الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوريا تعلق آمالها على الغاز للهروب من نادي مستوردي النفط

2 ديسمبر 2006 00:09
إعداد - أيمــن جمعــة: انتقلت الأضواء في قطاع الطاقة السوري من النفط إلى الغاز الذي تعول عليه الحكومة آمالها حاليا لتلبية الطلب المتزايد من السوق المحلي وتعويض تراجع الإنتاج من حقول النفط القديمة، وصولا إلى منعها من دخول قائمة ''مستوردي النفط''· ويبدو أن جهود سوريا لتكثيف أعمال التنقيب والتطوير في قطاع الغاز قد بدأت بالفعل تؤتي ثمارها، حيث أعلنت ''الشركة السورية للنفط'' الحكومية عن اكتشاف غازي كبير في حين تقوم شركة ''اينا'' الكرواتية بتطوير عدد من الحقول· وتظهر إحصائيات وزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن إنتاج البلاد من الغاز ونصفه من الغاز المصاحب، يبلغ حاليا 22 مليون متر مكعب يوميا، يتم استهلاك حوالي 14 مليون متر في السوق المحلي، وتقول الوزارة انها تتطلع لرفع الطاقة الانتاجية بأكثر من 50 % بحلول عام ·2009 ويقول وزير النفط سفيان العلاو: إن الاكتشاف الغازي الكبير الذي توصلت إليه الشركة السورية للنفط يوجد على بعد 100 كيلومتر شمالي دمشق، وإن البئر الاولى تعمل بطاقة 280 ألف متر مكعب يوميا· وتفيد التقديرات الأولية أن حجم احتياطيات الغاز في الحقل، تبلغ خمسة مليارات متر مكعب لكن مجلة ''ابستريم'' تشير في تقرير إلى أن من المرجح تعديل هذا الرقم صعودا مع استمرار عمليات البحث والتنقيب، موضحة: أنه اعتمادا على نتائج اختبارين مقبلين فإن الشركة السورية للنفط قد توسع نطاق التنقيب هناك· ويرى محللون أن اكتشافات الغاز قد تتيح لسوريا تأخير انضمامها إلى نادي مستوردي النفط خلال العقد المقبل نتيجة التراجع المستمر في إنتاجية حقولها· ويقول العلاو: ''لدينا خطط لزيادة انتاج الغاز بما يتراوح بين 13 مليونا و15 مليون متر مكعب يوميا بحلول عام ·2009 ولن تكون هذه هي نهاية المسيرة، فنحن نتطلع لزيادة الطاقة الإنتاجية أكثر فأكثر مستقبلا من خلال اكتشافات اخرى''· ويؤكد جدية خطوات دمشق في هذا المجال: إن الوزارة تعكف حاليا على اصدار مناقصة دولية لمحطة لمعالجة الغاز، في حين تشارك شركات دولية في دعم الانتاج· كما تتزامن هذه التحركات مع تسوية نزاع طويل الأمد بين الشركة السورية للنفط و''ماراثون''، وهي أكبر شركة أميركية مستثمرة للنفط والغاز في سوريا· وتعمل ''ماراثون'' في سوريا منذ عام ،1978 في حقلي الشاعر والشريفة لكنها قررت بيع 90 % من عقدها مع الحكومة الى ''بتروكندا''· ويتعلق النزاع بالعقد المبرم بين دمشق وماراثون والذي يعود الى نهاية الثمانينات وينص على استثمار النفط فقط، وبدأت المشكلات تظهر بسبب اكتشاف احتياطيات من الغاز هناك، وما صاحب ذلك من تباين في الآراء بشأن الاسعار وبنود التطوير· واستثمارات ''بترو كندا'' في قطاع الغاز السورية كبيرة، وباعت الشركة العام الماضي حصتها في شركة الفرات للنفط وهي مؤسسة مشتركة بين الشركة السورية للنفط (50 %) وشركة شل سوريا لتنمية النفط (33 %) وبتروكندا (17 %)· ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوة تمثل موقف بتروكندا من آفاق صناعة الغاز السورية، أم أنها تستهدف تجميع موارد مالية لشراء حصص وأصول شركة ماراثون التي تواجه ضغوطا أميركية للانسحاب تماما من سوريا· وفي مواجهة تحركات الأطراف القديمة، فهناك أيضا شركات جديدة تنضم إلى الباحثين عن ثروات الغاز مثل ''جيلفساندز بتروليم'' المدرجة في لندن والتي بدأت في سبتمبر الماضي الحفر في منطقة الامتياز ·26 ويؤمن رئيس الشركة في سوريا بأن الأمر مسألة وقت فقط قبل العثور على احتياطيات الغاز في المنطقة التي تقع على مساحة 11 الف كيلومتر مربع، موضحا ان الشركة رصدت بالفعل 30 مكمنا محتملا· ومن المتوقع بيع أي كميات يتم اكتشافها من الغاز في السوق المحلي، حيث يتزايد الطلب بسبب الزيادة السكانية وتحسن أوضاع الاقتصاد بفضل إصلاحات السوق التي تعكف عليها الحكومة، كما تخطط سوريا لإطلاق أول جولة تراخيص قبالة الشاطيء في البحر المتوسط لتفتح جبهة استكشاف جديدة من المرجح أن تجذب اهتماما جيدا من الشركات الأجنبية، خاصة بعدما قوبلت خطوة مماثلة من مصر باهتمام كبير· وبالرغم الضعف الواضح في قطاع النفط فإن الحكومة تحاول إنعاشه بما في ذلك إطالة أمد الحقول التي وصلت إلى مرحلة النضج· ويقول وزير النفط: إن سوريا أكملت دراسة مسح سيزمي ثنائي الأبعاد أجرتها شركة نرويجية على المياه الإقليمية في البحر المتوسط· وتم تقسيم المنطقة الى قطع يمكن طرحها على مراحل في مناقصات، وبالرغم من تكثيف أعمال البحث والتنقيب إلا أن المكافآت التي تحصل عليها الشركات عادة ما يطغى عليها الفشل في العثور على مكامن او الضغوط السياسية التي تقودها اميركا لإقناع الشركات الأجنبية العاملة هناك بالانسحاب· وكان إنتاج سوريا من النفط قد بلغ ذروته عام 1995 عندما وصل إلى حوالي 596 ألف برميل يوميا، لكنه يتراجع بشكل مستمر منذ ذلك الوقت ليصل إلى حوالي 400 ألف برميل يوميا، يتم استهلاك معظمه محليا· ومن المتوقع أن يتراجع هذا الإنتاج مجددا إلى 375 ألف برميل يوميا العام المقبل· وتنتج الشركة السورية للنفط 190 ألف برميل يوميا مقابل 160 ألف برميل يوميا لشركة الفرات فيما تنتج شركة توتال الفرنسية الكمية الباقية· وتقول شركة الفرات للنفط: إنها تطبق تقنيات تحسين معدلات الاستخراج لإطالة عمر حقولها وعددها 38 بئرا· كما بدأت الشركة في برنامج لضخ حوالي 700 ألف برميل يوميا من المياه لتعظيم معدلات الاستخراج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©