القدس المحتلة (أ ف ب) - يبدو أن المستوطنين اليهود في الضفة الغربية مصرون على بذل كل ما في وسعهم لمنع قيام دولة فلسطينية، مهما كان رد الأمم المتحدة على طلب عضويتها فيها، بتصعيد اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة.
ويرى رئيس مجمع مستوطنات “جوش عتصيون” جنوب القدس الشرقية شاؤول جولدشتاين، وهو عضو اللجنة المركزية لحزب “الليكود” بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن لا شيء سيتغير على أرض الواقع. وقال “إن الجيش (الإسرائيلي) هو المسؤول عن القضايا الأمنية، إلا أننا نلتزم اليقظة لمعرفة كيفية الدفاع عن أنفسنا إذا لزم الأمر”. وأضاف “علينا أن نؤكد حقنا في هذه الأرض والكف عن التفكير في إقامة دولة من أجل أن نركز على وسائل العيش في حسن جوار مع الفلسطينيين”. وقال الناشط في “الليكود” زئيف الكين المقيم في المجمع ذاته “إن المستوطنين يجب أن يضغطوا على السلطات الإسرائيلية كي توجه رسالة إلى الفلسطينيين بأنهم سيخسرون الكثير بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة”. وأضاف “يجب أن تفهم السلطة الفلسطينية أنه يوجد ثمن ستدفعه لهذا الطلب الذي ينهي الاتفاقات (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) الموقعة في الماضي”. وتمكن الجناح الأكثر تشدداً وسط المستوطنين من إسماع صوته خلال منتدى في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” تحت عنوان “تحويل التهديد (الفلسطيني) إلى فرصة لتغيير قوانين اللعبة”، نظمه النائب عن حزب “الاتحاد الوطني” الإسرائيلي المتطرف مايكل بن أري.
وقال بن أري في وثيقة وزعها على المشاركين في المنتدى “حان الوقت لنعلن أننا هنا (في الضفة الغربية) وإلى الأبد! علينا أن نخرج من بيوتنا بنسائنا وأطفالنا وشيوخنا للرد على المسيرات التي يريد العرب تنظيمها”. وحضر الحاخام اليهودي المتطرف دوف ليئور من مستوطنة “كريات أربع” في الخليل ليبارك المشاركين كي ينقلوا رسالة إلى العالم بأنه “لن يكون هناك أبداً كيان وطني آخر على هذه الأرض غير الشعب اليهودي”.
ومن المقترحات التي طرحت في المنتدى، ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وتنظيم تظاهرات شعبية واسعة وإضراب موظفي البلديات وإجراء تدريبات مكثفة على الدفاع عن النفس وزيادة الإجراءات الأمنية ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات.
وقال المتحدث باسم المستوطنين اليهود في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية يوناثان يوسف “نحن لسنا مسيحيين وسنرد الضربة بأخرى”. وأثار أحد زعماء المستوطنين اليهود في الخليل وهو نوعام أرنون مفاجأة بدعوته إلى “الانضمام إلى المواطنين الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية) الذين يعارضون الطلب الفلسطيني في سبتمبر”، مشيراً إلى بيان أصدره أحد المسؤولين المسلمين في الخليل، ويدعى باسم أبو خضر الجعبري، يقول فيه “لا توجد أي فرصة لقيام دولة فلسطينية هنا”.
في المقابل، ترى حركة “أرض السلام” اليهودية السلمية أن المعركة الدبلوماسية في الأمم المتحدة يمكن أن تجلب السلام. وقال مؤسسها الحاخام مناحيم فورمان بعدما استقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مؤخراً “إن اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية هو شيء جيد لدولة إسرائيل وللسلام في المنطقة وفي العالم”.
عدد اليوم
