أكمل عقاب السهول اليافع هجرته الشتوية للموسم الثالث على التوالي بسلام بعد أن أمضى موسمين من فصل الشتاء خلال عامي 2009-2010 في أفريقيا بمنطقة تقع إلى الشرق من بحيرة فيكتوريا في كينيا وتنزانيا، ليكون بذلك قد قطع مسافة تسعة إلى عشرة آلاف كم من وجهته الصيفية.
وأوضحت هيئة البيئة بأبوظبي، التي تتتبع مساره منذ يناير 2009، أن عقاب السهول اليافع بإكماله لهجرته الشتوية يكون قد نجح في إكمال هجرته الشتوية والصيفية لموسمين متتاليين، في حين وصل في هجرته الشتوية الثالثة إلى حديقة سيرنجيتي الوطنية في تنزانيا.
وكان عقاب السهول قد بدأ هجرته الشتوية الأولى من مدينة العين، ليقطع مسافة تصل إلى حوالي أربعة آلاف كم وصل بعدها إلى جنوب اليمن، مرورا بسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية.
وأشارت البيانات الأولية التي تم جمعها إلى أن الطائر قضى فصل الشتاء في اليمن حتى نهاية شهر فبراير في منطقة تقع بالقرب من مضيق باب المندب، وهي من مناطق الإشتاء المعروفة لطيور العقاب المهاجرة.
وأكمل الطائر رحلته في فصل الربيع حيث قطع أكثر من سبعة آلاف كم ليصل إلى كازاخستان، حيث أمضى فصل الصيف في منطقة تقع إلى الشرق من بحيرة آرال.
وأسهمت هذه البيانات في توفير معلومات مهمة عن مناطق إشتاء وتكاثر هذا الطائر الذي يعتبر من الطيور المهاجرة إلى دولة الإمارات، ولكنه غير شائع بالمقارنة ببلدان أخرى في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عُمان.
وأوضح ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة بأبوظبي لـ “الاتحاد” أن برنامج تتبع الطيور عبر الأقمار الصناعية يساهم بشكل كبير في توفير البيانات العلمية عن الطيور، حيث تستمر المتابعة والدراسة من خلال تحليل البيانات للتعرف على تحركات هذه الطيور ورسم خريطة تحدد مسارات هجرتها ومناطق تكاثرها، الأمر الذي يسهم في وضع سياسات المحافظة.
وأضاف أن تتبع أنواع الطيور الرئيسية بالأقمار الصناعية، ولا سيما الطيور التي تهاجر لمسافات طويلة مثل عقاب السهول وغيره من الطيور الجارحة المهاجرة الأخرى يساهم بوضع برامج للمحافظة على هذه الأنواع المهمة.
وقال المنصوري إن تتبع عقاب السهول تم باستخدام أجهزة التعقب بالأقمار الصناعية، مما وفر معلومات قيمة عن مسار هجرة هذا النوع في فصل الشتاء في دولة الإمارات، حيث أشارت البيانات أن هجرة الطائر تركزت حول منطقة البحر الأحمر، إذ استخدم الطائر مساراً مختلفا للهجرة في الشتاء عنه في فصل الصيف. وهو ما يفسر وجود العديد من طيور عقاب السهول في باب المندب في إحدى المواسم وليس في الموسم الآخر.
ويأتي مشروع تتبع طائر عقاب السهول في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة ضمن برنامج مراقبة الطيور للتعرف على أنماط هجرة الطيور الرئيسية وبيئاتها والتعرف على وضعها الراهن لتحديد أسبقيات الحماية والإجراءات الواجب اتخاذها ضمن برامج المحافظة على الطبيعة والأنواع الفطرية.
وكان قد تم العثور على هذا العقاب اليافع قبل عامين عندما تم تسليمه إلى مستشفى أبوظبي للصقور حيث خضع للفحوصات البيطرية وإعادة التأهيل لعدة أسابيع قبل أن يتم إعادة إطلاقه في يناير 2009 في مدينة العين.
وقال الدكتور سالم جاويد مدير مراقبة ورصد التنوع البيولوجي بالهيئة أنه وبالرغم من أن الدراسة أجريت على نوع واحد من الطيور، إلا أن هذه البيانات زودتنا بمعلومات أكثر عن مسار هجرة الطيور في فصل الشتاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما ساهمت المعلومات التي تم جمعها خلال فصلي الربيع والصيف في التعرف على المناطق المحتملة لقضاء فصل الشتاء في دولة الإمارات وباقي الدول في منطقة الخليج العربي.
وعقاب السهول هو طائر مهاجر عابر قد يقضى القليل من فصل الشتاء في الدولة إلا أنه غير شائع. ويرتاد المناطق المكشوفة، كما يرتاد المناطق شبه الصحراوية والسهول والجبال، وينتشر عقاب السهول في نطاقات واسعة من أوراسيا الوسطى إلى جبال التاي إلى التبت، وتتكاثر السلالة الشرقية من هذا النوع في آسيا الوسطى وتقضى فصل الشتاء في دول الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية وجنوب أفريقيا، في حين أن السلالة النيبالية تشتي في الهند وجنوب شرق الصين. ويمكن مشاهدة هذه الأنواع في الفترة من سبتمبر إلى أبريل.
عدد اليوم
