرى قد تعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، إذا توصلت طهران إلى طمأنتها حول نواياها. لكن نظيرها منوشهر متكي الذي اعتبر تصريحاتها “خطوة إلى الأمام”، قال إنه “يجب تجسيد هذه التصريحات بالأفعال”. من جانب آخر، أكدت طهران مجدداً رفضها أن تقتصر مناقشات جنيف اليوم على البرنامج النووي الإيراني خلافاً لما تريده الدول الكبرى وطالبت بأن تشمل قضايا أمنية إقليمية منها حيازة إسرائيل السلاح النووي. ولخص الرئيس نجاد الموقف أمس الأول، بالقول “نحن مستعدون للتفاوض لكن على الدول الكبرى أن تعترف بحقوق الأمة الإيرانية غير القابلة للتفاوض. وأن تكف عن عدائيتها”. وتشير التطورات الجديدة، على ما يبدو إلى اصرار إيران على المضي قدماً في أنشطتها النووية التي تقول إنها مخصصة لتوليد الكهرباء ولكن الغرب يخشى أنها تهدف لانتاج أسلحة. وتأكيداً للهجة التحدي، قال صالحي إن طهران تحقق تقدماً تكنولوجياً سريعاً رغم العقوبات الأكثر صرامة التي تفرضها الأمم المتحدة والغرب. وأضاف في مؤتمره الصحفي “مهما بذلوا من جهد لفرض عقوبات ووضع جميع أنواع العقبات، فإن أنشطتنا النووية تتقدم”. في السياق، أكدت مصادر مطلعة أمس، أن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي وصل إلى جنيف حيث سيجري اليوم مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ممثلة لمجموعة “5+1” المعنية بالأزمة النووية الإيرانية، مباحثات هي الأولى بين طهران والمجموعة الدولية منذ أكتوبر 2009. وتعقد المحادثات بين إيران والقوى العالمية في جنيف اليوم وغداً. وتريد القوى الغربية أن تعلق إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم التي لها استخدامات مدنية وعسكرية. واستبعد محللون حدوث تقدم في اجتماع جنيف ويعتقدون أن أقصى ما يمكن أن يسفر عنه الاتفاق على عقد مزيد من الاجتماعات. وقال مصدر أوروبي إن هذا الاجتماع “هام جداً.. ليس بمعنى أنه سيثمر عن نتائج فورية بل لأننا نأمل في أن يؤدي إلى إعادة التزام إيران” بعملية المحادثات. كما أعرب عدد من المسؤولين الإيرانيين لـ”الاتحاد” عن تشاؤمهم إزاء جولة المباحثات النووية اليوم. ولا يستبعد أن يخيم على أجواء حوار جنيف مقتل عالم نووي إيراني في طهران الإثنين الماضي والذي أنحت إيران باللائمة فيه على المخابرات الغربية. وقال صالحي أمس، “مرة أخرى أقول لأصحاب النوايا السيئة والمجرمين الدوليين..إننا هنا وإننا نقاوم وسنواصل المقاومة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©