أصبحت الكرة الإسبانية الأفضل في تصدير المواهب خارج حدود إسبانيا بعيداً عن «الليجا»، فهناك ما يقرب من 200 لاعب إسباني ينشطون في مختلف دوريات القارة العجوز «خارج الليجا»، ويعود الفضل في ذلك إلى الطفرة الهائلة في المواهب الشابة، وسيطرة إسبانيا على بطولات الناشئين والشباب على مستوى القارة الأوروبية، وقد نجح النجم الشاب خوسيه أنخيل بوزو لاعب مان سيتي الصاعد في جذب بقوة الأنظار في ظهوره الأول مع الفريق، فقد تمكن من ترك بصمة يحلم بها اللاعب الشاب في مستهل مسيرته الكروية، حيث أحرز هدفاً في الدقيقة 88 من مباراة مان سيتي التي فاز بها على شيفيلد وينزداي بسباعية دون مقابل في إطار مباريات المرحلة الثالثة لبطولة كأس رابطة الأندية المحترفة.
ويبدو أن بوزو الذي يملك الموهبة، كان محظوظاً في تلك الليلة، فقد إختار له المدرب التشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني لمان سيتي التوقيت المناسب للدفع به، خاصة أن المباراة أقيمت أمام فريق ليس من بين أندية البريميرليج، كما أن كأس رابطة المحترفين الإنجليزية لا تشهد منافسات حامية وعصيبة، على العكس من بطولة الدوري.
وأشادت الصحف البريطانية وكذلك الإسبانية باللاعب الصاعد الذي يبلغ 18 عاماً، فقد أشارت صحيفة «دايلي ميل» إلى أنه ظهور أول مثالي، فيما أكدت «الميرور» أن بوزو سوف يصبح بديلاً جيداً في قائمة سيتي خلال الموسم الجاري، حيث يسعى الفريق إلى المنافسة على جميع البطولات، سواء المحلية أو القارية، مما يجعل بيليجريني حريصاً على الاستفادة من جهود جميع اللاعبين، سواء النجوم الكبار أو العناصر الشابة الواعدة، وعلى رأسهم بوزو.
وفي إسبانيا حرصت صحافتها على متابعة الظهور الأول للنجم الشاب الذي يلعب لمنتخبات إسبانيا للناشئين والشباب، وأشارت موندو ديبورتيفو إلى أن الهدف الذي سجله مع مان سيتي في مباراته الأولى «مع الفريق الأول» سوف يمنحه الثقة، ويؤهله للعثور على مكان في مملكة نجوم «البلو مون».
وتابعت الصحيفة الإسبانية: «لم يكن الشاب الواعد خوسيه أنخيل بوزو يحلم بمثل هذه الانطلاقة مع مان سيتي، فقد نجح اللاعب المولود في ملقه بالإقليم الأندلسي والذي كان يلعب في صفوف ريال مدريد للناشئين في تسجيل الهدف السادس لمان سيتي، ليؤكد أنه سيكون صفقة رابحة في المستقبل للنادي الإنجليزي الذي حصل على خدماته عام 2012، ولم يكن يتجاوز حينها 16 عاماً، ليتم صقل موهبته في أكاديمية مان سيتي».
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن بوزو تألق في فريق تحت 21 عاماً لمان سيتي، وتوج نفسه هدافاً له في بطولة البريميرليج للشباب، على الرغم من أنه كان يبلغ 17 عاماً، أي أقل في المرحلة العمرية بحوالي 4 سنوات، وهو الأمر الذي دفع مانويل بيليجريني إلى تصعيده إلى صفوف الفريق الأول وهو الذي لم يتجاوز 18 عاماً، في إشارة إلى قدرته على تقديم مستويات جيدة مع المراحل السنية الأعلى.
ميسي أم زيدان ؟
«ميسي الأندلس» أو كما أطلقت عليه الصحافة الإنجليزية «ميسي الصغير» يستطيع القيام بواجبات رأس الحربة المتأخر، كما يتحرك بايجابية في مركزي الجناح الأيمن والأيسر، وهو يملك مهارات دافيد سيلفا نجم مان سيتي، حيث القدرة على التمرير والمراوغة، وعلى الرغم من الربط بينه وبين ميسي، إلا أن بوزو أكد في مناسبات سابقة أن مثله الأعلى هو النجم الفرنسي زين الدين زيدان أسطورة اليوفي والريال السابق.
وتم ترشيح بوزو الموسم الماضي للحصول على لقب أفضل لاعب في أكاديمية مان سيتي على الرغم من حداثة عهده بأجواء النادي الإنجليزي، وتعرضه للإصابة التي تعافى منها وعاد للتألق من جديد، ومن بين المباريات التي شهدت تألقه مواجهة مان سيتي مع بايرن ميونيخ مع مان سيتي في دوري الأبطال للشباب، والتي شهدت فوز شباب مان سيتي 4 -1 وسجل بوزو هدفاً، وينشط النجم الإسباني في أكاديمية مان سيتي إلى جوار شقيقه الذي يلعب في مركز لاعب الوسط المدافع، كما يملك مان سيتي الكثير من العناصر الشابة الموهوبة، حيث يسعى النادي إلى الاعتماد على أبناء الأكاديمية في المستقبل، والابتعاد تدريجياً عن إبرام الصفقات مع العناصر التي تأت من خارج النادي.
اللافت في فوز مان سيتي بسباعية على شيفيلد وينزداي في الدور الثالث لكأس رابطة المحترفين التي يحمل «القمر السماوي» لقبها، أن المباراة شهدت تألقاً من فرانك لامبارد البالغ 38 عاماً، وخوسيه بوزو إبن الـ 18 ربيعاً، أي أن الفارق بينهما 18عاماً، وهو ما يعادل عمر بوزو، ويعود الفضل في المزج بين الخبرة والشباب إلى المدرب التشيلي مانويل بيليجريني.
أشار بيليجريني عقب المباراة إلى أن لامبارد تستحق الإشادات التي حصل عليها من الجماهير ووسائل الإعلام بعد تألقه في صفوف سيتي، فقد سجل هدف التعادل في مرمى فريقه السابق تشيلسي في بطولة الدوري، وهز شباك وينزداي في كأس الرابطة بهدفين، وشدد المدير الفني لمان سيتي إلى أنه سوف يبحث إمكانية الإبقاء على لامبارد إلى ما بعد نهاية إعارته في يناير المقبل، في إشارة إلى رغبته في الإبقاء عليه، حيث يلعب لامبارد حالياً مع سيتي على سبيل الإعارة من فريق نيويورك سيتي الأميركي، وكشف المدرب التشيلي عن ذلك بقوله: الإبقاء على لامبارد ليس بالأمر المستحيل، دعونا نرى ماذا سيحدث من الآن وحتى يناير المقبل.
عدد اليوم
