الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاظان» تتضامن مع المتظاهرين السوريين

12 سبتمبر 2011 00:11
يصعب أن يجد المرء مفردة شعبية مثل “القاظان” (سخان الماء) في أغنية، غير أن موسيقياً سورياً محترفاً، تظاهر واعتصم واعتقل في بلده، قرر أن يغادر فنون الأوبرا والموسيقى الجادة، ليؤلف أغنية أقرب إلى الناس، وتعبر عن حالهم. يقول مطلع الأغنية “قاظان بيتكن فصل، تحول لحجر، لو ما الله ستر ع حبة فجر. لأنو مياهكن كلسية. لأنو أموركن منسية”. وقال صاحب الأغنية وائل القاق لوكالة الأنباء الفرنسية “القاظان رمز للمواطن الذي يمكن يتكلس أو ينفجر من الضغط”. وأوضح “فكرة القاظان جاءت صدفة في الحمام. شيء شعبي يعرفه كل الناس، بالإضافة إلى أن فيه شيئاً من الطرافة يمكنها أن تصل لأكثر الفئات المحلية الممكنة”. وقال ملحن الأغنية “في جو من التشنج والعدائية والاتهامات، وجدت أن هذا أفضل ما أستطيع عمله، أن أقدمه للناس الشعبيين، الذين لطالما لما يلقوا إعجاب النخبة المصطنعة، فلهم يعود الفضل بالتغيير في البلد”. وعن اختياره لهذا اللون الشعبي من الغناء، يقول وائل القاق، وهو خريج المعهد العالي للموسيقى في دمشق “أردت أن أفعل ما أحسه، وما أقوله، تماماً كالناس الشعبيين الذين أحسوا فنزلوا إلى الشارع وقالوا ما يريدون. وأحسست أنني أشبه، أو أنتمي لهؤلاء أكثر بكثير مما أنتمي للناس الذين يأتون إلى الأوبرا وما شابه، من أغنياء أو يساريين، علمانيين، مثقفين، بضعة آلاف هم ذاتهم من يحضر أي نشاط بالبلد”. لكن الموسيقي الشاب لا يكتفي بنقد جمهور “النخبة المصطنعة”، فهو يمضي بالنقد إلى “الموسيقيين المحترفين، الذين مثلهم مثل الممثلين، كائنات جامدة تعزف بهدف المال وإرضاء السلطان”. وأوضح “أما الذين عملوا مشاريع خاصة من الموسيقيين فقد تركوا البلد من زمان، لأن الدعم كان محدداً ومرتبطاً بالفاسدين”. ويبدو أن أسبوعاً قضاه القاق في السجن عمق لديه خياره الشعبي، وقد قال رداً على سؤال حول ما إذا كان السجن قد أوحى له بعمل موسيقي “السجن لم يوح لي بعمل موسيقي، لكن حين خرجت من المنفردة ووضعت في مهجع فيه معتقلو بلدة جاسم (درعا) فاجأتني رغبة أن أقيم حفلات بتلك الأماكن، في ساحات القرى التي نزلت على التظاهرات”. ويعتبر الفنان أن أدواته في هذه الأغنية “السخرية والعاطفة، وبساطة الفكرة والشعبية”. ويضيف “تلك هي وسائلي للتمرد على واقع القتل والتخويف والتخوين والترويع. وبالإضافة إلى الموسيقى تصبح تلك أدواتي بالثورة”. لكن لا شعبية الأغنية، ولا بساطتها توحي بأن الأغنية اشتغلت بسهولة، فهي كما يقول القاق “أغنية محترفة، يستطيع الموسيقي المحترف أن يميز ذلك، بقدر ما تجد الأغنية سهلة الوصول”. وإذا كانت غير مكلفة فلأن “أصدقائي في الكورال والعازفين، قدموا جهدهم مجاناً، فهم إما متفاعلون مع الثورة أو متضامنون مع التغيير ضمنياً”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©