الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انقسام الشارع اللبناني وصل إلى الذروة

1 ديسمبر 2006 01:58
بيروت- الاتحاد: يعيش الشارع اللبناني حالة من الاحتقان غير المسبوق بعد ان تغلغلت السياسة والطائفية في نفوس المواطنين وعقولهم، وبات كل شخص ينظر الى الآخر وكأنه خصم شخصي له، رغم الهموم والمشاكل المشتركة التي تجمع بينهم· فمع احتدام الازمة السياسية في البلاد، يبدو أن غالبية الشعب اللبناني منقسمة الى جماعات متناحرة، لا يجمع بينها سوى التباين في الآراء حول الحكومة ورئاسة الجمهورية والمحكمة الدولية···الخ، وهذه العناوين كافية لأن تعمق الشرخ بين مختلف الشرائح، وهذا الشرخ يترجم مشاكل وخلافات في الحي والمدرسة والجامعة والمصنع وكل مكان· ومع ذلك فإن هذه الصورة لا تعبر بالضرورة عن رأي جميع اللبنانيين، فهناك فئة تعتبر أن ما يحصل في لبنان ما هو الا نتيجة صراعات سياسية بين الزعامات على الكراسي والمصالح الخاصة، وتأمل أن يتفقوا على صيغة تبعد عن لبنان الكأس المرة، لأن المواطن العادي انهكته النزاعات والحروب، وبات يأمل العيش بوطنه بهدوء واستقرار· ''الاتحاد''- وفي ظل تهديد المعارضة بالنزول الى الشارع وتنظيم تظاهرات وتحركات شعبية لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة- نزلت الى الشارع اللبناني واخذت عينات من آراء المواطنين في الازمة السياسية التي تعصف بالبلد وعادت بالحصيلة التالية: الحل بالحوار السيدة حنان نعمان تعتبر ان الوضع في لبنان سيء، وان التظاهرات لن تحل الازمة القائمة وانما ستؤدي الى زيادة خراب البلد، وترى نعمان ان الحل لا يكون بتغيير حكومة ومجيء اخرى، بل في عودة المسؤولين الى طاولة الحوار للتفاهم على القضايا التي يختلفون عليها، والا فإنهم يتحملون مسؤولية ما سيحصل، لأنهم بذلك يتصرفون ضد مصلحة لبنان· أما الطالب كريم زيدان من الجمهور، يصف الاوضاع بالسيئة وأن الخلافات القائمة بين المسؤولين ستدفع الشعب في النهاية الى الثورة على الجميع، هم يختلفون على الحصص في الحكومة، والشعب لا يعرف كيف يؤمن لقمة عيشه وقسط مدرسته وجامعته وفاتورة المستشفى والدواء، ويرفض زيدان المشاركة في التظاهرات ويقول: ''من المدرسة الى البيت، لأن ما يحصل لن يطعم خبزاً، اريد ان اكمل دراستي واجد دولة اسافر اليها لتأمين مستقبلي، لأنه لم يعد هناك امل في عودة لبنان''· أزمة زعامات ويقول يوسف حمود: ''إن الازمة المستحكمة في لبنان سببها عدم انتماء الشعب الى الوطن، بل الى الزعامات''، ونتمنى على الشعب ان يأخذ العبرة من الحروب السابقة التي مرت على لبنان ولم يربح احد، ويأمل حمود من القيمين على البلاد والخائفين على الكراسي ان ينتبهوا قليلاً، لأن تصرفاتهم ستؤدي في النهاية الى خراب لبنان، وقال: ''يهمنا قبل بناء الحجر بناء البشر، ونريد ان ينهض لبنان كما هو حاصل في الدول العربية، نريد الهدوء والسلام والاستقرار، وان يتوفر لكل مواطن العمل والبيت، حرام ما يحصل في لبنان، ونسأل الله ان يهدي المسؤولين، ليفكروا في هذا الشعب، هناك اياد خارجية يهمها زعزعة الوضع في لبنان كي ترتاح بلادهم، الشعب اللبناني شعب حضاري ولديه طموحات كبيرة، ولكن الذين يتحكمون بمصيره والايادي الخارجية لا تسمح له بتحقيق هذه الطموحات''· الطوائف في لبنان نعمة يقول حمود، ولكن النعرات الطائفية والمذهبية لعنة، ونرفض حصول حرب طائفية وان تكون الصراعات سياسية، ولن اشارك في التظاهرات، انا اليوم اهتم بعملي، ولكن اذا حصلت التظاهرات قد افقده· أياد خارجية تعبث علي مهنا يرى ان الحل لا يكون الا بالتوافق بين القوى السياسية المختلفة، وهم لا يعرفون على ماذا، هناك أياد خارجية تعبث بهذا الوطن من خلال تحريض المسؤولين فيه بعضهم على البعض، الغرب هو سبب المشكلة في العراق وفلسطين ولبنان، واستبعد مهنا حصول فتنة طائفية اومذهبية في لبنان، لأن هناك قيادات واعية مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، والسيد حسن نصرالله، لن ننجر الى الفتنة وان التظاهرات التي ستحصل قريباً هي من اجل منع القوى الخارجية من وضع يدها على لبنان، ونأمل ان لا تحصل تحركات في الشارع، وأن يحصل توافق بين الجميع· رئيس التجمع الانمائي لساحل بيروت الجنوبي يوسف جابر قال: ''تفاءلنا كثيراً بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة لكونه لديه علاقات متينة وواسعة ورثها عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتوقعنا ان يزدهر لبنان اقتصادياً وعمرانياً، ولكن هذه التوقعات خابت، حيث مر على حكومة الرئيس السنيورة اكثر من سنة ونصف ولم تقدم شيئاً للبنان، وانما الوضع المعيشي للمواطن يتردى يوماً بعد يوم، الدولار نظرياً ثابت على سعر 1500 ليرة، ولكن سعره عملياً يتجاوز الـ3000 ليرة لجهة قيمته الشرائية''، لا شك ان لبنان لن ينهض الا بتعاون جميع فئاته، الامام موسى الصدر قال: ''لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه''، فاذا لم تحفظ الطوائف الكبيرة والصغيرة بعضها البعض، لن يجد الشعب اللبناني من يساعده، ونحن ابناء هذا الوطن نستطيع ان نضع اصبعنا على جرحنا اكثر من الغير''· اما بالنسبة لما يجري اليوم فيقول يوسف جابر: ''الطوائف الكبرى يجب ان تشارك في القرارات المصيرية، ولن اتردد في المشاركة في التظاهرات التي دعت اليها المعارضة، لأن هناك انكماشا اقتصاديا، والحكومة في ظل الوضع الراهن ليست قادرة على معالجة الازمة، ولذلك نحن مع تغيير الحكومة وتشكيل حكومة اتحاد وطني، وان تحصل المعارضة على الثلث الضامن فيها لحفظ لبنان، وكما قال السيد حسن نصرالله: لا نريد املاءات سورية ولا ايرانية وفي الوقت نفسه لا نريد املاءات ووصايات اميركية اواوروبية، نحن مع تضامن كل فئات الشعب اللبناني، اما ربط المطالبة بتغيير الحكومة بالمحكمة الدولية فلا مبرر له، لأن جميع القوى اعلنت تأييدها لقيام المحكمة وكشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الحريري الذي دفع حياته من اجل وحدة لبنان، ولكن لا نريد تسييس المحكمة· اعتبر الموظف جورج مدور أن البعض في لبنان ما زال يريد اعادة الوصاية الى لبنان، ولذلك فهو يسعى من خلال حجة الحكومة والثلث المعطل وغيرها من ''الخزعبلات'' الى منع قيام المحكمة الدولية التي ستكشف مَن قتل الرئيس رفيق الحريري وغيره من القيادات اللبنانية التي تريد الحرية والسيادة والاستقلال، ويضيف: ''ثورة الارز التي حققت انجازات عظيمة للشعب اللبناني وخصوصاً للشباب لن تخمد، ومن قام بها لن يسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، نحن لا نريد ان نلتحق بالمحور السوري- الايراني اوغيره، ولا جر لبنان الى حروب عبثية، كفى تدميراً لهذا الوطن لحسابات خارجية· وحذر من نزول المعارضة الى الشارع والقيام باعمال غوغائية، لأن هناك شارعاً آخر، واذا كان ''حزب الله'' اوغيره يعتقد انه بالسلاح الموجود لديه يمكن ان يسيطر على لبنان أوالهيمنة عليه فهو واهم، المشكلة بدأت مع التمديد السوري للرئيس اميل لحود، ولن تنتهي الا برحيله من قصر بعبدا· هذه عينة من آراء الشعب اللبناني، تعكس مدى الانقسام الذي يسود المجتمع، والسؤال الذي يطرح نفسه: ''هل هناك امكانية لإعادة وصل ما انقطع والشروع من جديد في بناء وطن لجميع أبنائه، ام ان الأمور وصلت الى مرحلة الطلاق، وهناك من يطرح الفيدرالية حلاً؟ ليس في استطاعة احد الاجابة عن هذا السؤال الكبير في ظل الاصطفافات الطائفية والمذهبية والتدخلات الخارجية· النزول إلى الشارع أبو محمد الذي رفض الكشف عن اسمه قال: ''الوضع لم يعد يحتمل، نهان ونحن في بيوتنا، نفتح التلفاز فنُفاجَأ ببعض النواب الذين جاؤوا صدفة الى البرلمان يقولون كلاماً اكبر منهم، يجب النزول الى الشارع اليوم قبل الغد، احد النواب يقول: إنه سيبيع دمه لشراء السلاح، ماذا يعني هذا الكلام سوى التحريض الطائفي''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©