الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أسبوع الإثارة في الدوري الإنجليزي!

25 سبتمبر 2014 23:15
في الحقيقة؛ كرة القدم مثل الثقب الأسود في الفضاء؛ مجال تتعطل خلاله كل الآليات، وتسقط فيه كل النظريات والمسلمات، إنها عالم فريد من نوعه لا يخضع للقوانين؛ الحدس يلعب فيه دور البطولة. البداية في نيوكاسل؛ واستطراداً للتاريخ فإنه في 2012 استطاع آلان بارديو من قيادة الفريق لواحد من أجمل مواسمه على الإطلاق، حيث كان قريباً جداً من التأهل لدوري الأبطال، ذلك المستوى المتميز أجبر لجنة الدوري الإنجليزي على اختياره أفضل مدرب بالموسم؛ وجعل المالك مايك آشلي يقدم له ثاني أطول عقد في تاريخ كرة القدم الإنجليزية؛ عقد لثماني سنوات! إلا أنه ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، فمنذ ذلك الموسم التاريخي ونيوكاسل يعيش التخبط وآلان بارديو يقاسي الويلات، الأمر وصل إلى مطالبة جماهيرية غفيرة في إقالته؛ حملة لم نشهد لها مثيلاً منذ أيام ستيف كين، حين كان مدرباً في بلاكبرن روفرز. لذلك، كانت مباراة نيوكاسل ضد ضيفه هال سيتي مفترق الطرق، بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ الملعب بأكمله يصفر ضد مدربه بارديو، ويصفق بالترحيب لخصمه ستيف بروس الذي يطلبونه مدرباً لهم!، إنه ليس الغضب فقط، بل الخيانة في وضح النهار، ما أقسى ما يعانيه بارديو حقاً، وتبدأ المباراة ويتأخر نيوكاسل بهدفين، ويزداد احتجاج الجماهير الغفيرة مطالبة بصوت واحد بإقالة المدرب، والمالك في كرسيه يراقب الوضع مضطرباً. . مترنحاً. . متسكعاً بين مطرقة الجماهير وسندان المدرب. وهنا، يأتي الحل من حيث تعيش الذكرى الطيبة؛ حين قرر بارديو أن يلعب بالورقة السنغالية سيسه؛ اللاعب الذي كان أحد نجوم نيوكاسل في 2012؛ والذي كان مقرراً أن يعود للمباريات في ديسمبر القادم بعد انتهاء عمليته الجراحية بالركبة، إلا أن بارديو دخل عنوةً لغرفة الجهاز الطبي قبل المباراة قائلاً بالحرف الواحد الحازم بأن سيسه سيكون في قائمة الفريق، وقد كان، ودخل سيسه المباراة وفريقه متأخر بهدفين، ماذا حدث؟ سجل هدفين ليتعادل نيوكاسل ويتنفس مدربه بارديو الصعداء، أحياناً تحتاج لمثل تلك المغامرة؛ لربما إصابة جديدة لسيسه كانت كفيلة بأن تضع نقطة نهاية السطر لمسيرته الكروية؛ ولكن مما لا شك فيه أنه لولا سيسه لما كان هناك مكان في نيوكاسل لبارديو. وليس بعيداً؛ هناك في ملعب الاتحاد يتأخر مانشستر سيتي بالنتيجة وبالعدد؛ يبدو أن بليجريني هو الآخر اضطر لأن يستعمل حدسه الكروي عوضاً عن التكتيك والقوانين، هنا المغامرة هي سيد الموقف، ليدخل لامبارد اللقاء ويلعب ضد الفريق الذي مكث معه 13 موسماً، وأصبح أكبر أساطيره، ولم تمض سوى دقائق حتى سجل هدف التعادل الذي لخبط فيه كل المشاعر وأغرقه بالتناقضات. أحد أكبر أعلام الفلسفة الإغريقية هيراقليطس كان يرى الجمال في التناقض؛ وللمرة الأولى يتجلى ذلك المعنى في ملعب الاتحاد؛ حيث الكل من جمهور تشيلسي وحشود مان سيتي يصفق لفرانك لامبارد؛ جميل أن يسجل الأسطورة هدفاً ضد فريقه السابق ولا يعرف كيف يتصرف، أيضحك أم يبكي، تلك هي التناقضات. إن هذا الحديث يعود بي للوراء سنين، حين سجل باتيستوتا هدفاً بقميص روما ضد فيورنتينا، لم ينتابه التناقض بل هاج بالبكاء؛ تلك هي التراجيديا التي قدمها الإغريقي سوفوكليس. كلمة أخيرة قلّب صفحات تاريخ مانشستر يونايتد تجده أفضل فريق في العودة بالنتيجة؛ فعل ذلك بأوروبا ضد برشلونة مارادونا في منتصف الثمانينيات وضد يوفنتوس وبايرن ميونخ كذلك، ولكن هذه المرة يحدث العكس؛ مانشستر يونايتد للمرة الأولى من 853 مباراة يخسر تقدمه بهدفين، بالخمسة من ليستر سيتي!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©