الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: محاولات تسييس الحج حرام وتفسد الفريضة

العلماء: محاولات تسييس الحج حرام وتفسد الفريضة
25 سبتمبر 2014 22:05
حذر علماء الدين في مصر من قيام بعض الموتورين بتنظيم مظاهرات أو رفع شعارات سياسية خلال مناسك الحج مؤكدين أن الواجب هو شكر الله تعالى على نعمتة بإتاحته فرصة أداء الفريضة لا أن يردد الحاج شعارات سياسية ما أنزل الله بها من سلطان ويحول رحلة الحج من أداء شعائر دينية مقدسة إلى شغب سياسي مرفوض. وأكد العلماء أن السلطات السعودية من حقها اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات لحماية موسم الحج بوصفها الدولة، التي ترعى ضيوف الرحمن، مشيرين إلى أن خطبة حجة الوداع كانت لحث الناس على أمور العبادة وليس الخوض في المشكلات السياسية. إفساد الفريضة ويقول الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن قيام بعض عناصر الجماعات برفع شعارات سياسية خلال الحج يعد من قبيل إفساد الفريضة، فمحاولات تسييس الحج من جانب بعض العناصر المغرضة لخدمة أغراض سياسية لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى مرفوضة ومحرمة وهذا التسييس تعطيل للفريضة ومحاولة لخدمة مصالح لا علاقة لها بالدين. ويضيف أن الشريعة الإسلامية اعتبرت الحج من أعظم شعائر الدين وركناً مهماً من أركان الإسلام وفريضة لله يجب أن تؤدى بخضوع وخشوع يرجى من ورائها الأجر، أما اتخاذ هذه الفريضة لإثارة الفتن السياسية أو الدينية أو مهاجمة الناس أو حمل شعارات فإن ذلك يعد إفساداً لهذه الشعيرة وإخراجاً لها عن مقاصدها، فيجب أن يتأدب الحجاج بآداب الحج، وألا يستغل هذه الفريضة لإثارة الفتن، أو لتصفية حسابات طائفية أو عرقية، مشدداً على أن الحج عبادة محضة ولا يمكن أن يعتبر مناسبة سياسية أبداً. مفهوم الإحرام ويؤكد الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن السياسة طبيعتها الاختلاف، والحج طبيعته الوحدة، موضحاً أن توحد المسلمين يكون في أمور أولها توحدهم في النية والمظهر الخارجي بملابس الإحرام، وهناك تناقض كبير بين المعنى السياسي والمعنى الديني، مشدداً على أن تسييس الحج هو النواة الأولى لهدم الصف الإسلامي وتفريق وحدة المسلمين، وفي خطبة يوم عرفة للرسول صلى الله عليه وسلم، ركز على التأصيل الشرعي للإسلام وأركانه، ولو كان الحج حدثاً سياسياً لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم في أعداء الإسلام آنذاك وحّول الحج إلى تظاهرة للمسلمين، كما يريد أن يفعل البعض الآن وهذا أمر ترفضه الشريعة للمحافظة على روحانية الحج، فهو عبادة روحية خالصة اختص الله بها أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لتكون علامة على وحدتهم وطاعتهم لخالقهم، وأنه مناسبة عظيمة تنفرد بها الأمة الإسلامية دون غيرها من الأمم لتدارس أحوالها في أمن وسلام وطمأنينة، ولايجب أبداً تكدير هذه المناسبة تحت أي شعارات أو لافتات. ويضيف: يجب على الحاج عدم الإنشغال بشيء سوى العبادة بل يجب عليه شرعا أن يتناسى كل الأمور الدنيوية ويترفع عن الصغائر فالإحرام بلونه الأبيض ما هو إلا أكفان يمكن أن ينال الحاج الشهادة، وهو يرتديها ويكفن بها، وكما أننا نذهب لله، ونترك الدنيا فلا يجوز أن ترفع الأيادي في الحج إلا بالدعاء لله لا إعلام ولا شعارات ولا مطبوعات حتى وإن كانت ترفع في صمت ففي الحج لا جدال ولا فسوق، وبالتالي الكفن لا يكون مطرزاً أو مطبوعاً. تصفية الحسابات ويقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، إن الحج لا يجب أن يستخدم في تصفية الحسابات السياسية حتى لا يتحول إلى مكان لإبداء الآراء والتجمعات المخالفة للشريعة والتي هي خلاف مقاصد الحج ولما جعل له، وسيكون الأمر أخطر لو تحول إلى مصادمات وهذا ما يخشى منه، واصفاً نوايا الحجاج في حال تسييس الحج بأنهم ليس لهدف الحصول على الأجر بل لأجل المشاركة في تجمعات سياسية لا علاقة لها بالدين. ويشير إلى أن الحكومة السعودية تنفق المليارات لكي يتم الحج بسلام وطمأنينة بتوفيق الله، وفي كل عام تتلافى ما يحدث في العام الذي قبله، ونحن نشاهد المشاريع والوجبات المجانية التي يتم توزيعها في الحج، وكل ذلك من الشعور بالمسؤولية تجاه المسلمين، مشيراً الى أن الاستفاد من الحج لخدمة السياسة الإسلامية، تتم من خلال المؤتمرات التي تعقد خلال موسم الحج في منظمة المؤتمر الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي. الفعل ورد الفعل ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن الغرض من الحج أن يتحد الجميع، ويدعو الله على قلب رجل واحد فإذا رفع البعض من الحجيج الشعارات السياسية ورد عليهم البعض الأخر بالهتافات وحدث بعض الاحتجاجات والاشتباكات فمن يتحمل عواقب ذلك من فتن، وفوضى قد تفسد الفريضة أو تضيع روحانيتها، وسيجد الحجاج أنفسهم أمام حدث غريب من نوعه لم يحدث في التاريخ فرفع الشعارات السياسية يعد مساساً بحرم الله، وقد يؤدي إلى مواجهات وهذا التصرف قد يكون ذريعة لإحداث فوضى لأن هناك من الناس من يعارض هذه الشعارات، ومن الوارد أن يحدث خلاف، أو شجار، أو نزاع، أو تراشق، وكل ذلك من الممكن أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فضلاً عن غضب الله عز وجل، والتعدي على حرمه الآمن فماذا لو اشتبك الحجيج بعضهم مع بعض أو قاتل كل منهم أخاه، أو حدثت فوضى وعمت أرجاء الحرم؟ هل في هذه الحالة نستحق جزاء الحج كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». كادر مع موضوع علماء الدين : "تسييس" الحج رمز لوحدة المسلمين يؤكد الشيخ عاشور وكيل الأزهر الأسبق أنه لا يجب مطلقاً اتخاذ مبدأ «البراءة من المشركين» كذريعة لتسييس الحج، أو للترويج لأفكار بعينها، أو لمذهب على وجه التحديد، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، ورمز للوحدة الإسلامية، وهو فوق المؤسسات والأجناس والمذاهب والتقسيم الطائفي، وأن استغلاله للترويج من قبل أنظمة بعينها لأفكار محددة يعكس فشل السياسة للبلدان التي استهدفت به، فالحج يجب ألا يتحول إلى أداة للترويج لقضية بعينها، فهذا الركن الديني والذي ينتظره المسلم ربما مرة في العمر لا يصح أن يستغل من قبل بعض المذاهب والتيارات لبث أفكار لاعلاقة لها بالفريضة، بل إنها تفسدها على الناس في المقام الأول وهو أمر مرفوض ويجب مقاومته. كادر 2 مع موضوع علماء الدين تسييس الحج العبادة هدف الحج يؤكد الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحج عبادة ذات منافع متعددة، ثقافية واقتصادية واجتماعية وتربوية، والدعوة لاستخدام شعارات سياسية أو مظاهرات أثناء أداء الحج مرفوضة، لأنها تخل بالعملية الأمنية والهدف الديني للحج، وهي فتنة والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، كما أنه لا ينبغي إثارة المصطلحات السياسية أو المظاهرات أو الشغب في الحج أو استغلال المناسبات الدينية لتحقيق أهداف ومآرب خاصة، وهذا أمر نرفضه جميعاً، لكن لا مانع من أي عمل مفيد عن طريق المنظمات الإسلامية المعتمدة لخدمة العالم الإسلامي كمنظمة المؤتمر الإسلامي ويكون تحت مظلة الحكومات، مؤكداً أن هدف الحج هو العبادة وبعد ذلك تأتي المنافع الأخرى والأهداف الاقتصادية والثقافية والتربوية قال تعالى «ليشهدوا منافع لهم» ، وعلى الحاج التوجه إلى الله للتكفير عن الذنوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©