أعلنت اسرائيل أنه تمت امس السيطرة بشكل كامل على الحريق المندلع في جبل الكرمل قرب مدينة حيفا شمال اسرائيل منذ الخميس الماضي.وقال رئيس جهاز الاطفاء شيمون روماه في تصريح صحفي “تمت السيطرة على الحريق ولم تعد توجد بؤر اساسية للنيران. يبقى علينا إنهاء العمل عبر منع اندلاع النيران مجددا”. وكان وزير الأمن العام اسحق اهارونوفيتش اعلن قبل ذلك “آمل في أن نخمد الحريق في الساعات المقبلة”. وخلال حديث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يشرف شخصيا على العمليات، قال اهارونوفيتش إن مهمة طائرات اخماد الحرائق الآن هي “تبريد المنطقة تفادياً لنشوب الحريق مجددا”. كما قال المتحدث باسم فرق الإطفاء يورام ليفي “هناك ثلاث بؤر صغيرة لا تزال ناشطة”. وعملت نحو ثلاثين طائرة ومروحية الاحد في شمال اسرائيل على اطفاء آخر بؤر الحريق، وذلك بعدما شاركت طائرات من مختلف انحاء العالم في عمليات إخماده.
من جهتها، قالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري “تمت السيطرة على النيران في كل مواقع الحريق الكبرى وهناك بعض البؤر الصغيرة التي يجري العمل على إخمادها بحسب المعلومات التي وصلتنا في الساعة الأخيرة من مروحية الشرطة”. وتحاول ثلاثون طائرة ومروحية امس إخماد الحريق الذي اندلع في شمال اسرائيل.
وكان نتنياهو قد قرر أن اسرائيل لم تعد بحاجة الى طائرات اضافية لمكافحة الحرائق عملا بنصيحة خبراء مكافحة الحريق الذين اعتبروا الطائرات التي وصلت الى اسرائيل كافية لأداء المهمة. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو ان “الطائرات التي وصلت الى اسرائيل كافية لأداء المهمة”.
وقال قائد فرق الاطفاء بواز راكيا للاذاعة العسكرية “استيقظنا اليوم أكثر تفاؤلا” في حين كانت السنة النار لا تزال تشتعل جنوب وشرق حيفا. واضاف “هناك بعض المواقع التي لايزال الحريق مندلعا فيها ونركز جهودنا عليها. لكن اذا ما نظرنا الى منطقة العمليات بمجملها فإن الوضع افضل”.
وسمح امس لسكان المناطق التي تعتبر خارج دائرة الخطر بالعودة الى منازلهم. واعتبر مسؤولون ان الحريق سيخمد تماما بحلول الاربعاء. وما عزز هذا الشعور توقعات الارصاد الجوية بهطول امطار اليوم الاثنين على المنطقة، اضافة الى مشاركة طائرة اميركية عملاقة لإخماد الحرائق.
وبدأت طائرة “سوبرتانكر” بالقاء 76 ألف لتر من المياه والمواد الاخرى لإطفاء الحريق. ودعت الشرطة الاسرائيلية السكان الى ملازمة المنازل واغلاق النوافذ اثناء عمليات إلقاء طائرة البوينج 747 الاميركية هذه المواد والتي تستطيع العمل ليلا خلافا للطائرات الاخرى. وخصص اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في احدى ضواحي مدينة حيفا لدراسة عملية مكافحة هذا الحريق الضخم. وابلغ ضابط في سلاح الجو الوزراء بأن “35 طائرة لإخماد الحرائق كانت ناشطة منها 24 من الخارج” في عدادها 11 ناشرة اسمدة وثلاث مروحيات بحسب بيان رسمي. وقال المصدر نفسه ان 409 طلعات نفذت منذ اندلاع الحريق الخميس. ووصل عشرون اطفائياً فلسطينياً امس على متن ثلاث سيارات اطفاء وعربة لوجستية للمشاركة في عمليات اخماد الحريق.
واسفر هذا الحريق عن مصرع 41 شخصا الخميس هم 38 حارس سجن كانوا في حافلة حاصرتها النيران وضابطان في الشرطة واطفائي شاب في السادسة عشرة من عمره، كما دمر الحريق مساحة خمسة آلاف هكتار وخمسة ملايين شجرة.
الى ذلك يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات بتحمل المسؤولية عن الحريق. وطالب ساسة ومنتقدون باستقالة بعض المسؤولين لفشلهم في السيطرة على الحريق . كما خرجت انتقادات أيضا من داخل ائتلاف نتنياهو. وقال اسحق هرتزوج وزير الرفاه من حزب العمل لراديو الجيش الإسرائيلي “ينبغي ان نمعن التفكير على المستوى الوطني لنعرف كيف تمنى دولة متقدمة ومتطورة مثلنا بهذا الفشل الذريع”. وفي حين بذل نتنياهو جهودا كبيرة لحشد مساعدات دولية ومتابعة جهود مكافحة الحريق في مطلع الاسبوع استهدفت معظم الانتقادات وزير الداخلية ايلي يشاي الذي تتبعه مهمة الإشراف على قوات اطفاء الحرائق. وطالب كثيرون باستقالة يشاي من حزب شاس المتطرف وهو شريك رئيسي في الائتلاف الحاكم بسبب سوء إعداد جهاز الاطفاء الذي فشل في السيطرة على الحريق. وقال يارون ديكيل مقدم برنامج حواري شهير في راديو إسرائيل “في بلد محترم يجب أن تعود الى منزلك بكل بساطة بعد هذا الفشل الذريع” وذكر تحديدا اسمي يشاي ورئيس فرق مكافحة الحريق في إسرائيل. وعقد نتنياهو اجتماعا لحكومته امس في طيرة الكرمل وهي البلدة المنكوبة وتعهد بإعادة بناء المنطقة “بأسرع ما يمكن”.
هنية: الحرائق عقوبة إلهية
غزة (د ب أ) - فسر اثنان من القيادات الدينية الكبرى في إسرائيل وقطاع غزة الحرائق التي شبت في جبل الكرمل قرب حيفا بأنها عقوبة ربانية. فقد وصف إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة هذه الحرائق التي تعد الأسوأ في تاريخ إسرائيل بأنها «ضربات إلهية لما قامت به إسرائيل من اعتداءات على القطاع».
وجاء تصريح هنية خلال مشاركته في صلاة «الاستسقاء» في مدينة غزة. وأعرب عن أمله في ان يستجيب الله تعالى وينزل المطر في ظل حالة الجفاف التي لم يسبق لها مثيل.
وقال الحاخام أوفاديا جوزيف الزعيم الروحي لحزب شاس الإسرائيلي المتطرف إن التعاليم الدينية تدل على أن الحرائق تندلع فقط إذا احتقر الناس يوم السبت. ويعتبر السبت يوم الراحة الأسبوعية في الديانة اليهودية.
إسرائيل تشكر الأردن ومصر و«السلطة»
تل ابيب (د ب أ)- أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن شكره لزعماء الدول الذين قدموا المساعدة لاسرائيل في إخماد حريق هائل اندلع شمال اسرائيل . ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو إعرابه عن شكره الجزيل للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس وسائر زعماء الدول الذين قدموا المساعدة لاسرائيل في مواجهة الكارثة التي حلت بجبل الكرمل خلال الايام الاربعة الماضية .
واضاف ان هذا الدعم قد أسهم في اخماد الحريق الهائل الذي اندلع شمال اسرائيل. وشاركت طائرات اخماد الحرائق من اليونان وقبرص وبلغاريا و اسبانيا وفرنسا وتركيا وبريطانيا وروسيا ومصر والاردن وأذربيجان ورومانيا وكرواتيا والولايات المتحدة في جهود مكافحة الحريق.
عدد اليوم
