الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات سنغافورة.. تنافسية وشاقة للمعارضة

5 سبتمبر 2015 21:45
عندما يتوجه الناخبون في سنغافورة إلى مراكز الاقتراع في 11 سبتمبر، فإن المقترعين في كل مقاطعة سيكون لديهم على الأقل حزبان سياسيان لاختيارهما لأول مرة منذ تأسيس الدولة الحديثة هناك قبل خمسين عاماً. وربما يعطي هذا أوضح صورة حول درجة المعارضة لـ«حزب العمل الشعبي»، والذي بات من شبه المؤكد أنه سيمد ترشيحه في الحكومة. وبينما تطرح أحزاب المعارضة -التي حققت مكاسب في آخر دورتين للانتخابات- مرشحين في جميع المقاطعات البالغ عددها 29، إلا أنها تواجه معركة شاقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقيت الاقتراع. فقد تجزأت المعارضة إلى ستة أحزاب على الأقل، وفي بعض الحالات سيخوض المرشحون منها الانتخابات ضد بعضهم. ويسعى «حزب العمل الشعبي»، الذي يتزعمه حاليا رئيس الوزراء «لي هيسين لونج»، إلى الاستفادة من الموجة الكبيرة من الوطنية التي أعقبت الاحتفالات الضخمة التي أجريت الشهر الماضي بمناسبة ذكرى تأسيس الدولة الحديثة. وقد قام بحل البرلمان في 25 أغسطس، على الرغم من أن الانتخابات لم تكن مطلوبة قبل يناير 2017. وبينما تم إغلاق باب الترشيح أمام المرشحين، كشف «حزب العمل الشعبي» بالفعل عن قائمته بالنسبة لبعض من أكبر الدوائر الانتخابية، ما يشير إلى الاعتماد على المشرعين المحنكين، والقادمين الجدد من الخدمة المدنية، فضلا عن مذيع تليفزيوني سابق وناشط في مجال حقوق الحيوان. ومن جانبه، كشف «حزب العمال» المعارض، وشعاره الانتخابي «مكِّن مستقبلك»، عن 19 وجهاً جديداً، من بينهم محامون ومصرفي وأستاذ في علم الاجتماع. وبينما عقدت المعارضة مباحثات لتجنب تكرار المرشحين، استقال اثنان على الأقل من أعضاء «حزب التضامن الوطني» احتجاجاً على قرار بتأييد مرشحين في إحدى المقاطعات ضد «حزب العمال». وفي هذا الصدد، ذكر «مايكل بار»، وهو أستاذ مشارك للعلاقات الدولية بجامعة «فلندرز» في أديليد بأستراليا، أن «المعارضة تحتاج إلى التركيز على محاربة حزب العمل الشعبي وليس بعضها. إنهم بحاجة إلى القليل من النجوم المحليين أيضاً. فضعفهم يتمثل في الميل إلى الانقسام، والهواة بينهم يجعلون الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمتنافسين الجادين». وفي مركز الترشيح، تحدث أيضاً المدون «روي نجرينج»، الذي شهّر برئيس الوزراء ويتحداه كمرشح لـ«حزب الإصلاح»، حيث قال: «دعونا نتحدى ونُحدث تغييراً في سنغافورة. التغيير الآن». وقد تحرك حزب العمل الشعبي لحشد التأييد بعد 2011، حيث خسر بعض المقاطعات وضمن أدنى نصيب له حتى الآن من التصويت، بنسبة 60%. وقامت الحكومة بالتحول عن سياستها التي استمرت عقوداً فيما يتعلق بالحفاظ على فوائض الموازنة وتعزيز الإنفاق على الأسر ذات الدخل المنخفض وكبار السن، لتعويض ارتفاع تكاليف المعيشة. كما فرضت قيوداً على تصاريح العمل بالنسبة للأجانب الذين يشكلون أكثر من ثلث الجزيرة التي تضم 5.5 مليون نسمة. ومن المقرر أن يختار 2.5 مليون ناخب، ممن لديهم الحق في الإدلاء بأصواتهم وفقاً للقانون، أعضاء البرلمان في 13 دائرة انتخابية ذات مقعد واحد و16 دائرة أخرى ذات مقاعد متعددة. ومن المقرر زيادة عدد المقاعد في البرلمان من 87 إلى 89 مقعداً. وفي المقاطعات ذات المقاعد المتعددة، يجب أن تطرح الأحزاب ستة مرشحين، منهم واحد على الأقل من الأقليات الإثنية. وينبغي للمرشحين في هذه الدوائر أن يكونوا من نفس الحزب السياسي، أو الترشح كمستقلين. وباستثناء الزعيم الراحل «لي»، فإن 79 عضواً من الأعضاء الـ86 في البرلمان الحالي الذي تم حله، هم من حزب العمل الشعبي، في حين أن الباقين من حزب العمال. وهناك ثلاثة معارضين حققوا الفوز لكن بنسب متدنية في عام 2011، وتسعة أعضاء معينين بهدف تمثيل وجهات نظر المجتمع. وينافس حزب العمال على 28 مقعداً في عشر دوائر، يشغل ثلاثة منها حالياً. وذكرت باقي أحزاب المعارضة، ومن بينها حزب الإصلاح وحزب سنغافورة الديمقراطي، أنها تعتزم طرح مرشحين في بعض المناطق التي نافست فيها من قبل، إلى جانب مقاطعات أخرى. وذكرت زعيمة حزب العمال «سيلفيا ليم» أن الحزب يقدم لشعب سنغافورة «نهج الفحص والتوازن» في البرلمان. كريس بليك وأندريا تان* *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©