الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رياح الطاقة النظيفة تهب على الشرق الأوسط

رياح الطاقة النظيفة تهب على الشرق الأوسط
25 يناير 2012
تعتبر توربينات الرياح الحديثة التي بمقدورها توليد سعة كبيرة من الكهرباء، أن تكون من أهم عوامل الطاقة المتجددة التي تستهدفها شركات الطاقة العالمية الكبيرة. وتبلغ سعة طاقة الرياح في الصين 47 جيجاواط لتحل محل أميركا كأكبر سوق لها في العالم، بينما رفعت مؤخراً معدل إنتاجها من الطاقة المتجددة إلى 11,4% من المجموع الكلي للكهرباء المولدة لديها. وحتى قبل أن تخلق الثورة الصناعية تعطشاً كبيراً للطاقة، استغلت المجتمعات الزراعية طاقة الرياح باستخدام المراوح الدوارة. وتؤكد رواية “دون كيشوت”، التي صدرت في القرن السابع عشر التي حارب فيها طواحين الهواء عندما توهم أنها شياطين، على قِدم طاقة الرياح، التي بدأت في كسب إقبال كبير منذ ذلك الحين لتتحول إلى قطاع قوامه مليارات الدولارات في الوقت الحالي. وتعهد الاتحاد الأوروبي بتوليد خُمس طاقته من الطاقة المتجددة بحلول 2020، حيث من المتوقع أن تساهم مزارع الرياح البحرية بنحو 40 جيجاواط في الشبكة الأوروبية عند ذلك الوقت. وساهمت توربينات الرياح في أميركا بنحو 44 جيجا واط في الشبكة القومية في العام الماضي. لكن تخفي هذه الأرقام حقائق مؤلمة لشركات صناعة التوربينات، حيث رفض الكونجرس الأميركي تجديد المساعدات المالية المقدمة لشركات صناعة التوربينات في شكل ائتمان لضريبة الإنتاج الذي من المنتظر أن تنتهي صلاحيته نهاية العام الحالي. وهذا لا يقلل من معدل أرباح هذه الشركات فحسب، بل إن سياسة الحكومة الأميركية حيال القضية انعكست سلباً على الخطط الاستثمارية طويلة المدى. ويقول مورتن ألبيك نائب مدير شركة “فيستاس” الدنمركية “إن عدم اليقين الذي يسود ثاني أكبر سوق في العالم ليس بالشيء الإيجابي”. وتقوم “فيستاس” التي تملك مصنعاً في أميركا، بصناعة القدر الأكبر من توربينات الرياح المستخدمة في مختلف أنحاء العالم اليوم. وذكر المدير التنفيذي ديتليف أنجيل، أن الشركة مرغمة على تسريح نحو 1,600 من منتسبيها في أميركا في حالة عدم تجديد الائتمان الضريبي للإنتاج. ولم يكن ما ذكره ديتليف بمثابة التهديد المحض، حيث أعلن في ذات الوقت استغناء “فيستاس” عن 2,300 وظيفة مختلفة حول العالم في أعقاب ضعف العائدات. كما خفضت الشركة 3,000 وظيفة في السنة الماضية بعد تراجع الدخل بنحو 24% في الربع الثالث. وتتوقع مؤسسة “آي أتش أس” لأبحاث الطاقة الناشئة من مقرها في بوسطن، ارتفاع الطلب الأميركي من توربينات الرياح إلى رقم قياسي في العام المقبل قدره 10,7 جيجا واط، وذلك في حالة تمديد الائتمان الضريبي، وإلى 1,5 جيجا واط فقط عند عدم التجديد. وبينما حققت “فيستاس” ثاني أفضل عام لها في 2011 من حيث المبيعات، إلا أن أرباحها تقلصت نتيجة للمنافسة الصينية القوية حيث تحظى الشركات هناك بدعم حكومي سخي. ويقول مورتن “تسيطر الشركات الصينية على السوق المحلية مما شجع المرافق الصينية على شراء معظم مزارع الرياح من المنتجين المحليين”. وفي حين لا يتوقع مورتن تأثير خفض الحكومة الألمانية للرسوم المفروضة على شركات الطاقة المتجددة على أداء شركته، إلا أن المشاكل الاقتصادية في القارة ربما تحدد مصير قطاع طاقة الرياح بأكمله. ويقول “من المؤكد أن يؤثر الركود الاقتصادي في أوروبا على القطاع”. وتقود المنافسة الحادة والقيود المالية المفروضة في مختلف الأسواق الرئيسية، للبحث عن بدائل أخرى يحظى الشرق الأوسط بنصيب وافر منها. ويقول عماد غالي، مدير طاقة الرياح للشرق الأوسط في شركة “سيمنس”، أكبر مورد لتوربينات الرياح البحرية في العالم، “يمثل الشرق الأوسط أهمية خاصة بالنسبة لنا خاصة وأن سوقه من الأسواق غير المطروقة”. وبالتجول داخل صالات معرض “القمة العالمية لطاقة المستقبل” التي جرت فعالياتها بأبوظبي في الأسبوع الماضي، يلاحظ الزائر أن الطاقة الشمسية تمثل الخيار الأفضل لتنويع مصادر الطاقة في المنطقة بعيداً عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. وفي خضم الكم الكبير من الألواح الشمسية، يصعب ملاحظة النموذج الوحيد الذي يضمه المعرض من توربينات الرياح. لكن ربما تتغير هذه الصورة في القمم المقبلة في وقت يتزايد فيه اهتمام شركات صناعة التوربينات بالمنطقة لتعزيز مبيعاتها. ولتحقيق ذلك، دعمت سعيها بجيل جديد من التوربينات تعمل في حالة بطء الرياح، ومن خلال الحصول على أكبر قدر من التأييد للطاقة المتجددة في السياسات الحكومية. وتبنت أبوظبي وعمان بالإضافة إلى بلدان في المشرق والمغرب العربيين، أهداف للطاقة المتجددة، بينما بدأت مزارع الرياح في العمل بالفعل في كل من مصر والمغرب. ويقول مورتن ألبيك، “لا ينبغي علينا أن ننسى أن الرياح تهب أيضاً في الشرق الأوسط، حيث توجد العديد من الموارد غير المستغلة حتى الآن”. وتمثل مصر اهتماما خاصا حيث ظروف الرياح مناسبة للغاية إضافة إلى إعلان الحكومة أهدافا كبيرة لطاقة الرياح. ويقول ستيفان جسانجر، السكرتير العام لـ “الجمعية الدولية لطاقة الرياح” “تعتبر أحوال الرياح في مصر واحدة من بين الأفضل في العالم”. وفتحت التوربينات المصممة للعمل بالرياح البطيئة فرصاً جديدة في منطقة الخليج. ومع أن الطاقة الشمسية تظل الخيار الأفضل بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن حتى دولة الإمارات التي تفتقر للرياح المناسبة، لها مقدرة توليد الكهرباء من الرياح لكن ليس بالقدر الكبير. وبدأت رياح التغيير تهب عند إعلان “مصدر” التي وضعت على عاتقها تبني الطاقة المتجددة في الإمارة، عن مناقصة لإنشاء مزرعة رياح بسعة 30 ميجا واط في منطقة بني ياس، في وقت تخطط فيه لإقامة أخرى في السلع لتوليد 100 ميجاواط. ومن المؤكد أن تستثمر “مصدر” علاقاتها القوية مع أكبر شركات الطاقة العالمية مثل “فيستاس” و”سيمنس” و”جنرال اليكتريك”، في نشاطات أخرى. ويقول مورتن، “تعتبر مبادرات “مصدر” مثيرة للاهتمام، خاصة وأنها تقوم باستثمارات خارج دولة الإمارات بغرض جلب الثروات لمجتمعها. وإذا رغبت في الاستثمار في الطاقة المتجددة على نطاق عالمي، نحن على استعداد للدخول في شراكة معها”. ويملك قسم الأسهم الخاصة في “مصدر” ثلاثة صناديق ينصب تركيزها على الاستثمارات الخارجية. وذكر مورتن، أنه بينما تتولى “فيستاس” تشغيل بعض مزارع الرياح بنفسها، إلا أن خبرتها تؤهلها للعب دور الوسيط بين المستثمر والمشروع المستهدف. وبينما تنتهج شركات صناعة التوربينات مبدأ الطاقة الخضراء، إلا أنها لا تمانع في الاستفادة من مصادر الهيدروكربون الغنية في منطقة الخليج. نقلاً عن: «ذي ناشونال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©