الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اضطرابات ترامب

5 سبتمبر 2015 21:45
تواجه كل حملة رئاسية للجمهوريين وكل لجنة عمل سياسي نفس السؤال في اجتماعاتها الصباحية لوضع الاستراتيجية: ماذا نفعل مع مشكلة مثل دونالد ترامب؟ ولأسابيع كان رجل الأعمال يتصدر استطلاعات الرأي الوطنية للجمهوريين، وهو يسيطر على السباق ويحتل مساحة إعلامية كبيرة، ليجبر المرشحين الآخرين على تغيير التكتيكات والاستراتيجيات الخاصة بهم ويترك الاستراتيجيين الجمهوريين غير واثقين بطريقة التعامل مع هذا التهديد. وتدرك المؤسسة الجمهورية الآن أن ترامب لن يختفي قريباً، وأنه قد يُلحق الضرر بآفاق الحزب في 2016. ومع تزايد حرص المؤسسة على زوال ترامب، ظهرت أربعة مسارات محتملة لتحقيق ذلك: 1 - الصبر، وهو المسار الذي نصح به أولئك الذين لديهم قناعة بأن ترامب سيختفي من تلقاء نفسه. وهم يعتقدون أن تراكم التعليقات الهجومية والمثيرة للجدل، علاوة على افتقار ترامب لأجندة متماسكة، ستجعل الناخبين ينفضون عنه تدريجياً. وحسب هذا الرأي، يكون ترامب كالملاكم الذي يمتص الضربات في الجولات الأولى، ليظهر لاحقاً كيف كان الضرر مدمراً. ورغم ذلك، فقد أثبت ترامب أنه يقاوم بعناد هذا السيناريو. فقد اقترح أن السيناتور الجمهوري «جون ماكين»، وهو أسير حرب سابق، لم يكن بطل حرب. كما هاجم مراراً وتكراراً مذيعة قناة «فوكس نيوز»، ميجين كيلي، بعد أن وجهت إليه أسئلة صعبة في أول مناظرة للجمهوريين. وبالنسبة لأي مرشح آخر، ربما تكون هذه هي النهاية. وحتى الآن فإن شعبوية ترامب، وعنصريته الصارخة، والتي تروق لجمهور الناخبين الغاضبين والخائفين، تبدو في مأمن من رد الفعل العنيف. 2 - التآمر، حيث يطالب الجمهوريون في ساوث كارولينا بأنه لكي يتأهل المرشحون للانتخابات الأولية المبكرة والهامة في الولاية، يجب أن يتعهدوا بدعم مرشح الحزب النهائي وعدم خوض الانتخابات كمستقلين. وتفكر القوى الجمهورية في الولايات الأخرى في اتخاذ خطوات مماثلة. ويهدف هذا بشكل مباشر إلى جعل الانتخابات التمهيدية صعبة بالنسبة لترامب. كما أنه خاسر محتمل. لكن إذا تم الطعن على هذا المطلب في المحكمة فإنه قد لا يصمد. وعلاوة على ذلك، فإن ترامب الواثق بنفسه أكثر من اللازم يشير إلى موافقته على هذه الشروط، لكنه يستطيع دائماً تغيير رأيه. 3 - الهجوم الواسع، إن حملة واحدة فقط بإمكانها دفن ترامب تحت وابل من الإعلان السلبي؛ فلجنة العمل السياسي للحق في الصعود، المتحالفة مع «جيب بوش»، ذكرت أنها قامت بجمع أكثر من 100 مليون دولار بنهاية يونيو الماضي. وذكر الاستراتيجي المخضرم «مايك ميرفي»، الواثق ببوش والذي يدير لجنة العمل السياسي العليا، أنه لن ينفق موارد على ترامب. والخيار الأفضل، الذي قيل إنه تمت مناقشته من قبل نخبة الحزب، هو أن يمول الملياردير الجمهوري حملة إنفاق مستقلة ضد ترامب. والمشكلة هي أن الهجوم المتواصل على ترامب قد تكلف ثروة صغيرة. فالجماعات المستقلة تتقاضى أسعاراً مقابل الإعلانات التليفزيونية أعلى بكثير من حملات المرشحين التي تتلقى أدنى المعدلات. وعلاوة على ذلك، فالهجوم المستقل على ترامب قد ينظر إليه كجهد من قبل مؤسسة الحزب لتدمير عنصر غريب. وهذا يخاطر بتكثيف التأييد لترامب. 4 - احتواء التهديد، وقد كتب المحلل السياسي والصحفي المحافظ «راميش بونورو»، الأسبوع الماضي، أن ترامب في الأساس هو مصدر كبير للإزعاج. وأضاف: «إنه يشكل تهديداً وجودياً لأضعف المرشحين، وليس لأي شخص آخر». وطالما أن مؤسسة الجمهوريين ومحللين مفكرين، أمثال «بونورو»، يرفضون التعامل مع «ترامب» على محمل الجد، فمن المفترض أنه يمكن ترحيله إلى المسار الذي سلكه مرشحون مهمشون أمثال «ميشيل باكمان» و«هيرمان كين» في 2012؛ فكلاهما كان يتصدر الاستطلاعات لفترة ما في عام 2011 ما قبل انتخابات في ولاية إيوا. ومن غير المرجح أن يفوز ترامب بالترشيح. ورغم ذلك، وبعكس باكمان أو كين، فإن تأثيره على المرشحين الآخرين قوي. لقد أثار ترامب قضية المهاجرين بشكل صارخ، والآن فإن دعوته يتردد صداها. وفي الأيام الأخيرة، أشار حاكم ويسكونسن «سكوت ووكر» إلى إمكانية تشييد جدار بطول 5000 ميل على الحدود الكندية. واقترح حاكم نيو جيرسي «كريس كريستي» أن يتم تتبع المهاجرين. وإذا استمرت اضطرابات ترامب، فمن غير الواضح أي مسار من المسارات الأربعة سيسود. ألبرت هانت* * كاتب عمود في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©