الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحج عبادة عظيمة في أشهر معلومات حدد الله تفاصيلها

25 سبتمبر 2014 22:05
كانت قريش تقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة، وكانت قبائل العرب الأخرى وغيرهم يقفون بعرفة، وكانوا يتجادلون، يقول هؤلاء نحن أصوب، ويقول الآخرون نحن أصوب، وكلهم يزعم أن موقفه موقف إبراهيم ويتجادلون فيه، وكان أهل الجاهلية يحج بعضهم في ذي القعدة وكان بعضهم يحج في ذي الحجة، وكل يقول ما فعلته فهو الصواب، فأنزل الله تعالى قوله: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب»، «سورة الحج الآية :197» ويقول ابن عاشور في «التحرير والتنوير»، ظهرت عناية الله تعالى بهذه العبادة العظيمة، إذ بسط تفاصيلها وأحوالها مع تغيير ما أدخله أهل الجاهلية فيها، ووصف الأشهر بمعلومات على ما هو معلوم للعرب من قبل، فهي من الموروثة عندهم عن شريعة إبراهيم، وهي من مبدأ شوال إلى نهاية أيام المحرم، وبعضها من الأشهر الحرم، لأنهم حرموا قبل يوم الحج شهرا وأياما وحرموا بعده بقية ذي الحجة والمحرام كله، لتكون الأشهر الحرم مدة كافية لرجوع الحجيج إلى آفاقهم، وأما رجب فإنما حرمته مضر، لأنه شهر العمرة. ومعنى «فرض» نوى وعزم، حيث إن نية الحج هي العزم عليه وهو الإحرام، ويشترط في النية عند مالك وأبي حنيفة مقارنتها لقول من أقوال الحج وهو التلبية، أو عمل من أعماله كسوق الهدي، وعند الشافعي يدخل الحج بنية، ولو لم يصاحب قولا أو عملا وهو أرجح، لأن النية في العبادات لم يشترط فيها مقارنتها لجزء من أعمال العبادة. وقد استقر أمر الحج على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا اختلاف فيه من بعد وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض». وقت الإحرام وذهب الشافعي، رحمه الله، إلى أنه لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره فلو أحرم به قبلها لم ينعقد إحرامه به، والقول بأنه لا يصح الإحرام بالحج إلا في أشهره مروي عن ابن عباس وجابر وبه يقول عطاء ومجاهد، والدليل عليه قوله تعالى: «الحج أشهر معلومات» وظاهره التقدير الآخر الذي ذهب إليه النحاة، وهو أن وقت الحج أشهر معلومات، فخصصه بها من بين سائر شهور السنة، فدل على أنه لا يصح قبلها، مثل ميقات الصلاة، وقال ابن عمر هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. ومن أوجب بإحرامه حجاً، لزمه الإحرام بالحج والمضي فيه، قال ابن جرير، أجمعوا على أن المراد من الفرض هاهنا الإيجاب والإلزام، ومن أحرم بالحج أو العمرة، فليجتنب الرفث، وهو الجماع، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه، وكذا التكلم به بحضرة النساء، ولا مجادلة في وقت الحج وفي مناسكه. كما نهى تعالى عن الظلم في الأشهر الحرم، وإن كان في جميع السنة منهيا عنه، إلا أنه في الأشهر الحرم آكد، ولهذا قال: «منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم»، «سورة التوبة الآية: 36»، ونهى عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً وحثهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به، وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة، فقال «وما تفعلوا من خير يعلمه الله». وقد كان ناس من أهل اليمن يخرجون إلى الحج بغير زاد ويقولون نحن متوكلون ويقولون نحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا فإذا قدموا مكة سألوا الناس وربما يفضي بهم الحال إلى النهب والغصب، وكانوا إذا أحرموا ومعهم أزوادهم رموا بها، واستأنفوا زادا آخر فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق، وأمرهم الله عز وجل أن يتزودوا ما يتبلغون به ويكفون به وجوههم، فأنزل الله: «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى»، ولما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها. التجارة والحج وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله تعالى «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» في مواسم الحج . وقال الشوكاني في «فتح القدير»، قوله تعالى «ليـس عليكـم جناح أن تبتغـوا فضلا من ربكم» فيـه الترخيص لمن حج في التجارة ونحوها من الأعمـال التي يحصل بها شيء من الرزق، وهو المراد بالفضل هنا، أي لا إثم عليكم فـي أن تبتغوا فضـلا من ربكم، مع سفركم لتأدية ما افترضه عليكم من الحج، فقـد كـانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج ويقولون، أيام ذكر الله، فنزلت «ليس عليكم جناح». عرفة وعرفات واختلفوا في المعنى الذي لأجله سمي الموقف عرفات واليوم عرفة فقال عطاء كان جبريل عليه السلام يري إبراهيم عليه السلام المناسك ويقول عرفت فيقول عرفت فسمي ذلك المكان عرفات واليوم عرفة، وقال الضحاك إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض وقع بالهند وحواء بجدة فجعل كل واحد منهما يطلب صاحبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا فسمي اليوم يوم عرفة والموضع عرفات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©