الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم الخير البارقية ربة الفصاحة والبلاغة

25 سبتمبر 2014 22:05
امرأة جريئة من جيل التابعيات، لا تخشى في الحق لومة لائم، كانت أكثر نساء عصرها شجاعة في نصرة الحق ورفع كلمته، وإزهاق الباطل ودحض افتراءاته وأكاذيبه، ومثلا للمرأة المؤمنة الصالحة، ومن ربات الفصاحة والبلاغة. هي أم الخير بنت الحريش بن سراقة، وعرفت بأم الخير البارقية، وكان لها نسب كريم وعظيم الشأن والمكانة، حيث تنتمي إلى قبيلتي البارق والأزد،أشهر قبائل العرب في الجاهلية والإسلام، و نشأت في كنف قومها بارق في اليمن، وتشربت الفصاحة والشعر مبكرا على أيدي جدها الشاعر سراقة، ثم هاجرت مع قومها إلى العراق واستقروا بالكوفة. ناصرت أم الخير، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معركة صفين. ويروى أن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - لما تم له الأمر في الخلافة، كتب إلى واليه بالكوفة أن يوفد عليه أم الخير بنت الحريش، فلما ورد الكتاب ركب الوالي إليها وأبلغها، ولما قدمت على معاوية، انزلها مع الحرم ثلاثة أيام، ثم أذن لها في اليوم الرابع وجمع الناس، فقال: أيكم يحفظ كلام أم الخير؟ قال رجل من القوم: أنا أحفظه يا أمير. وقال الرجل: كأني بها وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية، وهي على جمل أرمك، وقد أحيط حولها، وبيدها سوط منتشر الضفر وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول: «أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، إن الله قد أوضح الحق، وأبان الدليل، ونور السبيل، ورفع العلم، فلم يدعكم في عمياء مبهمة، ولا سوداء مدلهمة، فإلى أين تريدون رحمكم الله؟ أفرارا من الزحف، أم رغبة عن الإسلام، أم ارتداداً عن الحق؟». أزمة القلوب ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول: «اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين، وانتشر الرعب، وبيدك يا رب أزمة القلوب، فاجمع الكلمة على التقوى، وألف القلوب على الهدى، ورد الحق إلى أهله، هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل، والوصي الوفي والصديق الأكبر، انها والله إحن بدرية، وأحقاد جاهلية، وضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك بها ثارات بني عبد شمس. أيها الناس إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها، واستبطأوا مدة الآخرة، فسعوا لها، والله أيها الناس لولا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون، وتقوى كلمة الشيطان، لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، فإلى أين تريدون رحمكم الله؟ عن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته وأبي ابنيه، خلق من طينته، وتفرع من نبعته وخصه بسره، وجعله باب مدينته، وأعلم بحبه المسلمين، وأبان ببغضه المنافقين، فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته، ويمضي على سنن استقامته، لا يعرج لراحة اللذات، وهو مفلق الهام ومكسر الأصنام إذ صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر، وأفنى أهل أحد، وفرق جمع هوازن، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقاً، وقد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . حوارها مع معاوية فقال معاوية: يا أم الخير ما أردت بهذا إلا قتلي، والله لو قتلتك ما حرجت في ذلك؟ قالت: والله ما يسوءني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يد من يسعدني الله بشقائه، قال هيهات يا كثيرة الفضول، ما تقولين في عثمان ابن عفان؟ قالت: وما عسيت أن أقول فيه، استخلفه الناس وهم له كارهون، وقتلوه وهم راضون، ما أردت لعثمان نقصاً، ولكن كان سباقاً إلى الخيرات، وإنه لرفيع الدرجة. قال: فما تقولين في طلحة بن عبيد الله؟ قالت: وما عسى أن أقول في طلحة، اغتيل من مأمنه، وأوتي من حيث لم يحذر، قال: فما تقولين في الزبير؟ قالت: وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول الله وحواريه، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة، ولقد كان سباقا إلى كل مكرمة في الإسلام، وهنا أمر معاوية برد أم الخير مكرمة إلى بلدها. القاهرة (الاتحاد) ناصرت علياً بن أبي طالب وأكرمها معاوية - بن أبي سفيان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©